الطب > مقالات طبية

هل تلعب الرياضة دوراً في إطالة العمر؟

يُحذّر الأطباء دوماً من أن عدم القيام بالنشاط الحركي والتمارين هو عامل خطر وهام للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مثل ارتفاع الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم.

لكن هل تعلم أنّ القيام بالتمارين الرياضية لعدّة ساعات كل أسبوع قد يساعدك على العيش لمدة أطول؟


القيام بالتمارين الرياضية لعدّة ساعات كل أسبوع قد يساعدك على العيش لفترة أطول و لكن ممارسة التمارين لمدّة أطول من ذلك لا يُسبّب فائدة إضافية، وذلك بناءاً على دراسة جديدة للعلاقة بين النشاط البدني وطول العمر. ولكن في الوقت نفسه، القيام بالنشاط الحركي والتمارين لمدّة أكثر بعشرة أضعاف المدّة المنصوح بها للفعالية الحركية لم يرتبط بزيادة الوفيات خلال مدة الدراسة. وهذا خبر سار لعدّائي الماراثون و ألعاب القوى الذين قد يخشون من التأثيرات الصحيَة المرافقة لهذا المستوى العالي من النشاط على المدى الطويل.

في الدراسة قام الباحثون بتحليل المعلومات من حوالي 660 ألف شخص بين عمر 21-98 سنة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والسويد، حيث قاموا بالإجابة على الأسئلة عن مدة ممارستهم للنشاط الحركي مُتمثلاً بالمشي، الركض، السباحة وركوب الدراجة.

إنّ الأشخاص الذين يمارسون التمارين بدرجة أقل من المنصوح بها مازالوا أقل عُرضة للوفيّات بنسبة 20% خلال فترة 14 سنة من الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط الحركي. وبشكل عام، تنصح التوصيات بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعياً للنشاط المعتدل، و75 دقيقة أسبوعياً للتمارين الشديدة.

وجد الأشخاص الذين مارسوا النشاط الحركي وفق التوصيات فائدة أكبر، فقد كانوا بنسبة 31% أقل عُرضة للوفيات خلال فترة الدراسة مقارنةً بالأشخاص الذين لم يمارسوا أي نشاط حركي. بينما القيام بالنشاط الحركي بدرجة أكبر بكثير من المنصوح بها لم يُظهر فائدة أكبر، حيث كانت الفائدة القصوى عند الأشخاص الذين قاموا بـ3-5 أضعاف النشاط الموصى به بنسبة 39% وفيات أقل من الاشخاص الذين لم يقوموا بنشاط حركي خلال مدة الدراسة. كما أنّ القيام بنشاط أكبر لم يُظهر فائدة أكبر.

وعلى الرغم من أنّ الدراسات السابقة أظهرت وجود خطورة على القلب في حال ممارسة النشاط الحركي الكبير، لم تُظهر في هذه الدراسة علاقة بين النشاط الحركي المرتفع (حوالي 10 أضعاف المنصوح به أو أكثر) وبين زيادة نسبة الوفيات.

تعتبر هذه الدراسة مهمة للأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة وذلك بإظهار فائدة النشاط الحركي الخفيف في تأخير الوفاة، وأيضاً للأشخاص ذوي النشاط الحركي المرتفع بإظهار أن لا وجود لخطورة وفاة مرتبطة بإجراء التمارين على المدى الطويل. وأوضح أحد الباحثين بأن الأشخاص الذين يستفيدون من النشاط الحركي المرتفع هم الأشخاص الذين لا يُجرون أي تمارين حالياً.

وكانت الفائدة كبيرة جداً في إنقاص الوفيّات عند الأشخاص الذين يبعدون خطوة واحدة عن عدم ممارسة الرياضة ممّا يوضح أهمية إجراء التمارين حتى بنسبة بسيطة، لذا يجب على الأطباء التركيز على هذه الفئة التي لا تُمارس النشاط الحركي حيث قد يؤدي توعيتها لأفضل النتائج في تحسين صحة المرضى.

نظرت هذه الدراسة فقط في الوقت الذي يقضيه الأشخاص في ممارسة التمارين، بغضّ النظر عن شدّة هذا النشاط. فلم يقارن الباحثون مباشرةً مابين الأشخاص الذين يمارسون الرياضات الشديدة وبين الذين يمارسون الرياضات المعتدلة.

وفي دراسة منفصلة، وجد باحثون أستراليون أنّ الأشخاص الذين مارسوا نشاطات قويّة مثل الركض، كانوا 9-13% أقل عرضة للوفاة خلال فترة ست سنوات من أولئك الذين يمارسون نشاطات معتدلة كالسباحة الخفيفة والأعمال المنزلية.

ويقول Klaus Gebel وهو باحث في مركز جامعة James Cook University للوقاية من الأمراض المزمنة: " تُشير أبحاثنا إلى أنّ كميات صغيرة من النشاط القوي يمكن أن تساعد في الحد من خطر الموت المُبكّر، ولكن بالنسبة لكبار السن أو للأشخاص الذين لم يشاركوا مسبقاً بأي نشاط مُجهد، يجب عليهم التحدث مع أطبائهم قبل البدء بممارسة التمارين".

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

shutterstock