الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الأوميغا-3 و سرطان البروستات

استمع على ساوندكلاود 🎧

أجرى باحثون في جامعةِ واشنطن دراسةً نُشرَت في شهرِ آذار/مارس من العام 2015 وجدوا بنتيجتِها أنَّ الأحماضَ الدُّهنيّةَ من نوع أوميغا-3 (هنا) تمنعُ نموّ وانتشارَ خلايا سرطانِ البروستات، وتأتي نتائجُ هذه الدراسةِ مخالفةً لنتائجِ دراسةٍ سابقةٍ نُشرَت في العام 2013 مفادُها أنّ الأوميغا-3 تزيدُ من خطرِ الإصابةِ بسرطانِ البروستات، علماً أنّها معروفةٌ بفعاليّتِها في تقليلِ الالتهاباتِ وتأثيراتِها المضادّةِ للسكري.

وبحسبِ الدكتورة كاثرين ماير Kathryn Meier من جامعةِ واشنطن، فإنّ معظمَ الدّراساتِ كانت تُركّزُ على آليةِ عملِ الأوميغا-3 في الالتهاباتِ ومرض السكريّ، بينما أوْلَت هذه الدراسةُ اهتماماً خاصّاً بسرطانِ البروستات على وجهِ الخصوص، كونَهُ يشكّلُ موضعَ جدلٍ من حيثُ علاقتِه بالأوميغا-3 وتأثيرِها عليه.

تتلخّصُ آليةُ عملِ الأوميغا-3 في تأثيرِها على الخلايا السّرطانيةِ بارتباطِ الأحماضِ الدّهنيّةِ مع مستقبلاتٍ تُدعى FFA4 "أو ما يُعرف باسمِ مستقبلِ الحموضِ الدّهنيّة الحرّة 4" إذ تقومُ هذه المستقبلاتُ بتثبيطِ عواملِ النّمو وكبحِ انتشارِ الخلايا السّرطانيّة. وقد وجدَ الباحثون أيضاً أنّ العقاقيرَ التي تُحاكي عمل الأوميغا-3 يمكنُ أن تعملَ بجودةٍ عاليةٍ تتجاوزُ فعاليةَ الأحماضِ الدّهنيّةِ في كبحِ الخلايا السرطانية، دون تأكيد إمكانيةِ الحصولِ على نفسِ التأثير عبر تناولِ المكمّلات الغذائية كزيتِ السّمك على سبيلِ المثال، وخاصّةً في ظلّ وجودِ أشخاصٍ ضعيفي التحمّلِ لزيتِ السمك، فضلاً عن تلاشي تأثيرِهِ عند الهضم.

تبقى هذه المعلومات بحاجةٍ لمزيد من التوسّع قبل أن يتمكّن العلماءُ من تقديمِ الإرشادات الخاصّةِ باستهلاكِ أحماض الأوميغا-3 في الوقاية من سرطان البروستات، فضلاً عمّا تحملُه هذه الدراسةُ من آمالٍ مستقبليةٍ في تطبيق هذه الآلية كعلاجٍ لهذا النوع من السرطانات.

المصدر: هنا