التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

قصة طائر الدودو الأخير

إذا أردت أن تشاهد ما تبقى من آخر طائر دودو و الذي كان أداة لتسلية الجماهير في حياته و بعد مماته ظهر في القصة الشهيرة (أليس في بلاد العجائب) فعليك الذهاب إلى جامعة أوكسفورد الشهيرة في مدينة أوكسفورد في إنكلترا. لمعرفة المزيد تابع معنا هذا المقال الذي يشرح فيه تشارلز نورتون قصة حياة طائر الدودو الأخير.

يعتبر طائر الدودو المحفوظ في متحف جامعة أوكسفورد الوحيد من نوعه في العالم، فقد بقيت جثته المحنطة محفوظةَّ هناك لمدة 300 سنة ، و مع ذلك لم يتم تحديد جنس الطائر بشكل قطعي و لكن الأدلة السطحية تشير إلى أنها كانت أنثى.

عاش هذا الطائر في بداية حياته في قلب غابات "موريشيوس Mauritius" و هي دولة في المحيط الهندي و تبعد حوالي 2000 كيلومتر عن ساحل القارة الإفريقية .

لا تتوفر المعلومات الدقيقة عن عمر هذا الطائر عندما تعرض للأسر وتم نقله لأوروبا ، و لكن تشير بعض الأدلة أن نقله كان حوالي سنة 1628 حسب الدبلوماسي الإنكليزي إيمانويل ألثام.

أرسل ألثام الطائر إلى عائلته في إنكلترا كهدية ، إذ يبدو أنه أراد أن يصبح الطائر حيواناً أليفاً للعائلة ، و أرسل إلى أخيه مخبراً إياه أن يتوقع وصول الهدية .

أبحر طائر الدودو على ظهر سفينة "ذا ويليام" و لكن للأسف لا توجد تقارير مؤكدة تثبت الوصول الآمن للطائر إلى إنكلترا و لكن هناك احتمالٌ كبيرٌ أن يكون الطائر قد نجى من هذه الرحلة الطويلة .

على ظهر السفينة أطعم الطائر البسكويت و لم يتحرك كثيراً مما جعله سميناً كما هو حال معظم طيور الدودو المأسورة في آسيا و أوروبا و من هنا تأتي الصورة التي تتبادر للأذهان لطائر الدودو كطائر سمين كبير الحجم .

بعد تلك الرحلة نقل الطائر إلى لندن ليعرض على الناس لتسليتهم بسبب شكله الغريب. لا أحد يعرف مدى طول عمر طائر الدودو السليم و لكن يتوقع أن يكون أطول بقليل من عمر الحمام أي 15 سنة على الأرجح .

بعد موتها أرسلت الدودو إلى محنط الحيوانات و بين عامي 1638 و 1652 وقعت الجثة المحنطة تحت حيازة عائلة "ترادسكانت" حيث تضمنتها مجموعة "جون ترادسكانت" للأغراض الغريبة . بعد وفاة جون ترادسكانت انتقلت المجموعة إلى صديقه "إلياس أشمول" ثم نقلت في 20 آذار سنة 1683 إلى متحف نيو أشمول في أوكسفورد .

بينت أبحاث أجريت في عام 1755 الضرر التي تعرضت له الجثة المحنطة بسبب التآكل و التحلل و أدى ذلك إلى آثار مدمرة عليها ، حيث تآكل الجذع و الأجنحة و معظم جسم الطائر إلا الرأس و ساق واحدة و هذا كل ما بقي اليوم من طائر الدودو الأخير.

المصدر:

هنا