الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

مستخلص من سحق الثوم النيئ يقدم أملاً لمرضى التليف الكيسي

التليف الكيسيCystic fibrosis هو حالة وراثية يحدث فيها انسداد الرئتين والجهاز الهضمي بواسطة مخاط لزج سميك. تبدأ أعراضه عادة في مرحلة الطفولة المبكرة حيث تشمل: سعال مستمر والتهابات صدرية ورئوية متكررة ونقص في الوزن. وتعتبر الملوحة الواضحة بشكل غير اعتيادي لعرق الطفل المصاب والتي يمكن ملاحظتها عند تقبيل للطفل أحد الأعراض المبكرة لهذا المرض؛ ومع ذلك، فإن تشخيص معظم حالات التليف الكيسي يتم حالياً عبر فحوص مخبرية في فترات مبكرة من عمر الطفل وقبل ظهور الأعراض.

أثبتت بعض الدراسات دور الأغذية في الوقاية من هذه الالتهابات؛ ففي دراسة حديثة - نشرت في شهر شباط 2015 م في مجلة PLoS One، بتمويل من جامعة أدنبرة University of Edinburgh ومجلس بحوث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية the Biotechnology and Biological Sciences Research Council - أن هنالك مادة كيميائية موجودة في الثوم – معروفة باسم الأليسين Allicin - يمكن أن تقتل الجراثيم التي تسبب التهابات الرئة المهددة لحياة مرضى التليف الكيسي.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها والتي تظهر أن هذه المادة الكيميائية أي الأليسين allicin يمكن أن تكون علاجاً فعالاً ضد مجموعة من البكتيريا المُعدية شديدة المقاومة لمعظم المضادات الحيوية. ويتم إنتاج الأليسين بشكل طبيعي في حبات الثوم للوقاية من مجموعة الجراثيم الممرضة للنبات plant pathogens والتي تتواجد في التربة والماء.

ظهر في ثمانينات القرن الماضي نوع من البكتيريا - معروف باسم Burkholderia cepacia complex (Bcc) - سبب التهابات رئوية خطيرة ومعدية للأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي؛ عندها تم اتخاذ تدابير للحد من انتشار العدوى البكتيرية بين مرضى التليف الكيسي مما ساعد في خفض الحالات إلى حد كبير. ومع ذلك، لا تزال العلاجات الحالية المتاحة لعلاج الالتهابات محدودة وتتطلب استخدام 3-4 أنواع من المضادات الحيوية في وقت واحد.

ووجد الباحثون أن الأليسين - الذي يمكن استخراجه عن طريق سحق الثوم النيء - يمنع نمو البكتيريا، ويقتل ميكروبات الأمراض النباتية عند أخذه بجرعات عالية. ويشير فريق البحث أن الأليسين يقتل بكتيريا Bcc عن طريق التعديل الكيميائي لأنزيمات رئيسية؛ حيث يسبب تعطيلها ويوقف عمليات بيولوجية هامة داخل الخلايا الجرثومية.

ويعتقد فريق الباحثين أنه يمكن استخدام العلاجات التي تحتوي في تركيبها على الأليسين مع المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الناتجة عن بكتيريا BCC. ومع ذلك، يقول الباحثون أنه من المهم تحديد الآليات التي يقوم فيها الأليسين بقتل البكتيريا قبل أن إدراج هذه المادة الكيميائية في علاجات جديدة.

وتعتبر BCC جراثيم ممرضة للإنسان والنبات وذات تنوع كبير للغاية غير مدروسة بشكل كافٍ كغيرها من الجراثيم. وتنتج هذه الجراثيم عوامل مضادة للجراثيم antimicrobial agents قوية تتسبب بقتل الجراثيم والفطريات، مما يجعلها مقاومة للأدوية بشكل طبيعي ويتيح لها البقاء على قيد الحياة في الأوساط الملوثة والغنية بالمضادات الحيوية.

وقال البروفيسور John Govan من مركز جامعة أدنبرة للأمراض المعدية the University of Edinburgh's Centre for Infectious Diseases ، الذي شارك في الدراسة: "إننا حالياً في حاجة ماسة لعوامل جديدة مضادة للجراثيم، حيث أن الأبحاث الكيميائية و الميكروبيولوجية لديها القدرة على اكتشاف الكثير من المركبات المضادة الحيوية والمستخلصة من النباتات كالثوم. كما أن المركبات الحاوية على الأليسين تستحق المزيد من الأبحاث لاستخدامها كعلاجات للالتهابات الناتجة عن بكتيريا BCC".

وأضاف الدكتور Dominic Campopiano من كلية الكيمياء the University of Edinburgh's School of Chemistry: "أن القدرة العلاجية للثوم لديها تعود إلى آلاف السنين ولكن التركيب الكيميائي من الأليسين لم يكتشف إلا في أربعينات القرن الماضي فقط. وعملنا يقترح استخدام الطرق الحديثة لزيادة معرفتنا لهذا الجزيء الغامض واكتشاف استخداماته المحتملة ."

المصادر:

هنا

هنا