التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

قصة المومياوات: عندما امتلك القدماء في مصر حيواناً أليفاً

تعد الحضارة الفرعونية واحدة من أرقى الحضارات و أكثرها غموضاً. إذ اشتهرت بفن العمارة و كان المصريون القدماء من أوائل الشعوب التي آمنت بالحياة بعد الموت، و من أجل هذا السبب أوجدوا ما عُرف بِـ "فن التحنيط" لتخليد الجسد، و لكن، تُرى هل كان التحنيط حكر عالفرعون و الأسرة الحاكمة و هل كان التحنيط حكر عالإنسان؟ دعونا نخبركم عن تحنيط لنوع غير بشري، إنه تحنيط الحيوانات عند المصريين القدماء

بدأ تحنيط الحيوانات في مصر حيث قام الفراعنة بتحنيط العديد من الحيوانات، إذ شكلت الحيوانات جزءاً كبيراً من الحضارة الفرعونية ليس من أجل الغذاء او كحيوانات أليفة فقط، بل لأغراض دينية أيضاً.

عادة ما تم تحنيط الحيوانات لأربع أساب رئيسية :

1- للسماح للحيوانات الأليفة المحبوبة أن تنتقل إلى الحياة الأخرى بعد الموت.

2- للتزود بالطعام في مرحلة ما بعد النشر

3- كنوع من أنواع الهبات للآلهة

4- و أخيراً بسبب تجسيد الحيوانات لبعض الاٌلهة المصرية ، كإلهة الحرب باستت المتجسدة في القطة ، حيث تم العثور في عام 1888على مقبرة جماعية للسنوريات ضمت أعداداً كبيرة من القطط المحنطة.

معتقدات المصريين حول الحيوانات:

حظيت الحيوانات باحترام كبير عبر تاريخ مصر القديمة. إذ لم يكن للحيوانات هذا الأثر البالغ في جميع نواحي الحياة في أي حضارة أخرى، حيث ارتبط كل 2 من 4 أو 5 رموز هيروغليفية بالحيوانات. آمن المصريون القدامى بدور الحيوانات في بقاء الإنسان الجسدي و الروحي . جسدياً كونها المصر الرئيسي للغذاء ، أما روحياً فارتبطت بكيفية معاملة الشخص لها خلال حياتها على هذه الأرض ، حيث اعتبرت بعض الحيوانات تجسيداً حرفياً للآلهة و من هنا يمكن فهم المكانة التي حظيت بها الحيوانات في مصر القديمة و سبب منحها دفناً لائقاً بعد تحنيطها .

آمن الفراعنة بالحياة بعد بالموت ، و لكن قبول الشخص في الحياة الأخرى أو رفضه كانت تحدده أسئلة الاٌلهة و كان أهمها : هل سبق أن أسأت معاملة حيوان ؟ و بسبب هذه المعتقدات فقد اعتبر قتل الحيوانات جرماً شنيعاً يحاسب مرتكبه بالموت. و قد شهد المؤرخ اليوناني ديودوروس سيكيوليوس قتل روماني بعد قتله قطة عن طريق الخطأ في أحد زياراته لمصر. و لقد أرهبت هذه العقوبات المصريين لدرجة أن بعضهم كانوا إذا ما صادفوا حيواناً ميتاً هربوا من المنطقة خوفاً من اتهامهم بقتله

القطط:

تم تحنيط القطط بأعداد كبيرة كهبات دينية حيث كان من المعتقد أنها تمثل آلهة الحرب باستت. وجد في منطقة بني حسن في آواخر القرن التاسع عشر ما يقارب 19 طن من القطط المحنطة التي تم نقلها عن طريق السفن إلى انكلترا لتستخدم كسماد عضوي!!

القطط التي كانت تربى لتصبح أضاحي غالبا ما كانت تقتل خنقا أو بخلع الرقبة و أثناء التحنيط كانت تجفف الجثث و تحشى بالتراب و الرمل و كانت القطط تترك واقفة على أطرافها أو جالسة بوضعية تجعلها تبدو حيّة ، و كانت تحفظ بتوابيت برونزية أو خشبية. \

طائر أبو منجل:

تعود عبادة طائر أبو منجل إلى العصر البطلمي و الحقبة الرومانية حيث كرس لإله الحكمة تحوت. و قد كان عدد طيور أبو منجل المحنطة كبيراً جداً ، حيث قدر عددها في سقارة وحدها ب 500 ألف و يعتقد أنه كان يتم التضحية ب 10 آلاف طير كل عام.

قردة البابون :

تعد قردة البابون أيضاً ممثلاً للإله تحوت إله القمر و الحكمة. بالرغم من أن قردة البابون ربيت بأعداد كبيرة في المعابد إلا أن عدد المومياوات المكتشفة لها ليست كثيرة مقارنةً بالقطط و بطيور أبو منجل ، حيث اكتشف حوالي ال 400 في مقابر سقارة. معظم قرود البابون كانت تحنط باستخدام الجص و تدفن في صناديق خشبية. و قد أظهرت المومياوات المكتشفة أن قردة البابون كانت تقدم كأضاحي إذ أن معظمها لم يمت لأسباب طبيعية بل تعرض لسوء تغذية أو كسور في العظام و نقص بفيتامين دال.

التماسيح:

اعتبرت التماسيح حيوانات شرسة و عادة ما استخدمت في المعارك لإخافة الأعداء. خصصت عبادة التماسيح لإله الخصوبة سيبيك و إله الشمس رع وعادة ما ربيت في حياة بذخ عالية المستوى . في بدايات عبادة التماسيح كانت تحنط باستخدام الذهب و مواد ثمينة أخرى ، و لكن بعد شيوع مهنة تحنيط التماسيح أصبحت تحنط باستخدام القماش و مواد حافظة.

الثيران:

ويقدر عمر عبادة ثور أبيس إلى عام 800 قبل الميلاد، وهي أول عبادة تدعمها الأدلة الأثرية كما تعد أقدم وأكبر طقس من طقوس عبادة الحيوانات، تعتبر عبادة الثور أبيس رمزا للقوة والخصوبة، وهو ما يمثل الإلهين الخالقين بتاح و أوزيريس. كان التحنيط جزءا رئيسيا في عبادة هذه الحيوانات. في أثناء حياته، عاش الثور في معابد خاصة و دلل ببذخ في سائر مراحل حياته. اعتقد الكهنة أن الثور كان وسيلة للاتصال بين الإلهين الخالقين، لذلك فقد روقبت تحركاتها بعناية. وقد سمح لهذه الحيوانات المقدسة باللموت ميتة طبيعية ما لم يبلغ سن 28 ففي هذا السن يتم قتلها. عندما يموت الثور، تعيش البلاد حالة من الحداد.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا