التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات ووقائع تاريخية

اكتشاف أول خاتم عربي يعود لعصر الفايكنغ في السويد

جميعنا يعرف الفايكنغ الذين سكنوا في الدول الاسكندنافية ونعرف القليل عنهم من خلال القصص البحرية والروايات والرسوم المتحركة ( فيكي ) إلا أن ما لا نعلمه أو لم يكتشف من قبل هو إمكانية وجود أي تفاعل بينهم وبين حضارات أخرى وبالتحديد المشرق. هذا ما أكده آخر اكتشاف في مدينة بيركا.

بداية ً وقبل أن نغوص في تفاصيل الاكتشاف لا يسعنا إلا ذكر الرحالة أحمد ابن فضلان أول من كتب عن الفايكنغ والدول الاسكندنافية وأضاء على تفاصيل حياتهم اليومية منذ 1000 عام واقتصر على ذكر عاداتهم وصفاتهم الجسدية رغم أن تصرفاتهم اليومية لم تعجبه البتة فذمّهم بها.

أما بالنسبة للخاتم المكتشف فقد وجد في مدينة بيركا السويدية بقبرٍ لإمرأة يعود لسنة 850 م كما وجد في القبر أيضاً أغراض أخرى هندية وقوقازية ويمنية. ويعتقد علماء الآثار أنه خاتم للتوقيع وربما استخدم لوضع علامة على الوثائق أو ختمها.

وبالمقارنة مع المكتشفات المشرقية الأخرى في الدول الاسكندنافية ذكرت مجلة أنشنت أوريجين في ديسمبر 2014 م أن العلماء العاملين في الدنمارك اكتشفوا خرزات زجاجية زرقاء تعود للملك المصري توت أنخ أمون والتي وصلت إلى أوروبا من الشمال منذ حوالي 3400 سنة مما يشير إلى وجود تواصل بين هاتين المنطقتين من خلال الطرق التجارية.

وبالرغم من وجود عدة خواتم في بيركا في السويد مماثلة لتصميم الخاتم المكتشف لكن هذا الخاتم هو الأول من نوعه لأنه يحتوي على نقوش عربية بالخط الكوفي حيث كتب عليه " إلى الله " مما يجعله حالة ً فريدة ً من نوعها ودليلاً مادياً قوياً على أن اتصالاً مباشراً بين العالم الإسلامي والفايكنغ كان موجوداً في تلك الحقبة.

كما وعثر علماء الآثار خلال سنوات التنقيب الطويلة التي تعود بداياتها في بيركا إلى القرن التاسع عشر على العديد من اللقى الثمينة في مقابرها بما فيها خاتمنا هذا بالإضافة إلى خاتمين آخرين يرجح على أنهم من آسيا الصغرى من الثقافة السلجوقية وقد أظهروا أن مدينة بيركا يمكن أن تكون أول مدن السويد نشوءاً.

وصف القبر واللقى المكتشفة :

وجد هيكل المرأة العظمي متحللا كليا لكن ملابسها سليمة ودفنت معها مجوهراتها بالإضافة إلى دبابيس لليدين ومقصات والخاتم وغيرها من الكنوز. ويبدو أن المرأة دفنت ويداها مشبوكتان على صدرها لأن الخاتم وجد بالقرب من موقع صدرها ولربما علق مع الدبابيس بواسطة خيط .

كما ووجد بين الدبوسين صف من الخرز المصنوع من الزجاج والكريستال والعقيق الاحمر، وذكر علماء الآثار أن مصدر الكريستال والعقيق الاحمر هو على الأرجح الهند أو القوقاز وربما أيضاً اليمن الذي اشتهر بهذا النوع من العقيق. بينما كانت ملابس المرأة محلية الصنع .

صفاته :

بيّن الباحثون أن الخاتم صنع من سبائك فضة عالية الجودة وما زال يحتفظ بعلامات ما بعد الصب من إزالة الزوائد وخطوط العفن مما يدل على أنه لم يستخدم كثيرا. كما وأظهرت نتائج آخر تحليل أنه مصنوع من الزجاج الملون الذي كان يعد نادراً في اسكندنافية لذلك كانوا يستوردونه على شكل قوارير أو كؤوس أو قضبان ليتم بعدها إعادة صنعها على شكل خرز.

المرجع :

هنا