الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

شعاب مرجانية تأكل البلاستيك!

لاشك أنَّ ما يلقى في البحار والمحيطات من ملوثات؛ صلبة كانت أم سائلة، لها تأثيرات خطيرة سواء قصيرة أو طويلة الأمد على الحياة البحرية بأشكالها المختلفة. وفيما يخص البلاستيك كأحد الملوثات، كنّا قد استعرضنا سابقاً من هنا بحثاً أكد فيه العلماء أن الأسماك تتغذى على جزيئات البلاستيك المتحللة في البحار أو قد تدخل هذه الجزيئات إلى جهازها الهضمي بشكل غير مقصود، وما لذلك من تأثيرات على السلسلة الغذائية كاملة منتهية بالإنسان في كثير من الأحيان.

وفي هذا البحث نتابع عرضنا ولكن هنا بما يتعلق بالمرجان حيث وجد الباحثون في أستراليا أن حيوان المرجان في الحاجز المرجاني العظيم يأكل جزيئات البلاستيك الصغيرة Micro-plastic*. وجد القائمون على الدراسة من مركز (ARC) لدراسة الشعاب المرجانية في جامعة جيمس كوك أنَّ المرجان بطبيعته غير انتقائي التغذية، ويحصل على الطاقة من عملية التمثيل الضوئي التي تقوم فيها الطحالب التكافلية التي تعيش داخل أنسجته، لكنه يتغذى أيضاً على مجموعة متنوعة من المواد البحرية بما في ذلك العوالق والرواسب والكائنات المجهرية الأخرى التي تعيش في مياه البحر، وعند فحص إمكانية وجود جزيئات البلاستيك داخله بيّنت النتائج أنه من الممكن للمرجان أن يستهلكها عند وجودها في مياه البحر. وأضافوا أنَّ ازدياد التلوث بالبلاستيك في منطقة الحاجز المرجاني العظيم يمكن أن يؤثر سلباً على التجاويف المعدية الصغيرة الممتلئة بجزيئات البلاستيك، وما لذلك من آثار سلبية على صحة الكائنات البحرية.

وضع الباحثون كجزء من الدراسة الشعاب المرجانية التي تم جمعها من الحاجز المرجاني العظيم في مياه ملوثة بالبلاستيك، ولاحظوا بعد يومين أن الشعاب بدأت تستهلك جزيئات البلاستيك، وتم العثور على البلاستيك في أنسجة الجهاز الهضمي لحيوان المرجان، مما أثار مخاوف بأنها قد تعيق قدرة الشعاب المرجانية على هضم الغذاء العادي.

تهدف الدراسة القائمة إلى تحديد ما إذا كانت الشعاب المرجانية القريبة من الشاطئ تستهلك البلاستيك بكميات أكبر، وعما إذا كان هناك احتمالية لوجود تلوث بالبلاستيك عليها، حيث أنه على الرغم من انتشار جزيئات البلاستيك، ما زال تأثيرها على النظم الإيكولوجية البحرية مجهولاً.

فعند أخذ عينات من الشعاب المتاخمة للشاطئ تماماً وُجدت جزيئات البلاستيك الدقيقة بشكل كبير داخل تجاويفها، أما بالنسبة للشعاب المجاورة للأولى - القريبة من الشاطئ -، فقد وجدت فيها أيضاً جزيئات بلاستيك - بما في ذلك البوليسترين والبولي ايتلين – ولكن بكميات صغيرة.

ويقول الباحثون إن الخطوة التالية هي تحديد تأثير البلاستيك على وظائف وصحة الأعضاء المرجانية، إضافة لتأثيرها على الكائنات البحرية الأخرى، والتحقق مما إذا كانت الأسماك التي تعيش على الشعاب المرجانية تأكل البلاستيك، وعما إذا كان ذلك يؤثر على نمو وحياة هذه الأسماك.

للتوضيح:

(*) Microplastics: هي شظايا صغيرة من البلاستيك متواجدة في الوسط البيئي، وتعد من الملوثات المنتشرة على نطاق واسع في النظم الإيكولوجية البحرية، ولاسيما في الشعاب المرجانية القريبة من الشاطئ.

اقرأ المزيد من هنا

المصدر:

هنا

مصدر الصورة

هنا