الطب > السرطان

سرطان عنق الرحم Cervical Cancer

يحتل سرطان عُنق الرحم المرتبة الثالثة لأكثر السرطانات شيوعاً عند النساء، كما يُعتبر أحد أهم أسباب الوفيّات السرطانية عند النساء وخاصةً في البلدان النامية، فلنتعرف على هذا السرطان، ماهي أعراضهُ وما هو علاجهُ.


عُنق الرحم هو الجزء السفلي الضيّق من الرحم الذي يصل ما بين الرحم والمهبل.

سرطان عنق الرحم هو مرض تتشكّل فيه خلايا سرطانيّة خبيثة في أنسجة عنق الرحم.

_أعراضهُ :

عادةً، لا يُبدي سرطان عنق الرحم في مراحله المُبكّرة أيّ أعراض أو علامات، ولكن عندما ينتشر هذا السرطان فإنّهُ يتسبّب بأعراض وعلامات عديدة وهي :

• نزف مهبلي غير طبيعي (عقب الجماع، بين الدورات الطمثية، عقب سن الإياس).

• انزعاج وعدم ارتياح مهبلي.

• مفرزات مهبلية مُدمّاة وسائلة كريهة الرائحة.

• عسر التبوّل.

• آلام في منطقة الحوض أو ألم أثناء الجماع.

• ولعلّ أبرز العلامات عند مريضات سرطان عنق الرحم هي الموجودات غير الطبيعيّة في لطاخة بابانيكولاو (Pap smear).

_ما هو سبب سرطان عنق الرحم ؟

تنمو خلايا عُنق الرحم في الحالة الطبيعية وتتضاعف بشكل منظّم ودقيق ثم تتموّت كل فترة (لتتجدّد)، ولكن عندما تطرأ طفرة (تغير وراثي) على هذه الخلايا فستدفعها إلى التكاثر والتضاعف بشكلٍ خارجٍ عن السّيطرة، ومن ثم تتراكم الخلايا الشاذة مع بعضها البعض مشكّلةً كتلةً ورميّةً.

ويُعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان مجهولاً ولكن من المؤكّد أن فيروس الورم الحُليمي البشري HPV يلعب دوراً كبيراً.

_عوامل الخطورة للإصابة بسرطان عُنق الرحم:

تُعتبر الإصابة بفيروس الورم الحُليمي البشري HPV من أهم عوامل الخطورة التي تزيد فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم (وهذا بالطبع لا يعني أنّ كُل النساء المصابات بفيروس HPV سيُصبن بسرطان عُنق الرحم).

وتشمل عوامل الخطورة الأخرى:

-الولادات المتعددة.

-أن يكون الجماع الأول للمرأة وهي في عمرٍ صغير.

-أن يكون لدى المرأة أكثر من شريك جنسي.

-التدخين.

-استخدام مانعات الحمل الفموية (الحبوب).

-أن يكون الجهاز المناعي ضعيفاً.

عادةً، لا توجد أيّ علامات مُبكّرة تساعد على كشف سرطان عنق الرحم في مراحله المُبكّرة، ولكن يمكن كشفه عند إجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم حيث يتم فحص لطاخة بابا نيكولاو (Pap smear) بحثاً عن الخلايا الشاذة .

ولحسن الحظ فإنّ فرصة الشفاء من هذا السرطان تزداد بشكل كبير عند كشفه المبكر.

_ما هي أنواع سرطان عنق الرحم ؟

يُساعد تحديد نوع سرطان عنق الرحم لدى المريضات بتحديد الخطة العلاجيّة الواجب اتباعها، هذه الأنواع هي :

* كارسينوما الخلايا الظهارية (المُسطّحة) : وهو النوع الأكثر انتشاراً، يبدأ هذا النوع بإصابة الخلايا الرقيقة المسطحة التي تبطن الجزء الخارجي من عنق الرحم الممتدّ إلى المهبل.

* الكارسينوما الغديّة : يُصيب هذا النوع الخلايا الغديّة المُبطنة لقناة عنق الرحم.

وأحياناً قد يتطوّر السرطان على حساب كل من النوعين السابقين أي أنّهُ يُصيب كُلاً من الخلايا الظهارية المُسطحة والخلايا الغديّة، ومن النادر جداً أن يحدث السرطان في خلايا أُخرى في عُنق الرحم.

