الكيمياء والصيدلة > صيدلة

هل لدواء LIPITOR الخافض للكوليسترول دور في الإصابة بالسكري عند السيدات؟

تواجه شركة فايزرPfizer -عملاق الصناعات الدوائية في أمريكا- موجةً هائلة من الدعاوى القضائية التي رُفعت من قبل نساء يدّعين أنَّ الشركة كانت على علم مسبق بأعراض جانبية خطيرة قد يسببها العقار الخافض للكولسترول الذي اكتسح الأسواق (LIPITOR® (atorvastatin calcium)، وأنَّ الشركة لم تُحذِّر العامَّة من هذه الأعراض!

في الأشهر الماضية، ارتفع عدد الدعاوى القضائيّة التي رُفعت من قبل النساء إلى المحكمة الفيدرالية من 56 إلى 1000 دعوى! مدَّعين أنَّ تناول دواء " LIPITOR® (atorvastatin calcium) " قد تسبب بإصابتهم بالدّاء السُّكري من النمط الثاني*.

الدَّعاوى القضائية بدأت منذُ عام 2012، بعد أن حذَّرت منظمة الغذاء والدواء الأمريكيّة الـ "FDA" من أنَّ الأدوية الخافضة لكوليسترول الدم من زمرة الستاتينات -ومن بينها الدواء LIPITOR® (atorvastatin calcium)- قد رُبِطَت بحوادث من فقدان الذاكرة إضافة إلى وجود زيادة بسيطة باحتمال الإصابة بالسُّكري.

ونسبة لما جاء ضمن الدعاوى، فإن احتمال إصابة النساء الخاضعات للعلاج بعقار ال LIPITOR® بالداء السكري كان أكبر، وكذلك الفوائد العلاجية للدواء كانت أقل لديهم مقارنة مع الرجال.

إنَّ ارتفاع عدد القضايا المرفوعة ضد الشركة المُصنِّعة من مختلف الولايات الأمريكية، دعا المحكمة الفيدرالية إلى توحيد جميع القضايا حول البلاد، وضمِّها ضمن قضية واحدة. هذا الفعل الذي عارضته شركة Pfizer؛ لأنَّه قد يُحرِّض الشعب على رفع المزيد من الدعاوى ضد الشركة، وصرَّحت الشركة بأنَّها تنفي مسؤوليتها القانونيّة، وبأنَّها ستحارب جميع الدعاوى القضائية الموجَّهة ضدها، إذ أنَّه من المقرر إجراء أول محاكمة في شهر تموز القادم.

ومن الشّائع أن تُرفع العديد من الدعاوى ضد شركات الأدوية، وخاصة بعد أن تقدم منظمة الغذاء والدواء الـ "FDA" طلباً إلى تلك الشركات بتغيير النشرة التي تشرح الأعراض الجانبية والتداخلات الدوائية والعديد من الأمور الخاصَّة بالدواء، والتي توضع عادة ضمن علب الدواء المُباعة للمريض.

إذ تواجه شركة Takeda على سبيل المثال أكثر من 3500 دعوى قضائية منذ عام 2011، وتحديداً بعد أن قدمت الـ FDA طلباً للشركة بأن تشير إلى أنَّ دواءها الخافض للسكر Actos قد يسبب إصابة المريض بسرطان المثانة! وأيضاً رفضت شركة Takeda الادعاءات الموجَّهة ضدها.

على الرُغم من ذلك فإنَّ العديد من العوامل تجعل من القضايا المرفوعة ضد هذا الدواء LIPITOR® (atorvastatin calcium)، وشركته المصنّعة تختلف عن القضايا المرفوعة ضد شركات الأدوية الأخرى، وأحد هذه العوامل هو أنَّ هذا الدواء يُعد من أكثر الأدوية مبيعاً حول العالم! وتصل نسبة المبيعات لهذا الدواء إلى أكثر من 130 مليار دولار منذ أن أُطلِقَ عام 1996، وقد وُصِف هذا الدواء لأكثر من 29 مليون مريض في الولايات المتحدة وحدها؛ ممَّا يزيد على نحوٍ كبير من احتمال أن تُرَد هذه الدعاوى القضائيّة ويثبت بطلانها!

الذي سيساعد الشركة في هذه القضايا، هو أن الـ FDA تؤكد أهميّة خافضات الكولسترول من زمرة الستاتينات على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها ضدها، إذ صرّحت نائبة مدير السلامة في الـ FDA في قسم الاستقلاب والغدد الصمّاء "Amy Egan": "من الواضح، أنّنا نعتقد أنَّ الفوائد التي يقدمها الدواء لمصلحة مرضى القلب تطغى بكثير على هذا التحذير بزيادة طفيفة في إمكانية الإصابة بالسُّكَّري". إذ قدَّمت هذا التصريح بعد إصدار الـ FDA طلبها للشركة بإضافة هذا التحذير إلى نشرة الدواء.

تقترح منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أنَّ الدَّعاوى القضائية سوف تركز على سؤالين اثنين هما:

- ما هو حجم خطورة الإصابة بالداء السكري لدى النساء المعالجات بدواء ال Lipitor؟

- وعمَّ إذا كان من الممكن القبول بهذا الخطر الطفيف باعتبار أنَّ للدواء فوائدَ قلبية وعائية؟

من ناحية أخرى، تقول شركة فايزر إنها واثقة من أن دواء ال Lipitor لا يتسبب بحدوث الداء السكري كما يُدَّعى، بل إنَّ النساء اللواتي يوصف لهنَّ هذا الدواء لضبط مستويات الكوليسترول ربما كانت لديهم عوامل خطورة أخرى تجعل منهنَّ عرضة للإصابة بالداء السكري مثل ارتفاع ضغط الدم أو البدانة.

*خافضات الكولسترول من زمرة الستاتينات: هي فئة من الأدوية تثبِّط إنتاج الكبد للكولسترول، ممَّا يُنقص من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

*مرض السُّكَّري من النمط الثاني أو ما يطلق عليه "السُكري غير المعتمد على الإنسولين": هو حالة مرضية مزمنة تُؤثّر في الآلية التي يجري بها الجسم استقلاب الغلوكوز.

المصدر:

هنا