ملتيميديا > مقالات

فيلم Big Hero 6: احتفال ديزني بتكنولوجيا العصر الجديد.

هل شاهدت فيلم Big Hero 6 ؟

إن كان قد أعجبك أم أنه كان مضيعة لساعتين من وقتك الثمين، إلا أن فهمك لأهمية هذا الفيلم الحقيقية قد تجعلك تعيد التفكير بذلك !!

فيلم الأنميشن الذي انتجته ديزني (Big Hero 6) - عن ولد و روبوته المنفوخ - هو على الأرجح أضخم عمل ذو ميزانية كبيرة ستراه في حياتك. كل جانب من جوانب الفيلم يمثل تصادماً افتراضياً بين العوالم. حيث أن قصة الفيلم والتي يصفها مساعد المخرج Don Hall بأنها واحدة من أكثر القصص غموضاً في الكون ،قد تم اعادة صياغتها لصالح شركة ديزني.

تجري أحداثها في مدينة تدعى ب (San Fransokyo) و من الواضح أنها عبارة عن دمج اسمي المدينتين الأكثر اعتماداً على التكنولوجيا في العالم و هما (San Francisco & Tokyo ). كذلك استعملت في الفيلم تقنيات موجودة على أرض الواقع و قد ساهمت بوضع أساس لشخصيات الفيلم كما و أغنت الرسومات المعروضة فيه. بلا شك بذلت شركة ديزني الكثير من الجهد لتصنع كل هذا، و من المؤسف أن هذا الجهد الكبير لن يلحظه المشاهد العادي.

"لقد قلناها مرارا و تكرارا .لقد أنجزنا الفيلم على محرك رندر** في مرحلته التجريبية"

(محرك الرندر هو برنامج يقوم بمحاكاة ارتدادات الأشعة الضوئية في مشهد مرسوم على الحاسوب)

هذا ما قاله Hank Driskill، المشرف التقني للفلم ،"لقد كان لا يزال في مراحل التصنيع." قال ذلك في اشارة الى Hyperion، البرنامج الذي صنعته ديزني من الصفر ليتعامل مع اضاءة الفيلم المذهلة .لقد كان هذا البرنامج واحدا من حوالي ثلاث دزينات من الأدوات التي استخدمها الاستوديو لينفخ الحياة في مدينة San Fransokyo .

Hyperion يعد أضخم و أخطر التزام للاستوديو في تقنيات التحريك حتى اللحظة،كما أن نجاحه لم يكن دائما مضمونا في أداء المهمات المطلوبة،و قد أكد على ذلك الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا Andy Hendrickson عندما قال : "إن استخدام هذا البرنامج لصناعة الفيلم هو النظير لبناء سيارة أثناء قيادتها."

لهذا السبب قام Andy Hendrickson بجعل فريقه يلتزم في مساري تطوير للفيلم :

1-المسار الأول التطوير باستخدام Hyperion التجريبي

2-المسار الثاني و الذي كان خطة بديلة في حال فشل Hyperion و هي التطوير بنفس الوقت باستخدام محرك رندر تجاري.

لقد استغرق فريق مؤلف من عشرة أشخاص أكثر من سنتين لبناء Hyperion ،أثناء ذلك كانت الموارد قليلة نتيجة توزعها بين المسار الأساسي و الخطة البديلة...لذلك و في شهر حزيران أوقف الاستوديو الخطة البديلة و قرر المخاطرة باستكمال العمل بالبرنامج التجريبي فقط .

Hyperion- كما دعي هذا البرنامج المحاكي للإضاءة العالمية- ليس من أنواع التكنولوجيا التي تستهوي مشاهد الأفلام العادي. يقول Hendrickson موضحاً ، يستطيع هذا البرنامج أن يتعامل مع عمليات حسابية شديدة التعقيد لحساب كيفية انتقال الضوء من مصدر الإنارة إلى الكاميرا مروراً بعدة ارتدادات على سطوح عناصر المشهد حاملاً معه ألوان هذه العناصر لينير عناصر أخرى في المشهد. لقد فتح هذا البرنامج الطريق أمام العاملين بالتحريك ليتجنبو عملية تحريك ارتداد واحدة للضوء الغير مباشر يدوياً و التي تأخذ وقتاً طويلاً جداً، ليستطيع البرنامج محاكاة من 10 الى 20 ارتداداً للضوء بشكل اوتوماتيكي بنفس الفترة الزمنية.

يستطيع Hyperion أن يحاكي التأثيرات البيئية و التي قد يعتقد معظم المشاهدين أنها سهلة الصنع ،مثل اللقطة التي يظهر فيها Baymax الروبوت المنفوخ و قد تمت إنارته من الخلف.هذا المشهد الذي قد يبدو ذو اضاءة عادية ليس بالشيء السهل عند محاكاته بالكومبيوتر فقد تطلبت محاكاته استخدام كومبيوتر خارق ذو 55000 نواة موزعة على 4 مواقع جغرافية.

"لقد كان هذا العمل شديد التعقيد لدرجة أن الإنسان لا يستطيع التعامل مع درجة تعقيده، لذلك كان علينا أن نصنع نظاما أوتوماتيكياً ليتعامل معه "هكذا قال Hendrickson.

لإدارة هذه الكمية الهائلة من الحسابات و التي تصل الى اكثر من 400000 حساب في اليوم ،قام فريقه بتصميم برنامج اسمه Coda ، يقوم بالتعامل مع الأربع مزارع رندر (render farms) على أنها كومبيوتر خارق واحد و إذا فشل واحد أو أكثر من هذه العمليات يقوم البرنامج بتبليغ العاملين المناسبين لإصلاح العملية عبر تطبيق على الاي فون .