_التشخيص :

يكون علاج سرطان عنق الرحم المكتشف باكراً أكثر نجاحاً وفاعليةً، لذلك تنصح التعليمات الطبية بإجراء فحص دوري للكشف عن هذا السرطان وللكشف عن أيّة تبدُّلات ما قبل سرطانية بعد عمر الواحد والعشرين كلّ ثلاث سنوات.

حيث تتضمّن هذه الفحوص :

* لُطاخة بابانيكولاو (Pap Test): حيث يقوم الطبيب بأخذ كُشاطة من خلايا عنق الرحم ليتم فحصها في المخبر بحثاً عن أيّة شذوذاتٍ أو موجوداتً غير طبيعية.

* فحص الحمض النووي لفيروس الورم الحُليمي البشري (HPV DNA Test): حيث يتم فحص بعض الخلايا المأخوذة من عنق الرحم بحثاً عن إصابتها بهذا الفيروس الذي يزيد احتماليّة الإصابة بسرطان عنق الرحم.

يتم إجراء هذا الفحص للنساء اللواتي تجاوزن سن الثلاثين، كما يتم إجراؤه أيضاً للنساء اللواتي ظهرت لديهنّ موجودات غير طبيعية في فحص لطاخة بابانيكولاو.

_المعالجة :

تعتمد معالجة سرطان عنق الرحم على عدّة عوامل كالمرحلة التي وصل إليها، ووجود مشاكل صحيّة أخرى. حيث تُعالج المريضة جراحياً أو بالمعالجة الكيميائية أو الإشعاعية (وقد تستخدم الطرق الثلاث سوية ً في العلاج).

الجراحة:

يتم علاج سرطان عنق الرحم في مراحله الأولى جراحياً بما يُسمّى عملية استئصال الرحم، وهي نوعان:

-عملية استئصال الرحم البسيطة Simple hysterectomy: وهي خيار مُناسب فقط في المراحل المُبكّرة للغاية، حيث يتم استئصال عنق الرحم والرحم لإزالة الخلايا السرطانية.

-عملية استئصال الرحم الجذريّة Radical hysterectomy: حيث يتم استئصال عنق الرحم والرحم وجزء من المهبل إضافة إلى العقد اللمفية المجاورة.

تعتبر عملية استئصال الرحم شافية للسرطان في مراحله المبكرة وقد تمنعهُ من النُّكس، ولكن للأسف لا يمكن للمرأة أن تحمل بعدها.

المعالجة الإشعاعية:

تستخدم المعالجة الإشعاعية أشعة عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية، لقتل الخلايا السرطانية. قد تستخدم المعالجة الإشعاعية مُترافقةً مع المعالجة الكيميائية، وكذلك قبل الجراحة لتقليص الورم أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية مُتبقية.

يمكن أن تُعطى المعالجة الإشعاعية:

- إمّا خارجياً، عن طريق توجيه الإشعاع في المنطقة المُصابة من الجسم (العلاج الإشعاعي الخارجي).

- أو داخلياً، من خلال وضع جهاز يحتوي على مواد مُشعّة داخل المهبل لعدّة دقائق فقط (المعالجة الإشعاعية الموضعية).

قد يتوقف الحيض كنتيجة للمعالجة الإشعاعية ويبدأ سن الإياس عند النساء المرضى، ولا بُد من سؤال الطبيب عن طُرق للحفاظ على البويضات قبل بدء العلاج في حال كانت المرأة ترغب في الحمل.

المعالجة الكيميائية:

تستخدم المعالجة الكيميائية الأدوية، التي تُحقن عادةً في الوريد لقتل الخلايا السرطانية. وغالباً يتم الجمع ما بين الجرعات المنخفضة من العلاج الكيماوي مع العلاج الإشعاعي.

تستخدم جرعات عالية من المعالجة الكيميائية للسيطرة على سرطان عنق الرحم المتقدّم الذي قد لا يكون قابلاً للعلاج.

بشكل عام، غالباً ما يُلجأ إلى المعالجة الإشعاعية والكيميائية في المراحل المتقدّمة من السرطان .

وبعد إنهاء العلاج سينصح الطبيب بإجراء الفحوص الروتينية لمتابعة الحالة ومراقبة النُّكس إن حدث.

حاشية: فيروس الورم الحُليمي البشري من الفيروسات المنتقلة بالجنس، وهو يسبب أوراماً ظهارية في الجلد أو الأغشية المخاطية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

حقوق الصورة:

Foter/TipsTimes