الطب > السرطان

سرطان الكبد

يعتبر الكبد من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث أنه يقوم بالعديد من المهمات الأساسية للجسد فهو يعتبر محطة لتنقية الدم باستمرار، ويقوم بتحويل المواد المغذية والعقاقير الممتصة من قبل الجهاز الهضمي إلى مواد كيميائية مفيدة وجاهزة لاستخدام الجسم.

وللكبد الكثير من الوظائف المهمة الأخرى كالتخلص من السموم والفضلات الموجودة داخل الدم وتخزين السكريات لاستخدامها عند الحاجة والعديد من المهمات الأخرى . وبسبب كون الكبد أحد محطات الدورة الدموية للجسد (أي يجب على الدم العبور خلال الكبد في كل دورة دموية) فإنه معرض بشكل كبير للإصابة بالنقائل السرطانية الموجودة في مجرى الدم، والنقائل السرطانية Metastases هي خلايا سرطانية لأورام نشأت في أجزاء أخرى من الجسم وانفصلت عن الورم الرئيسي لتدخل في المجرى الدموي.

يمكن أن يصاب المريض بسرطان في الكبد بطريقتين، إما أن ينشأ السرطان في الكبد نفسه (وهذا ما نسميه السرطان البدئي) ، أو عن طريق النقائل السرطانية التي تصل إلى الكبد(وهذا ما نسميه السرطان الثانوي أو النقائلي)، ومعظم سرطانات الكبد ترجع إلى الحالة الثانية .

أما سرطان الكبد البدئي فيعد أقل شيوعاً ، ففي الولايات المتحدة ووفقاً للبيانات فإنه يمثل 2% فقط من السرطانات ، ويعتبر سرطان الكبد خامس أشيع سرطان في العالم حيث يقدر عدد المصابين فيه سنوياً 626.000 مريضاً ، ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الوفيات عند مرضى السرطان حيث يقدر عدد الوفيات بسبب سرطان الكبد سنوياً بـ 598.000 حالة .

وبما أن الكبد مكون من العديد من الخلايا المختلفة فإن عدة أنواع من السرطان قابلة للنشوء فيه (حسب نوع الخلية التي نشأ عليها) ، وقد يكون الورم حميداً_غير سرطاني_ أو سرطانياً وقد ينتشر لأجزاء أخرى من الجسم .

وتشمل الأورام الحميدة الأكثر شيوعاً في الكبد:

• الورم الوعائي Hemangioma

• الورم الكبدي الغدي Hepatic adenoma

• فرط التصنع العقدي البؤري Focal nodular hyperplasia

• الكيسات

• الورم الشحمي Lipoma

• الورم الليفي Fibroma

• الورم العضلي الأملس Leiomyom

ولا يتم التعامل مع هذه االأورام كأورام سرطانية خطيرة حيث أنه من الممكن إزالتها جراحياً إذا كانت تسبب الألم أو النزيف

أما أورام الكبد السرطانية الخبيثة فتشمل السرطانات إما بنسيج الكبد أو القنوات الصفراوية. وسنناقش في هذا المقال النوع الأول )سرطانات النسيج الكبدي) Hepatocellular Carcinoma

الأعراض:

معظم الناس لا يظهر لديهم علامات وأعراض في المراحل المبكرة من سرطان الكبد البدئي ، أما عندما تظهر الأعراض (وذلك نتيجة لاختلال في وظائف الكبد ، أو نتيجة لانتقال السرطان إلى أعضاء ثانية كالرئة والدماغ والعظم) ، فإنها قد تشمل :

فقدان الوزن بشكل تلقائي

فقدان الشهية

آلام في القسم العلوي من البطن

الغثيان والإقياء

التعب والوهن العام والإرهاق

كبر بحجم البطن (نتيجة وجود سائل الحبن ضمنه)

تلون في الجلد باللون الأصفر وبياض العينين (اليرقان)

براز أبيض طباشيري (كلون الطبشور)

ما الذي يسبب سرطان الكبد ؟

حتى الآن فإنه ليس من الواضح تماماً ما الذي يسبب معظم حالات سرطان الكبد ، ولكن في بعض الحالات، يكون السبب معروفاً وعلى سبيل المثال فإن التهابات الكبد المزمنة يمكن أن تسبب سرطان الكبد.

هناك العديد من الأمراض (الوراثية والمكتسبة) يمكن أن تؤهب للإصابة بسرطان الكبد نذكر منها (على سبيل المثال لا الحصر) :

• التهابات الكبد الفيروسية المزمنة ( B و C) : هي المسؤولة عن 75% من سرطانات الكبد .

• الهيموكروماتوز Hemochromatosis أو داء ترسب الأصبغة الدموية : وهو مرض وراثي يسبب ترسب الحديد في الكبد وغيره من الأعضاء .

• داء ويلسون Wilson : وهو أيضاً من الأمراض الوراثية التي يترسب فيها النحاس في الكبد وغيره من الأعضاء .

• تشمع الكبد الكحولي : نتيجة الإفراط في تناول الكحول .

• التهاب الكبد المناعي الذاتي .

ويحدث سرطان الكبد عندما تحدث تغيرات (طفرات) في الحمض النووي لخلايا الكبد . وتقوم هذه الطفرات بتغيير التعليمات الوظيفية للخلايا ، والنتيجة أن واحدة من هذه الخلايا تبدأ في النمو خارج نطاق السيطرة وتشكل في نهاية المطاف كتلة من الخلايا السرطانية.

عوامل أخرى قد تؤثر باحتمالية الإصابة بسرطان الكبد وتشمل:

• الجنس: يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء

• الوزن: حيث تزيد السمنة من خطر الإصابة

• العِرق: يعتبر سرطان الكبد أكثر انتشاراً في كل من الأمريكييتين وأسيا وجزر المحيط الهادي

• الستيروئيدات المنشطة : إن إساءة استخدام الهرمونات الذكرية المنشطة من قبل الرياضيين لزيادة سرعة نمو العضلات قد يعرضهم على المدى الطويل لخطر الإصابة بسرطان الكبد.

• السكري : وقد اقترحت دراسة بوجود علاقة بين مرض السكري وسرطان الكبد وهو غالباً بسبب مرض الكبد الدهني.

• الأمراض الاستقلابية الموروثة وبعض الأمراض النادرة كمرض ويلسون .

أما بالنسبة للمعالجة فهناك معالجات شافية تضم استئصال الورم الجراحي وزراعة الكبد (ضمن شروط معينة طبعاً) ، وهناك معالجات تلطيفية (أي هدفها تخفيف الأعراض وليس الشفاء) تضم تصميم الشريان الكبدي (أي حقن مواد ضمن الشريان الكبدي لقطع التروية الدموية عن السرطان مما يؤدي لحدوث التنخر والتموت فيه) والعلاجات البيولوجية (على رأسها دواء Sorafenib) ، أما العلاج الكيماوي فإنه لا يستخدم في علاج سرطان الكبد لأنه من السرطانات المعندة على العلاج الكيماوي.

وفي النهاية ننصح بالفحص الدوري لأداء الكبد الوظيفي وتجنب عوامل الخطر المذكورة سابقاً والذهاب إلى الطبيب فوراً في حالة حدوث أي من الأعراض السابق ذكرها

المصادر:

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

www.shutterstock.com