الكيمياء والصيدلة > سلسلة تداخل الغذاء مع الدواء

عرق السوس.. تداخلات ومحاذير وأكثر !

عرق السوس Licorice نباتٌ ذو مذاقٍ حلو يستعمل كمنكّه في الطعام والمشروبات بأشكالٍ مختلفة، كما تُستعمل جذوره لأغراض طبّية.

يُفيد عرق السوس في الاضطرابات الهضمية مثل القرحة المعدية والمغص والحرقة، وأمراض الجهاز التنفسي مثل احتقان الحلق والتهاب القصبات والسُعال. كما يفيد في علاج هشاشة العظام والذئبة الحمامية الجهازية والاضطرابات الكبدية والملاريا والسلّ. إضافةً لذلك، يُستعمل عرق السوس مع عشبتي الجنسنغPanax ginseng و الدبيق Bupleurum falcatu لتحسين وظيفة الغدّة الكظرية، وخاصةً عند الأشخاص الذين تناولوا الستيروئيدات لفترةٍ طويلة (فالسيتروئيدات تثبّط فعالية الغدة الكظرية التي تفرز هرمونات هامّة لتنظيم استجابة الجسم للتوتّر). كما يُفيد عرق السوس أيضاً في زيادة الخصوبة عند النساء التي تعاني من متلازمة المَبيض متعدّد الكيسات. من استعمالات عرق السوس أيضاً دوره في علاج الأكزيما حيث يمكن لتطبيق جل يحوي عرق السوس أن يُخفف من الإحمرار والتورّم والحكّة. ويستعمله البعض كشامبو للتقليل من دهنيّة الشعر.

كل تلك الفوائد الطبية المثبتة جعلت من عرق السوس المحبوب محطّاً لاهتمام الباحثين، ولكن هل نستطيع القول أنّ استعماله آمنٌ ؟

إنّ عرق السوس آمنٌ عند استعماله ضمن الكميات الموجودة في الطعام، بينما يصبح أقلّ أماناً عند استعماله بكميات كبيرة كالجرعات الدوائية، ولكن عند استعماله بكميات كبيرة لمدّة تتجاوز الأربعة أسابيع يصبح غير آمنٍ. بالإضافة إلى ذلك قد يشكّل عرق السوس خطراً في بعض الحالات، فما هي؟

- الحامل والمرضع: حيث أنّ استهلاك كمياتٍ كبيرة من عرق السوس من قبل المرأة الحامل قد تزيد خطر الإجهاض و الولادة الُمبكّرة. كما أنّ تأثيره على المرأة المرضع غير مؤكّد لذا يُفضّل تجنّبه.

- الأشخاص ذوي ضغط الدم المرتفع: قد يؤدي عرق السوس إلى ارتفاع في ضغط الدم.

- مرضى القلب: يسبّب عرق السوس تخزين الماء في الجسم، ممّا يزيد الوضع سوءاً في حالة قصور القلب الاحتقاني، كما قد يُحرّض اضطراب نظم القلب.

- الاضطرابات الهرمونية الجنسية: قد يعمل عرق السوس كالإستروجين في الجسم ممّا يزيد حالة سرطانات الثدي والرحم والمبيض سوءاً. بالإضافة إلى ذلك، يُخفّض عرق السوس مستويات التستوستيرون ممّا يقلل الرغبة الجنسية لدى الرجال ذوي الاضطرابات الجنسية ويزيد حالة ضعف الانتصاب سوءاً.

- الأشخاص ذوي الاضطرابات العصبية مثل فرط التوتر: لأنه قد يقلّل مستويات البوتاسيوم في الدم ممّا يجعل حالة فرط التوتر أسوأ.

- الأشخاص ذوي مستويات بوتاسيوم منخفضة في الدم ومرضى الاضطرابات الكُلوية.

- قبل العمليات الجراحية: يجب التوقّف عن تناول عرق السوس قبل أسبوعين من العمل الجراحي لأنّه يتداخل مع ضبط ضغط الدم أثناء العملية وبعدها.

ولكن هذا ليس كلّ شيء! فلعرق السوس تداخلاتٍ خطيرة مع بعض الأدوية، وينبغي أخذ الحذر منها:

- الوارفارين: يُعتبر هذا التداخل خطيراً، فالوارفارين مميّعٌ للدم وعند تناوله مع عرق السوس فإنّ عرق السوس يسرّع من تحطّم الوارفارين في الجسم وبالتالي يقلّل من فعاليته ممّا يزيد احتمال تشكّل الجلطات. لذا قد يضطر الطبيب إلى تعديل جرعة الوارفارين وإجراء اختبارات للدم بشكلٍ منتظم.

- سيسبلاتين Cisplatin: وهو دواء لعلاج السرطان. ويُعتقد أنّ عرق السوس يخفّض من فعّاليته.

- ديجوكسين Digoxin: تزيد مستويات البوتاسيوم المنخفضة التي يُسببها عرق السوس من التأثيرات الجانبية للديجوكسين.

- إستروجين Estrogen: بما أنّ عرق السوس يسبب تغييرات هرمونية في الجسم، لذلك قد يخفّض من فعّالية حبوب الإستروجين ومشتقّاته.

- الأدوية التي تُستقلب عن طريق أنزيمات الكبد: فهي تتحطم في الكبد عن طريق السيتوكروم P450 Cytochrome ، وعرق السوس قد يغيّر آلية وكيفية التحطيم أو يبطئ العملية هذه ممّا يغيّر من فعّالية هذه الأدوية وآثارها الجانبية مثل الفينوباربيتال phenobarbital و ديكساميثازون dexamethasone والايبوبروفين ibuprofen واللوزارتان losartan و لوفاستاتين lovastatin .

- الأدوية الخافضة لضغط الدم: حيث يرفع عرق السوس من ضغط الدم وبالتالي يُضعف فعّالية هذه الأدوية.

- الكورتيكوستيروئيدات Corticosteroids والأدوية المُدرّة: حيث يتشارك عرق السوس معها في تخفيض مستويات البوتاسيوم في الدم.

لعرق السوس تداخلات مع الأغذية والأعشاب والمتمّمات الغذائية أيضاً ، ومنها:

- الأعشاب التي تؤثّر على القلب: مثل الديجتال digitalis، زنبقة الوادي lily of the valley ، والعنصل squill .

- عصير الغريفون والأعشاب المُليّنة ( كالصبّار aloe vera والراوند rhubarb والسنا senna): حيث تتشارك هذه وعرق السوس في تخفيض مستويات البوتاسيوم في الدم.

-الملح: بما أنّ عرق السوس يؤدي إلى احتباس الصوديوم والماء داخل الجسم وبالتالي رفع ضغط الدم، فإنّ تناول الملح يُحرّض هذه الحالة.

وختاماً، في المرّة المقبلة التي تريدون فيها الاستمتاع بمذاق عرق السوس، عليكم الانتباه إلى ما تتناولون من أدوية ومكمّلات حرصاً على الحصول على الفائدة وتجنّب أيّ أخطارٍ صحيّة محتملة قد لا تكون في الحسبان.

المصدر: هنا