البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

هل الـ DNA هو المسؤول الوحيد فعلاً عن نقل الصفات الوراثية!؟

أظهرت أبحاث جديدة أن الـDNA ليس هو الوحيد الذي يقرر الصفات المنتقلة بين الأجيال, بل إنَّ أجزاءً أخرى من الخلية تقوم بذلك أيضاً. فقد درس العلماء بعض البروتينات الموجودة ضمن الخلية والمسمَّاة بالهستونات، ورغم أنَّها ليست جزءً من الجين المشفِّر إلَّا أنَّها معروفة بتحكمها في تفعيل الجينات، والهستونات عبارة عن خيوط من البروتينات يلتف حولها الـDNA.

وجد الباحثون أنَّه يمكن للتغيُّرات الطبيعية التي تحدث لهذه البروتينات، والتي تؤثر في كيفيَّة تحكمها بالجين، أن تنتقل من جيل لآخر وبالتالي ستؤثر في الصفات التي تنتقل عبر الأجيال.

ما أهمية هذا البحث؟

يُظهِرُ هذا البحث وللمرة الأولى أنَّ DNA ليس المسؤول الوحيد عن توريث الصفات وستُمهد هذه النتائج الطريق أمام مزيد من الأبحاث لمعرفة كيفيَّة حدوث هذا التوريث تماماً وتوقيته، وفيما إذا كانت له علاقة بتوريث صفات معينة دون غيرها.

والنقطة الأهم أنَّ هذا البحث سيُلقي الضوء على أهمية التغيرات التي تُحدِثُها العوامل المحيطية كالحمية أو التوتر في الهستونات وبالتالي في الصفات التي قد نُوَرِّثُها لأبنائِنا.

ولقد تحقَّقَ الباحثون من هذه التغيرات عن طريق التجارب التي تمَّ إجراؤها على بعض الخمائر والفطور التي تشبه في طريقة السيطرة على الجينات ما يحدث عند الإنسان، واستطاع العلماء إجراء تغيير على إحدى الهستونات مما أوقف تفعيل الجينات المجاورة له وهذا ما قد تم توريثُه للأجيال اللاحقة أيضاً. وحظيت هذه الدراسة بتأييد مهم في الأوساط العلمية.

يقول البروفسور Robin Allshire من جامعة إدينبرغ الذي قاد فريق العمل: لقد أثبتنا دون شكٍّ أنَّ التغيرات التي تطرأ على الهستونات يمكن لها أن تُنسَخَ وتُنقَل للأجيال اللاحقة مما يُرَسِّخ فكرة أنَّ الصفات الموروثة قد تكون فوق جينيَّة أي أنَّها ليست نابعة حصرياً من التغيرات التي تطرأ على المادة الوراثية (الجين).

المصادر:

هنا

هنا