البيولوجيا والتطوّر > التطور

هل يمكن للفلورا المَعَوِيّة أن تلعبَ دوراً في المتلازمة الاستقلابية (Metabolic Syndrome)؟

إنَّ الحفاظ على نوعية جراثيم الفلورا المعويّة الصحيّة ومكان تموضعها (وهي الجراثيم الطبيعية المفيدة التي تعيش في أمعاء الإنسان) يمكن أن يساعد في العلاج أو الوقاية من الاضطرابات الاستقلابية التي قد يعاني منها الإنسان، والتي تعتبر أحد عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال إصابة الشخص بالأمراض القلبية والجلطات وداء السكري، وذلك وفقاً لدراسة أُجريت في جامعتي Georgia State University و Cornell University ونشرت في مجلة Gastroenterology.

يعتبر هذا البحث متمِّماً لبحثٍ سابقٍ تم نشره في مجلة Sciences حيث عمد الباحثون إلى تطوير الطرق التقنية المتبعة بغية الحصول على نتائج أفضل.

تعتبر الاضطرابات الاستقلابية مشكلة صحية هامة تصيب حوالي 34% من البالغين في الولايات المتحدة الأميركية وفقاً لإحصائية منظمة القلب الأميركية. ويتم عادةً تشخيص الإصابة بالاعتماد على وجود ثلاثة على الأقل من عوامل الخطورة التالية:

• زيادة محيط الخصر ( 89 سم فأكثر للنساء و 102 سم فأكثر للرجال).

• ارتفاع نسبة الشحوم الثلاثية في الدم ( 1.7 ميلي مول / لتر).

• انخفاض نسبة الكولسترول الجيد HDL (أقل من 1.04 ميلي مول / لتر).

• ارتفاع ضغط الدم (أكثر من 130/85)

• ارتفاع معدل سكر الدم الصيامي (5.6 ميلي مول / لتر).

ووفقاً للمنظمة الوطنية للصحة العامة، فإن الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة الاستقلابية هم أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض القلبية بمرتين وأكثر، كما أنّهم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري بمعدل 5 أضعاف.

إنَّ تزايد نسبة الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية حفّز الباحثين على دراسة الأسباب المؤدية لهذه المتلازمة. حيث أظهرت النتائج التي تم نشرها سابقاً في مجلة Science من قبل Gewirtz ومجموعة من زملائه، أنَّ أي تغيّر قد يطرأ على جراثيم الفلورا المعوية يلعب دوراً رئيسياً في تحريض ظهور المتلازمة الاستقلابية.

تلعب جراثيم الفلورا المعوية دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الإنسان، لذا فإنَّ أي خلل فيها قد يؤدي إلى تحريض بعض الأمراض الالتهابية المزمنة مثل داء كرون (وهو نوع من التهابات الأمعاء) والتهاب القولون التقرحي. بالإضافة لذلك فإنَّ التغيرات التي قد تطرأ على جراثيم الفلورا المعوية تتسبب في ظهور بعض الالتهابات التي تؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية.

يقول Gewirtz: "استطعنا في بحثنا الجديد أن نسلِّط الضوء على العديد من التفاصيل الهامة التي تشرح آلية تأثير الفلورا المعوية في ظهور المتلازمة الاستقلابية والعوامل التي تسبب اضطراباً في هذه الفلورا الطبيعية".

في الحالة العادية، تتموضع الفلورا المعوية في الطبقة المخاطية في الأمعاء بعيداً عن الطبقة الظهارية المعوية. إلا أنَّ نتائج هذا البحث بينت أنَّ فقدان المستقبلات النوعية TLR5 على سطح الخلايا الظهارية (وهي مستقبلات مسؤولة عن التعرف على العوامل الالتهابية وتحريض رد الفعل المناعي الدفاعي في الجسم، كما أنها تنظِّم طبيعة الجراثيم المُشكِّلة للفلورا المعوية)، يؤدي إلى تغير في طبيعة جراثيم الفلورا المعوية كما يسهل تسلّل هذه الجراثيم إلى ظهارة الأمعاء. كذلك فإنَّ هذا الخلل يحثّ الفلورا المعوية على إفراز بعض العوامل الالتهابية أهمها الفلاجيلين flagellin ومركبات دسمة سكرية lipopolysaccharide.

ويختم الدكتور Andrew Gewirtz "إنَّ نتائج هذا البحث أكدت على أنَّ بعض التغيرات التي قد تطرأ على جراثيم الفلورا المعوية تحرِّض على ظهور التهابات منخفضة الشدة واضطرابات استقلابية. لذا فإنَّ الحفاظ على نوعية جراثيم الفلورا المعوية يساعد في العلاج أو الوقاية من المتلازمة الاستقلابية".

المصادر:

هنا

هنا\

هنا

هنا