التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

مصر، دليلك التاريخي-السياحي لرحلة بين أعماق الماضي ... الجزء الثاني

نتابع معكم في الجزء الثاني من مقال الدليل التاريخي السياحي لمصر، ونستكمل حيث توقفنا في الجزء الأول، ولمن فاته الاطلاع على الحزء الاول

هنا

4- أهم الآثار الفرعونية بمدينة الاقصر:

تضم مدينة الاقصر آثار مدينة طيبة التى ظلت عاصمة للدولة لقرون عدة فى العصور الفرعونية . ومن أهم معالمها :

أ- معبد الأقصر:

شيد هذا المعبد لعبادة إلاله أمون رع والذى كان يحتفل بعيد زفافه إلى زوجته - موت- مرة كل عام فينتقل موكب الإله من معبد الكرنك بطريق النيل إلى معبد الأقصر . يبدأ مدخل المعبد بالصرح الذى شيده رمسيس الثانى وبه تمثالان ضخمان يمثلانه جالساً . ويتقدم المعبد مسلتان إحداهما مازالت قائمة والأخرى تزين ميدان الكونكورد فى باريس. يلى هذا الصرح فناء رمسيس الثانى المحاط من ثلاث جوانب بصفين من الأعمدة على هيئة حزمه البردى المدعم . باقى أجزاء المعبد شيدها امنحتب الثالث، ويبدأ بقاعة الأعمدة الضخمة ذات الأربعة عشر عموداً مقسمة إلى صفين ، ثم الفناء الكبير المفتوح ويحيط به من ثلاث جوانب صفان من الأعمدة، ثم نصل إلى بهو الأعمدة ويضم 32 عموداً، وفى داخل المعبد غرفة القارب المقدس. وأخيراً نصل إلى قدس الأقداس حيث حجرة التمثال المقدس وبها أربعة أعمدة .

الصورة (11): مدخل معبد الأقصر

ب- آثار الضفة الغربية:

تمثالا ممنون: هما كل ما تبقى من معبد تخليد الذكرى للفرعون امنحوتب الثالث ويصل ارتفاع الواحد نحو 19.20 متر .

الصورة (12): تمثالا ممنون

ج- مجمع معابد الكرنك:

عرف هذا المعبد عند المصريين القدماء بأسم "اى بوت - اى بوت " أي أكثر الأماكن احتراماً ، وقد تم بناءه بمقاييس مهيبة وتبلغ مساحة المكان مائة فدان ويمتد تاريخه على مدى ثلاثة عشر قرناً. تبدأ المعابد بطريق الكباش التي تمثل آمون رمز الخصوبة والنمو، وقد نحتت أسفل رؤوس الكباش تماثيل صغيرة لرمسيس الثاني .ويعد أيضا من أعظم دور العبادة فى التاريخ، ويضم العديد من المعابد الى لا نظير لها من بينها معبد للأله أمون وزوجته الألهه موت وأبنهما الإله خنسو اله القمر، معبد لرمسيس الثالث الذي أقامه لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجاً للمعبد المصرى الكامل، وأخيرا معبد الإله خنسو. عرف منذ الفتح العربى باسم الكرنك والذي يعني الحصن. نبدأ زيارة المعبد بالمرور من الصرح الأول الذى يرجع إلى الملك نختبو ومنه إلى الفناء الكبير ويوجد على يمين الداخل ثالث مقاصير لثالوث طيبة من عهد سيتى الثانى، وعلى اليسار يرى معبد رمسيس الثالث. يلى ذلك بقايا الصرح الثانى ومنه إلى صالة الأعمدة الكبرى التى تحتوى على134 عموداً.

الصورة(13): مجمع معابد الكرنك

د- وادي الملوك والملكات:

وهى المقابر التى أمر ملوك وملكات الدولة الحديثة بنحتها فى باطن الصخر فى هذا الوادى لتكون بمأمن من عبث اللصوص .وتتكون من عدة غرف وسراديب توصل إلى حجرة الدفن .]يوجد فيه اكثر من 60 مقبرة، و هناك واديان للملوك، واحد شرقى وواحد غربى، يحتوى الوادى الشرقى على أغلب المقابر، وهو الأكثر زيارة من قبل السياح الذين يفدون إلى المنطقة. أما الوادى الغربى فيوجد فيه مقبرتان ملكيتان، واحدة خاصة بـ"أمنحوتب الثالث" والأخرى خاصة بـ"أى".

