المعلوماتية > عام

كيف تتم عملية الـTagging في الفيس بوك؟

قد تكونُ عملية الـ”Tagging” في بعض الأحيان مْجهدة، وخاصة عندما يكون هناك الكثير من الأشخاص في الصورة، إلا أنَّ الـ«فيس بوك» قدم للمستخدمين ميزة «اقتراحات الـ”Tag”» منذ عامِ 2011، والتي تملأ خانة “Who Is This” أوتوماتيكياً بأفضل تخمينٍ للشخص المقصود، وذلك عن طريق خوارزمية التعرف على الوجوه، التي ستختصر عليكَ الكثير من الوقت والجهد.

عندما يقومُ المستخدم برفع عدة صور على الـ«فيس بوك»، يتم تحميل صفحة تعديل الصور التي يمكن من خلالها كتابة وصف للصور، واختيار صورة لغلاف الألبوم، وحذف بعض الصور، وبالطبع عملية الـ”Tagging”، وهي عملية سهلة تتطلب من المستخدم الضغط على وجه الشخص وكتابة اسمه، وهنا يبدأ الـ«فيس بوك» بتخمين الاسم مِما يسرع العملية. وفي حال كان الشخص ضمن قائمة أصدقائك، سيقوم الموقع بإكمالٍ تلقائي للاسم.

تقنية التعرف على الوجوه ليست جديدة، وهي تعتمدُ على القدرة على تمييز الوجه من الخلفية ومن ثم قياس الخصائص المختلفة في هذا الوجه. وقد استخدمتها الوكالات القانونية منذ سنوات لبناء قاعدة بيانات من الصور تتضمن صوراً لمجرمين ومشتبه بهم.

لم تعلن «فيس بوك» عن أي تفاصيل حول مطور أداة التعرف على الوجوه لديها، إلاّ أنه يمكننا أن نقول أن الآلية هي ذاتها المستخدمة في العديد من البرامج الأخرى مثل Windows Live، وPhoto Gallery، وiPhoto، وكالعديد من الكاميرات الحديثة التي تقوم بإبراز الوجوه عن طريق إحاطتها بمربعات، والتي تعني أن خاصية التركيز التلقائي ستُبقي تلك الوجوه واضحة وحادة، كذلك تعمل خاصية التعرف علي الوجوه على الفيس بوك بالطريقة نفسها، بأن تبرزَ لك الوجوه في الصورة التي تستخدم فيها خاصية الـ”Tagging” وتحثُّـكَ على كتابة الاسم مباشرة.

تعتمدُ برمجيات التعرف على الوجوه على خوارزميات معقدة قائمة على أساس قوي من الرياضيات والبرمجة الذكية. بعد التقاط صورة لوجه ما، يقوم البرنامج بتحليل كل صورة لخصائص معينة مثل قيم البيكسل أو التدرجات اللونية أو بيانات عددية دقيقة أخرى. ثم يقوم البرنامج بتخمينات- غالباً ما تكون صحيحة- حول الأجزاء من الصورة التي توافق وجهَ إنسان، ويعدُّ هذا الجزء من التقنية موثوق جداً. في حين تكون مهمة مطابقة الاسم مع الوجه الصحيح هي المهمة الأصعب. وذلك لأن متغيراتٍ مثل الإضاءة وشعر الوجه وتعابير الوجه يمكنُ أن تخدعَ البرنامج، ويبدو ذلك واضحاً في الـ«فيس بوك» عندما يقترحُ لك اسماً خاطئاً.

إحدى أهم الشركات المطوّرة لتقنية التعرف على الوجوه هي Identix®، وبرنامجها FaceIt® الذي يستطيعُ التقاط وجه شخص معين من بين مجموعة كبيرة من الوجوه. يستطيعُ برنامج FaceIt® تحديد المعالم الخاصة بكل وجه مثل المسافة بين العينين وعرض الأنف وعمق تجويف العين وشكل العظام وطول الفك السفلي. تشكِّلُ هذه الصفات مجتمعة شيفرة رقمية تسمى “faceprint" تمثلُ الوجه في قاعدة البيانات.

كانت تظهر العديد من المشاكل في النظام سابقاً، حيث كانت تستخدم صورة ثنائية الأبعاد لتَـتـمَّ مطابقتها بصورة أخرى ثنائية الأبعاد من قاعدة بيانات. ويُشترط أن يكون الوجه في الصورة ينظر إلى الكاميرا مباشرةً مع اختلاف بسيط في الإضاءة وتعابير الوجه للحصول على أفضل وأدق النتائج، وإلا فسيؤدي اختلافٌ في الإضاءة مثلاً إلى عدم المطابقة.

أما الآن تُستخدم صورة ثلاثية الأبعاد يمكن بواسطتها التعرف على الوجوه في الظلام ومن زوايا مختلفة، يتمُ فيها التقاط صورة لوجه الشخص واستخدام خصائصه المميزة (والتي تكون مميزة للشخص الواحد ولا تتغير مع الزمن) مثل الأنسجة الجامدة والعظام كمنحيات تحويف العين والأنف والذقن والتي تكون أكثر وضوحاً مما يساعد على تحديد الوجه.

إن تقنية التعرف على الوجوه في تطوّر مستمر، وستعمل لاحقاً بشكل جيد بحيث لن نتمكن من خداعها أبداً!

أما فيما يتعلقُ بالخصوصية وعلاقتها بعملية الـ”Tagging” وتقنية التعرف على الوجوه، فإنه علينا أن نعلمَ أن الآثار المترتبة عليها مخيفة! فمن المحتمل- قريباً- أن يقومَ شخص غريب بتصويرك من بعيد، ثم يقوم برفع الصورة على أحد محركات البحث، وخلال دقائق معدودة سيتمكنُ من معرفة هويتك وعنوانك وبعض المعلومات الأخرى التي قد تود ألا تكشف عنها.

لذلك، يمكنكَ أن تستخدم خاصية «اقتراحات الـ”Tag”» لتسهيل عملية رفع الصور، لكن عليكَ أن تتابعَ التغييرات التي تجريها إدارة الـ«فيس بوك» على سياسة الخصوصية والـ”Tag”، ولا ترفع أي صورة مشكوك فيها على الإنترنت لتبقى آمناً ومستمتعاً كذلك بما يقدمه لك الـ«فيس بوك» من خدمات.

المصادر:

هنا

هنا