الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

آذار، الشهر الأعلى حرارة منذ عشرة أعوام

وفقاً لتقريرٍ صدر حديثاً من قبل الإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). تم اعتبار عام 2015 الأكثر دفئاً لهذا القرن كما اعتُبر آذار الماضي الشهر الأعلى حرارةً على الإطلاق.

كيف تم هذا التصنيف ؟

لقد قامت ثلاثة وكالات رئيسية بتعقّب درجات الحرارة العالمية وأصدرت الوكالة الوطنية الأمريكية للمحيطات وإدارة الغلاف الجوي تقاريراً عن درجات الحرارة العالمية لشهر آذار، حيث إحتل آذار الماضي المرتبة الأولى كأكثر أشهر آذار حرارة منذ عام 1800 وهو التاريخ الذي بدأ فيه تدوين درجات الحرارة في السجلات، حيث قُدّر متوسط درجات الحرارة لهذا الشهر بـ 0.85 درجة مئوية (1.53 فهرنهايت) وهو أعلى من متوسط لدرجات الحرارة في القرن العشرين محطماً بذلك الرقم القياسي الذي سُجل في أذار ال 2010 بدرجة حرارة تقدر بـ 0.05 درجة مئوية (0.09 فهرنهايت) اي بفارق يقارب العشر درجات.

وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن درجة الحرارة العالمية لـشهر أذار/مارس 2015 سُجلت كثالث أعلى انحراف شهري في معدلات الحرارة لباقي الأشهر وذلك بنسبة شذوذ أقل بـ 0.01 درجة مئوية ( 0.02 فهرنهايت ) عن شباط عام 1998 وعن كانون الثاني عام 2007 وشباط 2015 الذي كان الإنحراف في حرارته يساوي +0.084 درجة مئوية ( +1.51 فهرنهايت ) والذي كان ثالث أعلى انحراف من بين كل الأشهر، مما جعله بذلك ينتقل الى رابع أعلى درجة حرارة .

علاوة على ذلك، سجل نصف الكرة الشمالي ثاني أعلى درجة حرارة لشهر آذار أتياً بذلك بعد آذار عام 2008 ، أما في نصف الكرة الجنوبي فهو يماثل آذار 2002 كثالث أعلى درجة حرارة لهذا الشهر.

كذلك وكالة الارصاد اليابانية صنفته شهر كأكثر الأشهر حرارة ذُكرفي السجلات، بينما وضعته ناسا في المرتبة الثالثة بعد عامي 2010 و 2002 ، حيث أن كل وكالة تتعامل مع بيانات درجات الحرارة بطريق مختلفة قليلاً، الأمر الذي يؤدي الى تصنيفات مختلفة للأشهر والسنوات، وعلى الرغم من الإختلافات الطفيفة بين الوكالات إلا أنه يوجد إجماع على أن هناك تزايداً في درجات الحرارة، وأن هذا العام هو العام الأكثر حرارةً حتى الآن ، حيث أن الدفء قد شمل مساحاتٍ واسعة مثل روسيا والمحيط الهادئ، فقد سَجلت سبعة من أحد عشر شهراً ماضية (أيار، حزيران، آب، أيلول، تشرين أول وتشرين ثاني لعام 2015 جنباً إلى جنب مع شهر آذار 2015 ) رقما قياسياً جديداً من حيث درجات الحرارة المرتفعة.

على كل حال ما زلنا في الربع الاول من السنة ولا يوجد حتى الان ما يخبرنا عن ما يحمله بقية عام 2015 ولكن بسبب ظاهرة إلنينيو (El Niño: أي إختلال نظام الجو في المنطقة المدارية من المحيط الهادئ التي تؤثر بدورها على الطقس والمناخ في جميع انحاء العالم ) يتكهن العلماء بإزديادات في الحرارة.

ويقول اندريا تومسون أحد الباحثين في الدراسة: " ان عام 2015 قد يطغى على عام 2014 المسجل حديثاً، على الرغم من تحفظ بعض علماء المناخ على مثل هذه التصريحات".

أما جافين شميت قائد معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا يقول:" نتوقع أننا ذاهبون الى سنوات أكثر دفئاً، والأرقام القياسية ستستمر بالتحطم على نحو متزايد في المستقبل كما حدث عام 2014، ولكن ربما لا يحدث ذلك كل عام "

إذاُ ما هو سبب الدفء لهذا العام ؟

يقول شميت:" إن سبب هذا الدفء لهذا العام هو انعكاس لقضيتين: الظواهر الشبيهة ل إلنينيو في اواخرعام 2014 و ارتفاع درجة حرارة شمال المحيط الهادئ عن الحد الأساسي المسجل لارتفاعاها البطيء في كل مكان تقريباُ والذي يعود للإنبعاثات المستمرة عن الغازات الدفيئة والتي تُظهر القليل من التراجع

إن الزيادة في الغازات المسببة للاحتباس الحراري قد أدت الى إرتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.6 فهرنهايت منذ بداية القرن العشرين ويقول بعض العلماء انه لتجنب أسوأ العقبات الناتجة عن التغيرات المناخية يتوجب علينا الحفاظ على درجات الحرارة بمعدلات لا تتجاوز 2 درجة مؤية (3.6 فهرنهايت)

ما هو تأثير ظاهرة إلنينيو(El Niño) على درجات الحرارة ؟

قالت عالمة المناخ جيسكا بلوندين:" إذا استمرت ظاهرة إلنينيو خلال فصل الصيف وفصل الخريف كما هو متوقع وإذا استمر الدفء في شمال شرق المحيط الهادئ عما كان عليه منذ أكثر من سنة، فإنه من المرجّح أن تستمر الأرض في تسجيل أعلى درجات للحرارة خلال الأشهر القليلة القادمة "

وفي أحدث توقعات من قبل الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لظاهرة إلنينيو، تعطي الوكالة فرصة 70% ان يبقى هذا الحدث معلقاً خلال فترة فصل الصيف وفرصة 60% أنه سوف يبقى مستمراً خلال فصل الخريف، حيث إن ظاهرة إلنينيو تميل الى زيادة درجات الحرارة العالمية كما فعلت بشكل حاد عام 1998 وهي السنة الوحيدة المتواجدة على قائمة "أعلى 10 سنوات حرارة" التي لم يُتوقع لها أن تتواجد على هذه القائمة في القرن 21. وكانت 13 سنة من أصل أعلى 15 سنة قد سُجلت كالأعلى بدرجات الحرارة في هذا القرن ولم يكن هناك أي تسجيل كالأكثر برودة منذ عام 1911.

لقد وضعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA خريطة يدوية لتوضيح ما الذي كان يحدث، وكما ترون ادناه، فإن المناطق ذات اللون الأحمر تُعبّر عن المناطق التي كان فيها الطقس أكثر دفئاً من المعدل المُسجل والمناطق الزرقاء هي التي كانت أكثر برودة من المتوسط.

ولحسن الحظ، أن هذه المشكلة قد بدأ التعامل معها بالأهمية التي تستحقها. فقد قال الرئيس الأميركي أوباما للجمهور في خطابه الأسبوعي:" اليوم ليس هناك تهديد أكبر على كوكبنا من تغير المناخ، ولم يعد من الممكن نفي أو تجاهل هذا الأمر وسوف يكون من المثير للاهتمام مشاهدة الى أي مدى تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية الذهاب لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح في المستقبل".

المصادر:

هنا

هنا

هنا