الصورة (14): وادي الملوك

ومن أهم هذه المقابر والجديرة بالزيارة هي:

1. مقبرة توت عنخ أمون

2. مقبرة رمسيس الثالث

3. مقبرة سيتى الأول

4. مقبرة رمسيس السادس

5. مقبر امنحتب الثانى

6. مقبرة حورمحب

7. مقبرة تحتمس الثالث

8. مقبرة الملكة نفرتارى زوجة رمسيس الثانى

5- أهم الآثار الفرعونية فى مدينة أسوان :

تعتبر مدينة أسوان من أجمل مشاتى العالم وتضم عدة آثار تاريخية ابرزها معابد أبو سمبل وهما معبدان بناهما رمسيس الثانى بين عامى 1290 و 1223 ق م . ويعتبر هذان المعبدان من المعجزات المعمارية فقد تم نحتهما بالكامل داخل الجبل وهما معبد أبو سمبل الكبير الذي خصص لعبادة الإله رع حور آخت اله الشمس المشرقة .

الصورة (15): معبد أبو سمبل

أما المعبد الثانى الصغير فهو معبد حتحور المنحوت فى الصخر، ويقف أمامه ستة تماثيل هائلة يصل ارتفاعها إلى حوالى عشرة أمتار، منها أربعة تماثيل للملك رمسيس واقفاً، كما يوجد تمثالان لزوجته المحبوبة الملكة نفرتارى وهى واقفة أيضاً. ويحيط بتماثيل الملك وزوجته أشكال أصغر لأمراء وأميرات والأعمدة الستة لقاعة الأعمدة لها رؤوس على شكل الإلهة حتحور. أما النقوش التى على الحوائط فتصور نفرتارى أمام حتحور و موت وتصورالملك رمسيس مرة أخرى وهو منتصر.

الصورة (16): معبد حتحور

6- أهم الآثار الفرعونية فى مدينة المنيا:

تقع مدينة المنيا فى منطقة وسطى من صعيد مصر . شمال الاقصر وجنوب القاهرة ومن اهم الآثار الفرعونية فيها :

أ- تل العمارنة:

وهو المكان الذى اختاره أخناتون لإقامة عاصمة مملكته المسماه بأخناتون أفق آتون، من أجل عبادة أتون الذي صور بقرص الشمس تخرج منه أشعة تنتهى بأيد بشرية لتهب الحياة للكون. بُنيت على البر الشرقى للنيل على سهل منفرد .ولازالت توجد بهذه المنطقة أثار للمعابد والقصور التى كان يقيم بها أخناتون وزوجته نفرتيتى .

الصورة (17): تل العمارنة

وتشتمل جبانة تل العمارنة على مجموعتين من المقابر هما:

مجموعة شمالية عند الطرف الشمالى للمدينة، ومجموعة جنوبية عند الطرف الجنوبى للمدينة. وتتميز هذه المقابر بلوحاتها الحائطية الملونة التى تصور الحياة أثناء ثورة اتون الدينية. وتقع مقبرة أخناتون الملكية فى واد ضيق صغير، على بعد حوالى 6 كم من الوادى الكبير الذى يفصل بين المقاطع الشمالية والجنوبية . ويلاحظ ان العديد من هذه المقابر لم يتم استكمالها أبداً، ونسبة قليلة جداً منها هى التى تم استخدامها بالفعل. يوجد 25 مقبرة مرقمة من 1 إلى 6 فى الشمال، ومن 7 إلى 25 فى الجنوب.

والمقابر الجديرة بالزيارة هى:

1- مقبرة هُيا

2- مقبرة أحمس

3- مقبرة ميريرى

4- مقبرة بانيهس

5- مقبرة ماهو

6- مقبرة أى

وتتميز هذه المقابر بنقوشها الجميلة

الصورة (18): نقوش من مقبرة هُيا

ب- جبانة بنى حسن:

تقع جبانة بنى حسن على الضفة الشرقية للنيل على بعد حوالى 20 كم جنوبى المنيا. ويوجد بهذه الجبانة أكثر من 30 مقبرة متميزة ترجع إلى عصر الدولة الوسطى وهى ذات أحجام مختلفة وتم نحتها فى جرف من الحجر الجيرى.

وبعض هذه المقابر مفتوحة للزيارة، ومنها :

1- مقبرة خيتى

2- مقبرة باقيت

3- مقبرة خنومحوتب

4- مقبرة أمنمحات

7- الآثار الفرعونية فى سيناء:

تزخر سيناء بالعديد من الآثار الفرعونية وتتوزع هذة الاثار فى مناطق عدة هى:

أ- الآثار الفرعونية فى شمال سيناء:

- تل الفــرما: يقع شمال قرية بالوظة علي طريق القنطرة - العريش عند مكان مصب الفرع البيلوزي القديم لنهر النيل . وتسمي الفرما وهو الاسم العربي للبلدة التي عرفت قديماً باسم بيلوزيوم. وكانت أهم حصون الدفاع عن الدلتا من ناحية الشرق . وقد وقعت عندها معارك عديدة من أهمها المعركة التي وقعت بين جيوش المسلمين بقيادة عمرو بن العاصي وجيش الرومان في عام 640م . ويدل تاريخ المدينة علي أنها قديمة جداً، عرفها الفراعنة واليونانيون الذين نسبوا إليها اسم فرع النيل البيلوزي، وعرفها الأقباط باسم فرومي ومنهم أخذ العرب اسم الفرما. وقيل إنها مسقط رأس بطلميوس الفلكي الشهير .

الصورة (19): تل الفرما

- تـــل حبوة: يقع شمال شرق مدينة القنطرة شرق ، ومن أهم الآثار المكتشفة به قلعة فرعونية من عصر الدولة الحديثة وتبلغ أطوالها 800 * 400 متر وهي مبنية من الطوب اللبن ، وبها عدد من الأبراج وتشبه مدينة محصنة ، حيث كشف حولها عن مخازن ومنازل ومئات القطع الأثرية والأختام بأسماء ملوك مصر تحتمس الثالث ورمسيس الثاني وغيرهم .

الصورة (20) : تل حبوة

2- الآثار الفرعونية فى جنوب سيناء:

سيناء هى أقدم المناطق التى استغل فيها المصريون القدماء خامات النحاس والفيروز منذ ماقبل عصر الأسرات الفرعونية بوقت طويل. وأهم موقعين من مواقع التعدين القديمة هما المغارة وسرابيط الخادم :

- المغارة: يطلق اسم المغارة على جزء محدود من وادى قنية حيث يوجد الجبل الذى توجد فيه عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء . ومازالت توجد فى هذه المنطقة بقايا أكواخ العمال القدماء فوق أحد المرتفعات. ويمكن تتبع جدرانها ولكن النقوش الهامة التى كانت قائمة لم تعد باقية هناك حيث نقل بعضها إلى المتحف المصرى بالقاهرة. أو تحطم فى محاولات البحث عن الفيروز فى بداية القرن الحالي .

الصورة (21): نقوش من منطقة المغارة

- سرابيط الخادم: كانت منطقة سرابيط الخادم خلال الدولة الوسطى والدولة الحديثة أهم من المغارة . كان طريق الوصول لسرابيط الخادم بالغ الوعورة فهى فوق هضبة الصعود إليها صعب من جميع الجهات. الآثار الموجودة بها وكذلك المناجم توجد فوق السطح المنبسط لتلك الهضبة العالية . وقد عثر فى هذه المنطقة على تماثيل عديدة تحمل أسماء الملك سنفرو من الأسرة الرابعة. ونقش لكل من سنوسرت الأول واسم أبيه أمنمحات الأول . أما أشهر الآثار فى تلك المنطقة فهو معبد حتحور الذي أقامه الملك سنوسرت الأول لعبادة الالهة حتحور سيدة الفيروز ثم شهد المعبد إضافات فى عصور تالية عديدة.

الصورة (22): منطقة سرابيطالخادم

8-الآثار الفرعونية فى مدينة الواحات :

تزخر الواحات سيوة والداخلة والخارجة والفرافرة والواحات البحرية بالعديد من الآثار الفرعونية المنتشرة فى انحائها منها :

أ- آثار واحة الخارجة:

من أهم اثار الخارجة معبد دوش ويقع جنوب مدينة الخارجة وقد بنى هذا المعبد لعبادة الاله ايزيس.

الصورة(23): معبد دوش

ب- آثار واحة الداخلة:

قرية بلاط الفرعونية: وهى من أهم آثار الداخلة وتوجد فيها جبانات ترجع إلى الأسرة السادسة ق.م وقد شيدت على هيئة مصاطب.

ج- آثار واحة سيوة:

- معبد جوتبر آمون بجهة الاغورمى:

فى الجهة الشرقية من واحة سيوة تقع بلدة الاغورمى وهى مبنية فوق صخرة جميلة مرتفعة تشبه القلعة مطلة ومشرفة على الجهات المجاورة ومحكمة عليها تماما وتمتاز عن سيوة بوجود بقايا اثار معبد امون .

فبعد ان يمر الزائر من بوابة حصينة ومدخل صعب وبعد ان يجتاز بعض السراديب الضيقة يوجد فى المواجهة بقايا اثار المعبد الاثرى الشهير ويمر الزائر فى ممر الى داخل المعبد فيشاهد غرفة الاجتماع الشهيرة التى رسم فيها الاسكندر ذى القرنين ونودى به بابن امون العظيم ونال بركة رؤساء كهنة الاله امون .

وبعد هذه الغرفة يوجد باب صغير يؤدى الى الايوان وفى صدرها نوافذ تشرف على السهول واحراش النخيل المحيطة ، كما نشاهد ايضا من هذه الفتحات مناظر جذابة لاجزاء الواحة .

الصورة (24): معبد جوتبر آمون

- هيكل وحي أمون:

أقيم هيكل امون فى السهل المجاور لبلدة الاغورمى ويصل اليه الزائر من طريق ضيق محاط باحراش النخيل ولم يتبق من الأثر إلا واجهة من واجهات الجدار وعلى هذا الجدار بقيت بعض النقوش الجملية التى تدلنا على موكب الاله التاريخى فى حضرة الاله امون . وصورة اخرى للاله امون رع ومن هذه النقوش تتصور الحالة الحقيقية الفخمة التى كان عليها هذا الهيكل العظيم.

الصورة (25): أطلال هيكل وحي آمون في واحة سيوة

الصورة (26): نقوش من هيكل آمون

- مدينة اكروبليس فى سيوة:

وسط الصحراء الشاسعة تقع مدينة اكروبليس ومعبدها وهيكلها فى حصن حصين من غارات المهاجمين والفاتحين وهذا الحصن مكون من طبقات عديدة :

ففى الطبقة الأولى يقيم حكام هذه المنطقة وفى الطبقة الثانية يقيم الحريم والأقارب والأطفال . ثم ثكنات ومعسكرات الحامية واخيرا المعهد المقدس ثم العين (النبع) الالهية التى يغتسل فيها او تنظف عندها القربات قبل تقديمها للاله اما الطبقة الثالثة فتحتوى مساكن الحراس وثكنات الحرس الملوكى وعلى مسافة قريبة منها اقيم هيكل امون فى السهل القريب ترفرف على هذا الهيكل اشجار النخيل.

- جبل الموتى:

وهو عبارة عن تل مخروطى الشكل يبلغ ارتفاعه 50 مترا ذو تربة جيرية ولهذا الجبل منظر عجيب ومن اسفله الى اعلاه عبارة عن مقابر للموتى على شكل خلية النحل ومنحوتة فى الحجر من اسفل لاعلى فى صفوف منتظمة وطبقات متتالية بنظام هندسى مشابه لنظام بناء الواحة القديمة نفسها وهذه المقابر بعضها يسير فى الداخل الى عمق كبير وكل مقبرة عبارة عن دهليز مستطيل الشكل ينتهى الى فناء متسع مربع الشكل ومن هذا الفناء تتفرع عدة فتحات او مقابر لوضع الموتى بها وينزل اليه بسلم بدرجة او اثنين ولايزال على الحوائط بقايا كتابات مصرية قديمة .

الصورة (27): جبل الموتى

- جبل الدكرور:

عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة لواحة سيوة من جهة الشرق وتبعد عنها حوالى ميلين ونصف شرقا وقريبة من ناحية الاغورمى ولجبل الدكرور قمتان احداهما وتسمى نادرة والاخرى ناصرة .وفى قمة ناصرة مغارة منحوتة فى الصخر تسمى (تناشور) ولها ستة اعمدة مربعة حاملة لها وفى غرب هذا المكان توجد بعض كتابات هيروغليفية قديمة .

وفى اسفل هذه الغرفة اثر يسمى : (بيت السلطان) مصنوع من الحجر الجيرى النظيف وله ستة اعمدة عند مدخل الباب ثلاث غرف واحدة على اليمين والاخرى على اليسار .اما الوسطى فطولها نحو 12 قدم ، وعلى الحوائط كتابت مصرية قديمة .

الصورة (28): جبل الدكرور

- معبد هيبس:

يقع هذا المعبد عند مدخل مدينة الخارجة بناه أحمس الثانى و رممه داريوس ملك الفرس ، شيد هذا المعبد على مساحة قدرها 798 مترا مربعا ، طوله 42 متر و عرضه 19 متر و يتكون من ثلاث بوابات ، تقوم على أعمدة توجت رؤوسها بزهرات اللوتس ، و حليت جدرانه من الداخل و الخارج بنقوش و كتابات مختلفة أشهرها اللوحة التى سجل عليها قانون الـ 66 .

الصورة (29): معبد هيبس

المصادر:

زيتون، محيا (2002) السياحة ومستقبل مصر بين إمكانات التنمية ومخاطر الهدر. القاهرة: دار الشروق.

هنا

تاريخ دخول الموقع: 10-1-2015

هنا

تاريخ دخول الموقع: 10-1-2015

هنا

تاريخ دخول الموقع: 11-1-2015