ليوضح Hendrickson ضخامة الإنجاز الذي قام به فريقه يقول بأن Hyperion يستطيع أن ينجز عملية رندر لفلم Tangled من الصفر خلال 10 أيام فقط .

إن كان هذا غير كافٍ لإيضاح قوة برنامج ديزني فعليك أن تعلم التالي : مدينة San Fransokyo تحوي حوالي 83000 مبنى ، 260000 شجرة ، 215000 ضوء شارع و 100000 عربة نقل بالإضافة إلى آلاف الحشود. زيادة على هذا كله فإن كل التفاصيل التي تراها في المدينة مبنية على الكثير من المعلومات الإستشارية و مخططات من مدينة San Francisco الحقيقية .

من الجدير بالذكر أن الكومبيوتر الخارق و محرك الرندر لم يكونا نقط قوة الفيلم الوحيدة، فقد قام الفريق بتصميم الروبوتات التي تظهر في الفيلم على أسس و أبحاث علمية حقيقية. فقد دفع قرار بناء الفيلم على تكنولوجيا سوف تصبح حقيقة بعد زمن ليس بالبعيد ب Hall و مساعد المخرج Chris Williams إلى الإنطلاق برحلة بحثية الى MIT ، Harvard و Carnegie Mellon في الولايات المتحدة الأمريكية و حتى الى جامعة طوكيو في اليابان .

خلال زيارته ل Carngie Mellon تواصل Hall مع الباحث Chris Atkeson الذي كان يعمل في مجال الروبوتات الناعمة المنفوخة المصنعة لخدمة قطاع الرعاية الصحية. يقول Hall أن Atkenson طلب منه أن يجعل الروبوتات في الفيلم شخصيات غير شريرة، و قد كان هذا ملائماً لنظرة Hall الذي أراد روبوتاً لم يره الجمهور من قبل على الشاشة.

يقول Hall "في اللحظة التي رأيت فيها هذه الأبحاث ،علمت أننا وجدنا الروبوت الذي نستطيع عناقه. علمت أننا وجدنا Baymax. " ساهمت تكنولوجيا أخرى للرعاية الصحية موجودة في اليابان في الإلهام لرسم معالم شخصية Baymax .

"أنهم متقدمون قليلاً، أعني أن روبوتات الرعاية الصحية تستعمل حالياً في بعض مشافي اليابان. ليسو مصنوعين من الفينيل، ليسوا Baymax، إنهم روبوتات مصنوعة من البلاستيك." أبحاث الروبوتات خارج Carnegie Mellon ساهمت في وضع أساسات لروبوتات أخرى في الفيلم مثل الروبوتات الميكرونية الشبيهة بالليغو و القابلة للتسيير بالعقل. بالتأكيد النسخة التي نراها في الفيلم هي نسخة خيالية مبنية على أساس روبوتات تسير على الماء رآها فريق Hall في أحد زياراتهم حيث خلطوا فكرة هذه الروبوتات مع فكرة الطيارة بدون طيار مما أدى لوصولهم الى فكرة هذه الروبوتات الخيالية.

بطريقة أو بأخرى، فيلم Big Hero 6 أشبه برسالة غرامية للتكنولوجيا .

"لقد ظننا أن التكنولوجيا لن تستطيع في الحقيقة التعامل مع الحسابات في كل اللقطات، و لإنجاز المهمة من لقطة لأخرى، سيتوجب على الفنانين أن يخترعوا خدعاً للإضاءة فقط. لكن مع تطور Hyperion ،و مع بنائنا للنظام الفعلي، وجدنا أنه قادر على التعامل مع هذه البيانات بشكل جيد. لذا فقد بنينا حقاً الشيء الذي سيفيدنا. "

على الرغم من أن ابتكارات التكنولوجيا تلعب دوراً مهماً في عملية التطوير في استوديو الأنيميشن الخاص بوالت ديزني ،إلا أنها ليست القوة الموجهة الوحيدة لعملية تطوير كل فيلم و المثل ينطبق على قصة الفيلم .

"نحن نبحث عن مساهمة من جميع العاملين هنا لرواية القصة....ليس هناك شك أن هذه الأفكار من الممكن أن تأتي من أي مكان لتصبح قطعة كبيرة أو صغيرة من القصة،" هذا ما قاله Odermatt .

ليس هناك مصدر واحد للتحفيز غير حب البحث و التصميم الفعال -تم الكشف عن المفاهيم الأساسية من قبل المدير الإبداعي John Lasseter-.

"الفيلم يحتفل بالعلم و التكنولوجيا بطريقة لم نقم بها من قبل . "

بطريقة أو بأخرى ،فيلم Big Hero 6 عبارة عن رسالة غرامية للتكنولوجيا. إنه فيلم خيالي يعطي المشاهدين ومضة من المعرفة تجاه المستقبل القريب ذو الروبوتات المعاونة للبشر إن جاز التعبير.

شاركونا أصدقائي بأرائكم :

هل تعتقدون أن ديزني قد وصلت لأقصى حدود التكنولوجيا ؟ أم أنها قد تفاجئنا بتكنولوجيا لا تخطر على البال في أفلامها القادمة؟

و ما رأيكم بمفهوم وجود روبوت لطيف في مجال الرعاية الصحية ؟

المصادر : هنا