الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

ماهو زيت السمك؟ وماهي فوائده الصحية؟

يستخلص زيت السمك Fish Oil من الأنسجة الشحمية للأسماك الدهنية مثل التونا والسردين والسلمون والماكريل والرنجة والتي تحوي نسبة أعلى من الزيت قد تصل حتى 30% مقارنة بشرائح السمك الأبيض، كما تحوي على كميات أعلى من الفيتامين A والفيتامين D.

ولزيت السمك أهمية بالغة نظراً لاحتوائه على الحموض الدسمة متعددة عدم الإشباع أوميغا 3 وبشكل خاص (Docosahexaenoic Acid (DHA و (Eicosapentaenoic Acid (EPA. لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى مقالة الأوميغا 3 (هنا).

وقد أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على زيت السمك أن تضمين الحمية الغذائية لهذا النوع من الزيت له فوائد صحية عديدة منها:

• الوقاية من السرطان: حيث أكدت دراسة أجريت في مركز الأبحاث الأميركية لأمراض القلب Saint Luke's Mid America Heart Institute Cardiovascular Research والتي تم نشرها في مجلة Nutrition and Cancer: An International Journal أن الاستهلاك المنتظم للأسماك الدهنية والمحضرة بطريقة صحية يساهم في الوقاية من تطور الخلايا السرطانية وخاصة سرطان الثدي والبروستات والبنكرياس والكولون ومختلف سرطانات الجهاز الهضمي الأخرى. ويؤكد المشرف على هذه الدراسة James J. DiNicolantonio أن الهدف الرئيسي لهذه الدراسة كان تقييم العلاقة بين الحمية الغذائية في إيطاليا وانخفاض نسبة الإصابة بأمراض السرطان، حيث يعتمد الإيطاليون في تغذيتهم على زيت الزيتون والسمك. و في دراسة أخرى أجرتها جامعة واشنطن University of Washington، أظهرت النتائج انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن السرطان بمعدل 23% عند الأشخاص الذين يتناولون السمك أو المكملات الغذائية من الأوميغا 3.

• تقليل أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة عند النساء: حيث أن استهلاك الأغذية الحاوية على DHA خلال فترة الحمل يقلل من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة كما أكدت الدكتورة Michelle Price Judge في بحث أجرته عام 2011.

• تقليل بعض الاضطرابات النفسية: يساعد زيت السمك على تخفيف شدة اضطرابات التصرف التي قد يعاني منها بعض الشباب وخاصة اضطراب فرط الحركة وسوء التركيز ADHD.

• تنشيط الذاكرة: بين بعض الباحثين في دراسة تم نشرها عام 2012 في مجلة PLOS One ، أن استهلاك الأوميغا 3 لمدة 6 أشهر متتالية يحسن من الذاكرة عند البالغين.

• دور محتمل في الوقاية من الزهايمر (الخرف الشيخي): حيث تم نشر العديد من الدراسات حول ما إذا كان هناك دور إيجابي للاستهلاك المنتظم لزيت السمك في الوقاية من الإصابة بداء ألزهايمر، ففي إحدى الدراسات التي نشرت عام 2007 في مجلة Neurology أظهرت النتائج أن اتباع حمية غذائية تحوي على السمك وزيوت الأوميغا 3 والفواكه والخضار تقلل من خطر الإصابة بداء ألزهايمر. بينما نفت ذلك دراسة أخرى أجريت عام 2010 هذا الدور وأكدت أن تناول أو عدم تناول زيت السمك لا يؤثر في خطر الإصابة بداء ألزهايمر، ولايزال الجدل قائماً.

• الوقاية من فقدان الرؤية: إن الاستهلاك المعتدل لحموض DHA تقي من فقدان الرؤية المرتبط بتقدم العمر، وذلك وفق لدراسة كندية تم نشرها في مجلة Investigative Ophthalmology & Visual Sciences.

• فوائد خاصة بالأجنة: في دراسة تم إجراؤها في جامعة Laval على مجموعة من النساء الحوامل اللواتي استهلكن حموض الأوميغا 3 خلال الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل، تبين أن استهلاك الأوميغا 3 يحسن من تطور القدرة الحسية والمعرفية والحركية للأطفال الرضع.

هل لزيت السمك أي فوائد للقلب؟

أظهرت الدراسات تناقضاً واضحاً حول دور زيت السمك في الصحة القلبية، حيث أكدت بعضها أن زيت السمك لا يقدم أية فائدة للقلب، بينما أظهرت بعض الدراسات الأخرى عكس ذلك.

ففي مقالة نشرت في مجلة JAMA نوقش خلالها نتائج 20 دراسة مختلفة شملت أكثر من 70000 شخص، لم يستطع الباحثون إيجاد علاقة واضحة بين استهلاك المكملات الغذائية من زيت السمك وتخفيض خطر الإصابة بالأمراض القلبية.

وبالمقابل أجرى باحثون من جامعة ميشغان Michigan Technological University دراسة سنة 2011 بينت نتائجها أن استهلاك زيت السمك يحسن من تدفق الدم من خلال تخفيض كمية الشحوم الثلاثية، مما يمنع تشكل صفائح التصلب العصيدي atherosclerotic plaques.

ولكن من الملفت في هذا المجال أن نسبة الإصابة بالأمراض القلبية تعد منخفضة في اليابان مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وأستراليا، كما بينت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة Journal of the American College of Cardiology سنة 2008. وقد عزت هذه الدراسة أن سبب هذا الانخفاض يعود إلى ارتفاع نسبة استهلاك اليابانيين لزيت السمك مقارنة مع بقية الدول، حيث يبلغ متوسط استهلاك الفرد حوالي 100 غرام من السمك يومياً.

المصادر:

هنا

هنا