الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

نصائح غذائية للوقاية من الحصى الكلوية

يُساعدك تناول بعض الأطعمة وتجنب أطعمة أخرى في الوقاية من الحصى الكلوية، ولكن لنتعرف في البداية على أنواع هذه الحصى وكيف تتشكل؟

تُعتبر الآلام الناتجة عن الحصى الكلوية من أشدّ الآلام التي يتعرّض لها الشخص فلا يمكن نسيانها، إذ يوُصَف هذا الألم بأنّه ألمٌ غير مُحتمَل، يأتي بشكلٍ متقطّعٍ إلى أن تمرّ الحصيات عبر المسالك البولية وتتّخذ طريقها إلى خارج الجسم .

كيف تتشكّل الحصى الكلوية؟

يحدث ذلك عندما يصبح تركيز بعض المواد في البول عالياً، فتتحوّل هذه المواد إلى بلّورات، ويأخذ حجمها بالازدياد لتشكّل الحصى، التي قد تتوضع في مكان ما من الجهاز البولي مشكّلةً عائقاً أمام مرور البول ومسبّبةً نوبةً من الآلام.

هناك أربعة أنواع رئيسية لحصى الكلى:

1- الحصيات الكلسيّة:

وهي الأكثر شيوعاً بين الأنواع الأربعة ولها شكلين؛ فوسفات الكالسيوم أو أوكزالات الكالسيوم (الأوكزالات أكثر شيوعاً من الفوسفات): تتشكّل حصيات الاوكزالات عندما يحدث طرحٌ بكميّات كبيرة للاوكزالات والكالسيوم عن طريق البول. أمّا حصيات الفوسفات فتتشكّل عندما يكون هناك تركيز عالٍ للكالسيوم في البول إضافةً إلى ارتفاع PH البول (أي عندما يكون قلوياً).

2- حصيات حمض البول (Uric acid):

تتشكل عندما يكون البول حامضياً بشدة. إنّ الأغذية التي تحتوي على مادة كيميائية تدعى بالبورين التي تتواجد في البروتينات الحيوانية كالسمك واللحم والمحار، ستزيد من تركيز حمض البول في البول، وكلّما زاد تركيزه كلما زاد احتمال ترسّبه بشكل بلّورات وبالتالي تشكّل حصوات، تكون هذه الحصوات عبارة عن حمض البول فقط أو حمض البول بشكله الملحي (مع الكالسيوم).

3- حصيات Struvite:

تتشكّل نتيجة وجود إنتان في الكلية، لذا فحماية الجهاز البولي من الإنتانات و طرح هذه الحصيات في حال تشكّلها يمنع تشكّل حصوات جديدة.

4- الحصيات السيستينية:

تتشكّل نتيجة خلل وراثي، يحدث فيه ارتشاح للسيستين من الكلية إلى البول ومن ثمّ تشكّل البلورات ثمّ الحصيات كما أوضحنا أعلاه.

لكن كيف يمكننا الوقاية من تشكّل هذه الحصيات ؟

إنّ الجسم يستفيد من الغذاء في إنتاج الطاقة وبناء وترميم الأنسجة، وبعد أن يحصل على ما يحتاجه من الغذاء فإن الفضلات تُنقل عبر الدم إلى الكلية وتُطرح عبر البول. لذا فالنظام الغذائي هو أحد العوامل التي تساهم في تشكّل أو منع تشكّل هذه الحصوات.

تساهم بعض الأغذية في تشكّل الحصى ولكن عند الأشخاص الذين هم عرضة لتشكّلها أي لديهم تأهب لذلك، ولكن ليس مؤكداً دورها عند الأشخاص الذين ليسوا عرضة لذلك.

فلنتعرّف على بعض الخطوات في سبيل الوقاية من تشكّل الحصوات:

1. شرب الكثير من الماء:

يؤدي شرب الماء بكميّة كبيرة إلى تمديد البول وبالتالي يقل تركيز المواد التي تسبّب الحصى، لذا يتوجّب شرب ما يكفي من الماء ( تقريباً 8 أكواب) لطرح لترين من البول يومياً ، وينبغي شرب كميّات أكبر في حال وجود الحصى مسبقاً.

ولكن هناك عوامل أخرى تتحكّم في كمية الماء الواجب شربها مثل الطقس ومدى نشاط وحركة الجسم، فمن يبذل جهداً في مكان حار سيتعرّق وبالتالي سيفقد سوائلاً من جسده وعليه تعويضها بشرب كميات إضافية من الماء ، ولكن لماذا؟

لأنّه كلّما زاد التعرّق كلّما قلّت كمية البول المطروحة وهذا بدوره يؤهّب لتجمّع المعادن المشكّلة للحصيات وتوضعها في الجهاز البولي بدل طرحها.

