الفيزياء والفلك > علم الفلك

كرستيان هيغنز (1629-1695)

ولد كريستيان هيغنز في لاهاي في هولندا في 14 نيسان عام 1629، من عائلة غنية وذات سلطة. درس في المنزل تحت اشراف مدرسين خصوصيين و من خلال والده، احتك بزوار بارزين كالفيلسوف الفرنسي وعالم الرياضيات رينيه ديكارت. درس القانون والرياضيات في جامعة ليدن، ثم في كلية أورانج في بريدا.

في 1663، انتخب عضواً في الجمعية الملكية،. وكان هيغنز معاصراً لزميله إسحاق نيوتن.

عانى هيغنز من المرض طوال حياته. وتوفي عام 1695، في سن الـ 66، في لاهاي.

اسهاماته العلمية:

ركزت منشورات هيغنز الأولى على المسائل الرياضية، ولكن في عام 1954 حول اهتمامه إلى التلسكوبات. و بمساعدة شقيقه، ابتكر هيغنز طريقة محسنة لطحن وتلميع العدسات، من وضوحها، وقد وجه أحد تلسكوباته المطورة نحو كوكب زحل، الذي ظهر بشكل ممطوط في أرصاد سابقة لغاليلو حيث رسم الكوكب في دفتر ملاحظاته وكأن للكوكب أذان. اكتشف هويغنز أن الكوكب المشوه في الحقيقة له عدة حلقات. على الرغم من أن النتيجة في البداية لم تلق الترحيب المطلوب، أكدت المزيدمن الأرصاد اللاحقة واقع كون زحل كوكب ذو حلقات.

كما اكتشف هويغنز قمر كبير يدور حول كوكب زحل، المعروف اليوم بـ تيتان. وعندما أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية مسبار على سطح القمر تيتان في عام 2005 أي بعد 300 سنة من اكتشافه لدراسة غلافه الجوي، سمي المسبار هيغنز تيمناً بالفلكي الهولندي مكتشف هذا القمر. ويعتبر تيتان واحد من أفضل المصادر المحتملة للحياة في النظام الشمسي.كتب هيغنز واحدة من أقدم المناقشات للحياة اللارضية ، التي نشرت بعد وفاته.

اهتم هيغنز أيضاً بالضوء و ميكانيكيته. مختلفة، حيث اقترح أن الضوء يسافر في موجات من خلال مادة نادرة تسمى الأثير المضيء. وأن موجات الضوء تهز الأثير عندما تنتقل من الجسم إلى العين. وعلى هذا الأساس، قام هيغنز بحساب قوانين الانعكاس والانكسار. و على الرغم من أن حساباته لا تزال صحيحة، ولكن الأثير في حد ذاته لا وجود له.

كما فرض أن كل جبهة موجة عبارة عن كرة مركزها المنبع الضوئي وأن كل نقطة على جبهة الموجة تعمل كمصدر ثانوي يصدر الموجات في جميع الاتجهات وهو مايعرف بمبدأ هيغنزونجح هذا المبدأ في تفسير ظواهرالانعراج والتداخل والاستقطاب .

التقى كريستيان هيغنزباسحاق نيوتن في لندن عام 1689. على الرغم من عدم اتفاق الاثنين على كثير من المسائل العلمية إلا أن الرجلين كانا يكنان كل الاحترام لبعضهما البعض. فنظرية نيوتن تقول أن الضوء عبارة عن أجسام صغيرة متحركة، لكن للأسف شهرة نيوتن في ذلك الوقت، أدت لتفضيل العلماء فكرة نيوتن. واستغرق الأمر أكثر من قرن قبل أن لنظرية الموجة. واليوم نعلم أن للضوء سمتي الموجة والجسيم.

كما ساهم هيغنز في فهم العديد من المفاهيم الميكانيكية حيث وضح أن الاصطدامات بين الأجسام لا تفقد ولا تكسب كمية حركة داخل النظام. لكن ممكن أن ينقل أحد الأجسام كمية حركته إلى جسم آخر في حادث تصادم. واقترح أن المركز الجاذبية للجسم يتحرك في خط مستقيم، ووضع صيغة لحساب قوة الطرد المركزي، القوة الدافعة للخارج للجسم الدوار.

اهتم بمسائل قياس الوقت بدقة ، فاخترع أول ساعة برقاص" بندول". و طور أول مجمع عدسة عينية(هي العدسة الموجودة في مقدمة التلسكوب بالقرب من العين) للتلسكوب باستخدام عدسات متعددة، واعتبرت هذه العدسات التجهيزات القياسية للتلسكوبات الكبيرة لبعض الوقت. بنى هيغنز أيضا ثلاثة تلسكوبات ذات أبعاد محرقية 37.5 متر، 54.8 متر، و 64متر، والتي قدمت لاحقاً إلى الجمعية الملكية.

المصادر:

Biographical Encyclopedia of Astronomers- Springer

هنا

هنا