الطب > مقالات طبية

هل يتم إهمالُ الآثار الجانبية للتخدير؟

على الرّغم من أنّ الجراحة و التخدير قد أصبحا أكثر أماناً بكثير في وقتنا الحاليّ عمّا كان الحال عليه سابقاً، إلّا أنَّ الآثار الجانبيّة للتخدير معروفة و شائعة مثل الألم ، غثيان ما بعد العمل الجراحيّ و دوار ما بعد الجراحة.

و مع أنّ المختصّين قد ركّزوا على تقليل هذه الآثار الجانبيّة، لتحسين تجربة الاستشفاء لدى المرضى، إلّا أّنهم لم يُولوا الآثار الجانبيّة لمواد التخدير مثل الهياج، الهذيان وضعف الإدراك بعد العمليّة الجراحيّة الاهتمام الكافي.

إذ أظهر استبيانٌ أُجرِيَ على أطبّاء التخدير والممرّضات المختصّين بالتخدير في السويد قلّة الوعي حول الآثار العصبيّة الجانبيّة لمواد التخدير على المرضى المعرّضين لخطرها بعد الجراحة.

يمكن أن يكون لهذه الآثار الجانبيّة تأثيرٌ كبيرٌ على معدّل الرعاية و مدّة البقاء في المستشفى و أيضاً كيفيّة تقبّل المريض لهذا العلاج، فالأطفال والمسنّون مثلاً مرضى حسّاسون معرفيّاً و هذا يجعلهم الفئات الأكثر عرضة للخطر حسب التقارير.

أظهرت الدراسات السابقة أنّ تعديل و تخصيص إيصال المادّة المخدّرة عبر مراقبة عمق التخدير(DOA) بالاعتماد على التخطيط الكهربائيّ للدماغ (ECG) يمكن أن يقلّل من خطورة الأعراض التالية للعمل الجراحيّ على المريض.

أراد الباحثون الذين قاموا بإجراء هذا البحث من معهد كارولينسكا في ستوكهولم في السويد أن يبحثوا في الإجراءات المتّخذة من أجل تقييم خطورة و تشخيص الآثار الجانبيّة للمواد المخدّرة، و مقدار استخدام اختصاصيّي التخدير في السويد للـ DOA (عمق التخدير).

قاموا بنشر نتائجهم في Annals of Medicine and Surgery و التي نصّت على أنّه بالرّغم من أنّ أجهزة مراقبة عمق التخدير DOA موجودة في نصف المستشفيات التي عمل فيها الذين أجابوا على الاستبيان، إلّا أنَّ هذه الأجهزة يتمّ استخدامها في 20% فقط من الحالات المعرّضة للخطر.

وجد الباحثون أيضاً أنَّ الآثار المعرفيّة العصبيّة التي يقلق حولها الأطبّاء هي غالباً تذكَّر الألم أثناء الجراحة. إذ قال أكثر من 80% من أطبّاء التخدير أنّ تذكّر الألم كان أكثر التأثيرات إثارةً للقلق بالنسبةٍ إليهم، بينما قال 40% منهم أنّ سوء الوظيفة المعرفيّة كان التأثير الجانبيّ الأكثر أهمّيّة بالنسبةِ لهم.

تظهر النتائج وجود حاجة لتحسين معرفة أخصّائيّي التخدير بعوامل الخطورة، و طرق الوقاية و التعامل مع الآثار الجانبيّة المعرفيّة التالية للعمل الجراحيّ.

اقترح القائمون على الدراسة أنّ أخصّائيّي التخدير قد يكونون أكثر حذراً حول خطورة تذكّر المرضى للألم أو الشلل أثناء العمل الجراحيّ، بسبب السمعة السيّئة التي يسبّبها ذلك و المرتبطة بهذه الأعراض الجانبيّة، حيث أنّ الهياج و التخليط الذهنيّ بعد العمل الجراحيّ تسبّب ضرراً أقلّ بالسمعة لذلك فهي ليست على نفس الأهمّيّة.

يعترف الباحثون بجميع الأحوال أنّه من غير الممكن أن يحدّدوا فيما إذا كانت النتائج تمثّل بشكلٍ كاملٍ آراء مجتمع التخدير في السويد. خاصّةً أنّ معدّل الإجابة كان منخفضاً بين أخصائيّي التخدير و كذلك لأنّ الاستبيان لم يسجّل فيما إذا كان الأشخاص الذين أجابوا عليه يمارسون المهنة حالياً.

على الرغم من ذلك فقد كتبوا في الدراسة أنّه "قد تمّ جمع أكثر من 1000 جواب و تحليلها و بالتالي يجب لهذا الملف أن يوفّر نظرة منطقيّة عن الممارسة الحاليّة".

و يُذكر أنّه في وقت مبكر من هذا العام، أشارت Medical News Today إلى بحثٍ جديد نُشر في أعداد الأكاديميّة الوطنيّة للعلوم سجّلت التغيّرات التي تحدث للدماغ عندما يتعافى المريض من تأثير المادّة المخدّرة.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

shutterstock