الطب > أمراض نسائية وتوليد

الإسقاط miscarriage أو الإجهاض التلقائي spontaneous abortion :

الإجهاض التلقائي أو الإسقاط هو خسارة الجنين قبل الاسبوع العشرين من الحمل، أما خسارته بعد الاسبوع العشرين فتسمى بـ "ولادة جنينٍ ميِّت (stillbirth) ".

الإجهاض هو طريقة الجسم بإنهاء الحمل الذي يبدأ بداية شاذة عن الطبيعة، يكون الأمر في البداية صعب التقبّل لكن ليس عليكٍ أن تشعري بالذنب فالإجهاض غالباً ليس خطأً يُلام عليه أحد، وليس بمقدور أحدٍ إيقافه.

ومع هذا نجد أنّ غالبية النساء اللاتي يجهضن لا يتحدثن عن الأمر مطلقاً نظراً لكون هذا الموضوع غالباً من المحرّمات، وكنتيجة لذلك ينتهي بهن الأمر إلى الشعور بالذنب والعار ويمكن أن يتطور إلى العزلة التامة، فهي "بنظرها" من قام بسلوك خاطئ أدّى إلى خسارة جنينها.

الإجهاض أمرٌ شائع، ويحدث لدى امرأة من أصل ستة ممن يعرفن بحملهن، كما أنَّه شائعٌ لدى النساء اللاتي لم يعرفن بحملهن أيضاً.

تحدث أغلب الإجهاضات لأن البيضة الملقَّحة في الرحم لا تتطور بشكلٍ طبيعي وبنسبة 60-80 % بسبب شذوذاتٍ صبغيَّة في المضغة. أما التمرينات، الجهد، وممارسة الجنس فلا تسببه، وفي حالات كثيرة تبقى الأسباب مجهولةً عند الأطباء.

تقلُّ نسبة حدوثه بعد الأسابيع الاثنتي عشرة الأولى أي الثلث الأول من الحمل ومن النادر أن يحدث في الثلث الثاني أي الأسابيع (13-19).

إذاً... ماهي أنواع الإجهاض؟

سنتحدث عن نوعين، الإجهاضات المتفرِّقة والإجهاضات المتكرِّرة.

1. الإجهاضات المتفرِّقة (sporadic miscarriage):

والتي تحدث بشكلٍ رئيسي بسبب شذوذٍ في أعداد الصبغيات ويحدث ذلك عند اتحاد البويضة مع النطفة فلا تتمكن عندها البيضة الملقحة من الاستمرار.

هنا يكون جسم المرأة في حالة طبيعية ولا يبدي مشاكل تسبب الإجهاض.

2. الإجهاضات المتكرِّرة "المعتاد" ( recurrent pregnancy loss.):

تشير إلى من حدث لديهن إجهاض مرتين فأكثر، وهو ما يحدث عند 5% من الأزواج الذين يحاولون الإنجاب.

في هذه الحالة لا نجد لدى المرأة مشكلة في الحمل وتكون صحتها جيدة، مع حملٍ طبيعي لكن الإجهاض يحدث لسبب يدعو لزيارة الطبيب والخضوع لعدة فحوصات لمعرفته.

ربما تكون المشكلة في تخثر الدم لديها، أو مشكلة هرمونات، أو اضرابات في الغدة الدرقية، أو مرض مناعيٍّ ذاتي، آثار ندبات أو أورام ليفية في الرحم، أو بسبب وجود شذوذات صبغية وراثية لدى أحد الزوجين لذلك يتم إجراء فحوص دموية لتحديد هذه المشاكل، من الممكن أيضاً أن لا نصل إلى السبب.

ويأتي السؤال المهم، من هنَّ الأكثر عرضة للإجهاض؟

حتى الآن، يبقى التقدم في العمر هو المسبب الأساسي للإجهاض العفويِّ، وكلَّما تقدَّمت المرأة بالعمر ازادت نسبة وجود البويضات الشاذة وراثيَّاً، يكون عامل العمر مهمَّاً بعد ال30 و أكثر أهمية بعد ال35.

أيضاً من الأسباب المهمَّة: الحالة الصحية للمرأة الحامل مثل السكري، ارتفاع الضغط الشريانيِّ، أمراض المناعة الذاتية كالذئبة، واضطرابات الدرق، كما أنّ الشذوذات التشريحية في الرحم وعنق الرحم والإنتانات التي تصيب الجنين أو الأم يمكن أن تسبب خسارة الجنين...

لنمط الحياة أهمية أيضاً، مثل التدخين، شرب الكحول، المخدرات، وتناول أكثر من 200 ملغ من الكافيين في اليوم.

نسمع أيضاً بولادة جنين ميت، فما هي؟

هو الإجهاض الذي يحدث بعد الأسبوع العشرين، وفي حوالي نصف الحالات بدون وجود السبب.

من مسبِّباته: مشاكل المشيمة، حوادث الحبل السري، اختلاطات عامل الريزيوس (RH) بسبب عدم التوافق بين دم الأم ودم الجنين، ونقص الاوكسجين عند الطفل أثناء الولادة..

ماهي العلامات التي تنذر بحدوثه؟

1. النزف المهبلي وهو أشيع عرض، والذي يكون كثيفاً أو قليلاً، مستمراً أو متقطِّعاً ولكن؛ أن نربط وجود النزف بالإجهاض أمرٌ غير صحيحٍ دائماً، ولكن ترافقه مع الألم يزيد نسبة احتماليته.

2. ألم بطنيّ ماغص، آلم أسفل الظهر أو ألم حوضيّ يكون أشد من ذلك الذي يحدث عادة خلال الدورة الطمثية.

3. خروج خثراتٍ دمويةً ونسجٍ من المهبل.

ومما يمكن أن يُنذر بحدوث الإجهاض هو تفاقم علامات الحمل فجأة كالغثيان.

فإذا كنتِ ممَّن يشكون من أعراضٍ مماثلة، وجبت زيارة الطبيب للتأكد، مع أخذ العلم أن الإجهاضَ التلقائي أمرٌ غير قابلٍ للعلاج.

كيفَ تُعالج الإجهاضات؟

يُعالج الإجهاض وفقاً لثلاث طرق:

1. الطريقة الأولى أن نترك الأمور على ماهي عليه وننتظر حتى ينتهي من تلقاء نفسه، تكون الفائدة هنا أننا لا نحتاج للتدخل الطبي، والمساوئ أن العملية تستغرق حوالي الأسبوعين كما يمكن أن يكون النزف كثيفاً جداً، والأهم من هذا أننا لا نستطيع الحصول على المعلومات الوراثية من الجنين والتي تقود أحياناً إلى سبب الإجهاض.

2. الطريقة الثانية، تكون باستخدام الأدوية التي تنهي الحمل خلال 6-12 ساعة تكون الفائدة هنا الوقت القصير ونلجأ لها عندما تكون التقلصات مؤلمة وشديدة، وإحدى المساوئ صعوبة الحصول على نسيج من الجنين لفحصها.

3. الطريقة الثالثة هي التدخل الجراحي ويطلق عليه"dilation and curettage" (التوسيع والتجريف أو الكورتاج)، حيث يتم فيها تجريف بطانة الرحم لإزالة الأنسجة الجنينية المتبقية، من اختلاطات هذه العملية هي النزف والانتان وتندب جدار الرحم وأحياناً انثقابه في حال التجريف الجائر، ولكن هذه العملية تمكننا من إجراء الفحوصات على النسج الجنينة المستخرجة.

تكتمل الإجهاضات وحدها غالباً، ولكن العلاج مطلوبٌ في بعض الأحيان لذلك تجب مراجعة الطبيب.

لا يحدث عادة الإجهاض دفعةً واحدة وإنما بشكل مترقٍّ لعدة أيام.

كم يجب أن ينتظر الزوجان قبل حصول حملٍ من جديد؟

تغيَّر جواب هذا السؤال مع الوقت من سنة لستة أشهر لثلاثة أشهر الآن، ويعتمد ذلك بشكلٍ رئيسي على الزمن الذي حدث فيه الإجهاض، فعند حدوثه في الأسابيع الأولى من الحمل ينتظر الزوجان دورة طمثيَّة واحدة، ولكن حدوثه بعد الأسبوع العشرين يتطلب انتظار ثلاثة أشهر على الأقل.

ومن الهام جداً التأكد من عودة مستويات الهرمون المشيمائي البشري (hCG) إلى الصفر "وهو هرمون يعتبر مؤشراً على حدوث الحمل في حال ارتفاعه في الدم"، لأنه سيكون من الصعب لاحقاً تحديد فيما إذا كانت الأنسجة الجنينية المتبقية من الحمل السابق سببت ارتفاعه أو أن هناك حملاً جديداً.

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

www.newkidscenter.com