الطب > مقالات طبية

كيف تعمل اللقاحات؟

مع تقدم العلم، طور العلماء طرقاً جديدة لمحاربة الأمراض والأوبئة التي باتت تهدد العالم. وكلما ظهر وباءٌ جديدٌ، سارع الخبراء لتقديم أسلحة جديدة لمواجهته. ومن بين هذه الأسلحة، تحتل اللقاحات المراتب الأولى من حيث الفعالية والقوة. فما هي اللقاحات؟

يمكن اعتبار اللقاحات بأنها الشكل المضعف أو المقتول من العامل الممرض الأساسي سواء كان جرثوماً أو فيروساً. حيث يوجد نوعان من اللقاحات: اللقاحات الحية المضعفة وهي عبارة عن بكتيريا أو فيروسات تم تخفيف وإضعاف قدرتها الإمراضية إلى حدها الأدنى من خلال تعريضها لعوامل مختلفة إشعاعية وكيميائية وغيرها. ومن بين اللقاحات الحية المضعفة نذكر لقاح السل ولقاح الحصبة والذي سنسهب في الحديث عنه لما له من أهمية في وقتنا هذا. كما توجد في الجهة الأخرى اللقاحات المقتولة كلقاح السعال الديكي.

كيف تعمل اللقاحات؟

عند حقن اللقاح في أجسامنا، يستجيب الجهاز المناعي للعامل الممرض المضعف أو المقتول الموجود في اللقاح كما لو أنه هوجم من قبل المرض نفسه. أي يبدأ بإنتاج نوع خاص من البروتينات يسمى الغلوبولينات المناعية أو الأضداد. حيث تهاجم هذه الأضداد العامل الممرض وتقضي عليه. وتبقى بعدها جائلة في الدم لفترة طويلة تأهباً لعودة الخطر. فإذا ما حاولت البكتريا أو الفيروسات معاودة الكرّة ومهاجمة الجسم. ستجد الأضداد في انتظارها للقضاء عليها وتدميرها حتى قبل أنْ تتمكن من التسبب بأية أذية.

إذاً، لماذا يحاول البعض تجنب اللقاحات، ولم كل هذا الخوف؟

عند التعرض للقاح، من الطبيعي أنْ تظهر أجسامنا بعض ردود الفعل تجاهها، فهي في النهاية تلتقي بعامل غريب لأول مرة. إلا أنّ ذلك لا يعني أنْ نهلع ونتجنب اللقاحات معرضين أنفسنا لمخاطر المرض الأساسية والمفجعة. أما بالنسبة للآثار الجانبية للقاحات والتي من ممكن أنْ تظهر عند الأطفال نذكر: ترفع حروري معتدل لا يلبث أنْ يزول بعد فترة، ظهور بثرات أو قرحات جلدية أو خراجات باردة مكان حقن اللقاح، التهابات عقد لمفية موضعة مع تقيحات، أعراض عصبية كالاختلاجات والصداع والصراخ المفاجئ عند الأطفال. إلى جانب ارتكاسات تحسسية كأعراض ربوية واندفاعات جلدية وغيرها. إلا أنّ ما ذكرناه لن يحدث بالضرورة لدى كل الأطفال، ولا داعي للهلع فكل هذه الأعراض هي أعراض مؤقتة وستزول مانحةً أطفالنا مناعة طويلة الأمد تجاه الأخطار التي تهدد حياتهم وصحتهم.

سنركز الآن على لقاح الحصبة لما له من أهمية وخاصة في وقتنا هذا حيث باتت الحصبة تهدد أطفالنا أكثر من أي وقت مضى، آملين منكم المسارعة لإعطاء أطفالكم اللقاحات في وقتها المناسب كي لا يفوت الأوان على حمايتهم.

لقاح الحصبة: هو لقاح حي مضعف، وقد أدى استخدامه لتخفيض نسبة مرض الحصبة عند الأطفال بشكل كبير في كل الدول التي أدخلته في البرنامج الوطني للقاحات. وتعتبر منظمة الصحة العالمية أنه من الضروري إعطاء جميع الأطفال لقاح الحصبة بمن فيهم الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة والمُضعفين، لأنهم لم يلاحظوا أية مضاعفات أو هجمات مرضية للأطفال بعد إعطاء اللقاح.

إنّ المناعة الناتجة عن اللقاح جيدة ومديدة في جسم الطفل، ولكن مع تقدم العمر لديه ستقل كمية الأضداد في جسمه حتى أنه عند البعض قد تزول المناعة ضد الحصبة وخاصة عند الأطفال الذين لم يكن لديهم أي تماس مع الحصبة وكانوا قد أخذوا اللقاح قبل عمر السنة. وبالنسبة للآثار الجانبية، فلن نزيد على ما سبق أن ذكرناه من أعراض عامة للقاحات. حيث تحدث الارتكاسات عند حوالي 10-11% من الأطفال وذلك بعد حوالي 6-20 يوماً من إعطاء اللقاح. متضمنة ترفعاً حروريّاً، رشحاً، سعالاً، التهاب ملتحمة، اندفاعات جلدية، اختلاجات حرارية وأعراض نزفية.

متى يجب أنْ نعطي أطفالنا لقاح الحصبة؟

يعطى لقاح الحصبة مع لقاح الحصبة الألمانية والنكاف (اللقاح الثلاثي MMR ) تحت الجلد بعمر 12 شهراً. وتعطى الجرعة الثانية بعمر 4-6 سنوات. أما بالنسبة لطلاب المدارس الذين لم يكملوا الجرعات المطلوبة أو فاتهم أخذ اللقاحات في الصغر، فيجب إعطاؤهم جرعتين من اللقاح بفاصل زمني بينهما لا يقل عن 28 يوماً. وفي حالة البالغين الذين لم يتعرضوا للقاح أو لم يستوفوا الجرعات المطلوبة، فيجب إعطاؤهم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا