البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

الأسباب الوراثيّة لمرض التوحّد، هل أصبحت أكثر وضوحاً؟

في دراسة جديدة نشرت في 5 مارس 2015، أجرى العلماء أبحاثهم على عددٍ كبيرٍ من التوائم في المملكة المتحدة بهدف تحديد الدور الذي تلعبه الوراثة في حدوث مرض التوحد لديهم، لذلك قاموا بالتركيز على الجانب الوراثي أكثر من الجانب المتعلق بالبيئة المحيطة. بالطبع لا تستبعد الدراسة أثر العوامل البيئية ولا تتجاهلها ولكن تحاول البحث في الجانب الوراثي على وجه الخصوص.

Autism Spectrum Disorder (ASD): اضطراب طيف التوحّد هو مصطلح عام يشمل العديد من الاضطرابات العصبية التي تؤثر على سلوك المريض و تفاعله مع المجتمع وقدراته على التواصل. الأسباب المؤدية لهذا الاضطراب ليست محددة، ولكن الدراسات في الفترة الأخيرة أصبحت أفضل وأشمل بسبب زيادة التشخيص بشكل كبير مقارنةً عن السنوات الماضية، فمثلاً في الولايات المتحدة ازداد تشخيص اضطراب طيف التوحّد عشرة أضعاف في غضون عشر سنوات بين الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

ولكن ما المميز في هذه الدراسة؟

شملت هذه الدراسة البيانات الخاصة بجميع التوائم الذين وُلدوا في انجلترا وويلز بين عامي 1994 و1996 ومن ثم قاموا بإجراء دراسات منزلية على 258 زوجاً من التوائم من أصل مايقارب 6000 توأم. والسبب الذي دفعهم لذلك هو أنّها مفيدة جداً في الدراسات الوراثية، حيث انَّ التوائم المتطابقة تتشارك ب 100% من مادتها الوراثية، وبالتالي فإنَّ الاختلافات الظاهرة بينها يمكن عزوها الى البيئة المحيطة باعتبار العامل الوراثي متطابق تماماً.

بعد إجراء المقابلات التشخيصية لجميع التوائم المشاركين في الدراسة، ومراقبة سلوكها وطريقتها في اللعب، تمّ تشخيص إصابة 181 توأماً باضطراب طيف التوحّد. وبعد ذلك قاموا بمقارنة التوائم المتطابقة مع غير المتطابقة، فكانت النتيجة أنَّ معدل حدوث المرض لدى التوائم المتطابقة أكبر بكثير من غير المتطابقة، مما يشير الى أنّ العامل الرئيسي وراء المرض هو وراثيٌّ لحدٍ كبير.

وبناءاً على النتائج فإنّه يمكن القول بأنّ الوراثة تلعب دوراً كبيراً في تطور المرض، حيث أنّ مايقارب 74-98% من حالات التوحد تُعزى الى الجينات. وبالرغم انَّ العلماء لم يستطيعوا تحديد الجينات المسؤولة عن المرض لكنهم يجمعون على أنَّ الجينات المسؤولة قد تكون عشرات أو ربما مئات الجينات.

"إنَّ نتائج هذه الدراسة تشير الى انَّ تأثير العوامل البيئية في حدوث المرض أقل من تأثير العوامل الوراثية، وهي نتيجة مهمة لأن الكثير من الأهالي قلقون بشكل كبير ويتسائلون اذا كان التلوث البيئي هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى إصابة أطفالهم بمرض التوحّد". هذا ما قالته مؤلفة الدراسة الدكتورة فرانشيسكا هوب، وأضافت: "إنَّ زيادة وتحسن التشخيص لهذا المرض يعتمد بشكل كبير على زيادة الوعي به وبأسبابه".

المصدر:

هنا

هنا

هنا