بالإضافة إلى شرب الماء يمكن تناول بعض المشروبات الحمضيّة كعصير الليمون وعصير البرتقال لأن مادة السيترات الموجودة في الحمضيات تمنع تشكّل الحصى.

ويمكن معرفة فيما إذا كانت كمية البول المطروحة جيّدة من خلال لون البول إذ يشير البول الفاتح الرائق إلى أنّ كمية السوائل كافية.

2. تناول الأغذية الغنيّة بالكالسيوم:

على الرغم من أنّ هذه النصيحة قد تجعلكم تتساءلون أليس الكالسيوم من مسببات الحصى! فالتفسير على الشكل التالي:

عندما يتواجد الكالسيوم في الجهاز الهضمي فإنه يتّحد مع الاوكزالات الموجودة في الغذاء ويتشكّل معقّد لا يمر إلى الدم (وبالتالي لن تمر الاوكزالات والكالسيوم إلى الكلية) ولن تتشكّل الحصيات، أمّا عندما يكون المحتوى الغذائي من الكالسيوم قليلاً فستعبر الاوكزالات إلى الدم ومنه إلى الجهاز البولي ويزداد هكذا احتمال تشكّل الحصى.

لذا يتبيّن أنه من الأفضل تناول تراكيز عالية من الكالسيوم وليس العكس،ولابدّ من سؤال الطبيب للتأكد من عدم وجود ظرف ما يمنع تناول هكذا تراكيز.

3. التقليل من الأغذية التي تحتوي الاوكزالات:

صحيحٌ أن الجسم يقوم بانتاج الاوكزالات الموجودة في البول ، ولكنّ الاوكزلات الموجودة في الغذاء أيضاً تلعب دورها في تكوّن الحصى كما سبق وذكرنا الآلية.

لذا يُنصح بالتقليل من هذه الأغذية وخاصّةً عند الأشخاص الذين هم عرضةً لتشكل حصوات كلسية، وهذه أمثلة على الأغذية التي تحوي الاوكزالات: البامية، السبانخ، البطاطا الحلوة، الجوز، الشاي، الشمندر، الهليون، الراوند، الشوكولا، التوت، الكرّاث، البقدونس، الكرفس، اللوز، الفول السوداني، جوز الكاشيو، الصويا والحبوب كالشوفان ودقيق الحبوب الكامل ورشيم القمح.

وتشير بعض الدراسات إلى أنّ الرجال الذين يتناولون الفيتامين C كمكمل غذائي بجرعات عالية، ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بالحصى الكلوية ويُرجّح السبب لقيام الجسم بتحويل فيتامين C إلى الاوكزالات.

4. التقليل من الصوديوم:

إنّ تفسير ذلك هو العلاقة ما بين الصوديوم والكالسيوم حيث أن الصوديوم يزيد من كميّة الكالسيوم في البول، لذا يفضّل التقليل من الصوديوم حيث يُقترح تناول 2300 مغ من الصوديوم يومياً، وفي حال كان الصوديوم قد سبّب مسبقاً تشكّل حصى فتصبح الكمية 1500 مغ وهذا التقليل من الكمية مفيدٌ أيضاً للقلب وضغط الدم.

5. التقليل من البروتينات الحيوانية:

ترفع الكميّات الكبيرة من البروتينات الحيوانية مستوى حمض البول وتقلّل من مستوى السيترات، وهذه التأثيرات سبق ونوّهنا إلى أنها من عوامل تشكّل الحصى، لذا إن كنت عرضةً لتشكّل الحصوات فيجب التقليل من كمية الأغذية حيوانية المصدر إلى ما يقارب رزمة من أوراق اللعب، أيضاً هذا التقليل مهم لصحّة القلب وضغط الدم.

ومن الأمثلة على هذه الأغذية : اللحم الأحمر، الدجاج، البيض، المأكولات البحريّة.

6. التقليل من الأغذية الحاوية على الفوسفات:

يلعب الفوسفات دوراً في تشكّل الحصى، ومثال على ذلك الكولا، الشوكولا و معظم المكسرات.

إن كنت تعاني من الحصى الكلوية أو لديك الاستعداد للإصابة بها، يتوجب عليك في سبيل الوقاية تجنب الأغذية التي قد تساعد على تشكلها، والمواظبة على شرب الماء.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا