الطب > مقالات طبية

فقدان الشعر لدى النساء

يخسر الإنسان ما يقارب 50 إلى 100 شعرة يومياً، وذلك بطريقة طبيعية بعيداً عن الأسباب المرضية .حيث يُستبدل هذا الشعر القديم بشعر جديد أكثر صحة كجزء من عملية التجدّد الطبيعية التي يقوم بها الجسم. ولكن عندما يحدث خلل في توازن هذه العملية نتيجة اضطراب ما في دورة نمو الشعر، أو تضرر بصيلات الشعر وموتها، تصبح فروة الرأس غير قادرة على تعويض النقص الحاصل، مما يؤدي لحدوث الصلع.

ما هي أسباب فقدان الشعر؟

تتعدد أسباب فقدان الشعر و تتنوع . حيث يكون بعضها وراثياً أو بسبب التغيرات الهرمونية أو كعرض جانبي مترافق مع بعض الحالات الطبية و الأدوية المرافقة لها .

ما هو دور الوراثة ؟

تشكل الوراثة العامل الأساسي لخسارة الشعر لدى معظم الناس و يتميز الصلع الوراثي بأنه تدريجي و متوقع و له نمطان :

• نمط الصلع الخاص بالرجال و يكون بقعياً يتمثل بوجود بقع خالية تماماً من الشعر.

• و نمط الصلع الخاص بالنساء و يكون على شكل شعر خفيف مقارنة بالشعر الطبيعي.

تؤثّر العوامل الوراثيّة على العمر الذي يبدأ به الشخص بخسارة الشعر ومعدّل الخسارة و مقدار الصلع (كلّي أو جزئي). ويكون الصلع أكثر ظهوراً عند الرجال منه عند النساء ويبدأ الصَّلع الوراثي أحيانا بعد البلوغ مباشرة. في هذا النمط من الصلع يصبح الشعر رقيقاً وناعماً وقصيراً.

حسناً، وما هو دور الهرمونات إذاً؟

تلعب التغيرات الهرمونيَّة و الاضطّرابات في توازن الهرمونات دوراً كبيراً في خسارة الشعر لدى النساء سواءً كانت هذه الاضطِّرابات ناجمة عن الحمل والولادة، أو مرحلة انقطاع الطمث. كما تلعب اضطرابات الغدة الدرقية دوراً في فقدان الشعر لكثافتِهِ و سماكتهِ.

هل هناكَ أسباب أُخرى تؤدِّي إلى خسارة الشعر؟

نعم ، هناك العديد من الأمراض و العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في خسارة الشعر مثل الصَّلع البُقَعِي الناجم عن وجود خلل في الجهاز المناعي للجسم؛ حيث يقوم الجسم بمهاجمة بصيلات الشعر مما يؤدي لتساقط سريع للشعر مترافق مع بقع منتشرة في فروة الرأس. تكون هذه البقع مدورة الشكل حمراء وناعمة وتعتبر هذه الحالة من الحالات المرضية المؤقتة التي يعود الشعر فيها للنمو مرة أخرى.

أما فقدان الشعر الدائم فهو غالباً ما يترافق مع اضطرابات الجلد الأخرى التي تسبب ندباً غير قابلة للعلاج و ذلك بسبب موت بصيلات الشعر المسؤولة عن إنتاج الشعر ليحل محلها نسيج نُدَبي، كما في الذئبة الحُمامِيّة lupus erythematosus والحَزاز المسَطّح lichen planus وداء الساركوئيد (مرض من أمراض المناعة الذاتية).

بالإضافة إلى بعض الاضطرابات النفسية مثل (اضطراب شد الشعر) حيث يعاني بعض الأشخاص من حاجة ملحّة لشد الشعر غير قادرين على مقاومتها سواء كان ذلك لشعر حاجبيهم أو رأسهم أو أي مكان آخر في الجسم.

هل للأدوية التي أتناولها علاقة بتساقط الشعر؟

تؤدي بعض الأدوية مثل أدوية معالجة الاكتئاب والتهاب المفاصل وأدوية القلب وارتفاع الضغط، وكذلك حبوب تنظيم الحمل إلى حدوث تساقط الشعر. وغالباً ما تترافق المعالجة الكيميائية للسرطان مع فقدان كامل للشعر من كل الجسم، في حين يترافق المعالجة الإشعاعية غالباً مع فقدان الشعر من المنطقة المعالَجة.

كما يعاني العديد من الأشخاص من نقص في كثافة الشعر و سماكته بعد الصدمات العاطفية أو الجسدية، عادة ما يكون هذا النوع من خسارة الشعر مؤقتاً. بعض الأمثلة التي تسبب ذلك هي: خسارة الوزن السريعة والكبيرة، الحمى الشديدة ، العمليات الجراحية، وجود وفيات في العائلة.

الممارسات الخاطئة :

تسبب بعض الممارسات الخاطئة التي نقوم بها جميعاً أذيّة شديدة للشعر مما يؤدي في النهاية إلى تساقطه مثل تصفيف الشعر الزائد، و خاصّة في التسريحات التي تشد الشعر بشدة مثل السنبلة أو ذنب الحصان المشدودة بإحكام، فيمكن لهذه الممارسات أن تسبب فقداناً للشعر ناجماً عن الشد. تلوين الشعر المستمر و المتكرر، و كذلك علاجات الشعر بالزيت الساخن والدائم قد يؤدي إلى التهاب في بصيلات الشعر مما يسبب خسارة الشعر، وفي حال تندّب بصيلات الشعر تكون هذه الخسارة دائمة.

لقد فقدت شعري لأحد الأسباب، ولكن هل سيعاود شعري النمو؟

تعود قابلية استعادة الإنسان لصحة شعره و كثافتها إلى نمط فقدان الشعر. لفقدان الشعر 3 أنماط تصنف حسب السبب إلى:

النمط الأول : يكون ناجماً عن تغيرات بيئية تسبب صدمة لبصيلات الشعر، مما يجعلها تدخل في حالة من السبات المؤقتة فيزداد تساقط الشعر ويقلّ التعويض عنه وتخفّ سماكة الشعر. يلاحَظ هذا النمط بعد مدة شهر إلى شهرين من حدوث الصدمة. و تعود البصيلات إلى عملها الطبيعي بعد التخلص من السبب (فقدان وزن سريع، نقص في الفيتامينات والأملاح المعدنية، اضطراب هرموني شديد نتيجة الحمل و الولادة مثلاً).

النمط الثاني : يكون أبطأ تطوراً و ذا مدى أطول. يشبه النمط الأول لكن في هذا النمط لا تعود البصيلات إلى النمط المولّد النشيط للشعر (الأناجين) و إنما تبقى في وضع السبات (التيلوجين). يلاحظ في هذا النمط فقدان الشعر بشكل أكبر، ويحدث نتيجة بقاء الأسباب التي أدت إلى الصدمة وعدم معالجتها.

هاتان الحالتان عكوستان ويمكن استعادة كثافة وسماكة الشعر الأصلية في حال تم علاجهما بطريقة صحيحة .

أما النمط الثالث :فتتغير فيه بنية بصيلات الشعر وتتندّب، فتحصل خسارة غير ردودة (غير عكوسة) للشعر.

إذاً كيف يمكنني الحفاظ على صحة شعري؟

يمكنك الحفاظ أو استعادة صحة شعرك و ألقه بالحفاظ على التغذية المتوازنة الغنية بالمعادن والفيتامينات إضافة إلى البروتين الضروري جداً لنمو الشعر والعناية بالصَّحة العامَّة للجسم، وعلاج الأسباب الأساسيَّة التي أدَّت إلى حصول الصلع. كما أن هناك بعض الأدوية التي تساهم في إعادة صحة الشعر و حيويته خاصة الأدوية المعتمدة على المينوكسيديل في تركيبها؛ حيث يعمل المينوكسيديل على تحفيز نمو الشعر وتنشيطه ويعتبر مفيداً لدى الأشخاص الذين يعانون من خمول بصيلات الشعر. لكن مع ذلك فلا بد من علاج السبب الأساسي لتساقط الشعر وذلك للتخلص من المشكلة بشكل نهائي.

في الختام لا بد من أن نقول: اعتني بجسمك..تعتني بشعرك . اعتني بنفسك...و ستظهر النتائج على شعرك.. و بشرتك .

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا