التاريخ وعلم الآثار > تاريخ العلوم والاختراعات

عبقرية الحضارة البشرية تتلخص في اختراعاتٍ عشر ... الطباعة

نستطيع أن نعرَف آلة الطباعة بأنها الجهاز الذي ينقل الحروف و الصور إلى الأوراق عن طريق الاتصال مع مختلف أشكال السطوح و يستخدم الجهاز لطباعة عدة نسخ من النص على الورق .

اعتمدت عملية النسخ قبل اختراع الطباعة على الشكل اليدوي الامر الذي تتطلب جهداً كبيراً و استغرق عدة سنوات .و قد اسُتخدمت عملية نحت الخشب في طباعة الكتب و الاستخدامات الكنسيّة،و في هذه العملية يقوم الحرفي بقص الخلفية و ترك المنطقة المراد طباعتها ناتئة على الخشب ،طبقت هذه العملية على كل من النص و الرسوم التوضيحية و استغرقت وقتاً طويلاً للغاية ،عندما يتم الانتهاء من الصفحة - غالبا تضم الصفحة عددا من الكتل معا- يتمّ تحبيرها ثم يضغط عليها بقطعة من الورق من أجل الحصول على النسخة المطبوعة و لكن تفاعل الخشب مع عناصر الطبيعة منح هذه الكتل عمراً قصيراً .

عُرفت الطّباعة المتحركة في الشّرق الأقصى لكنّها لم تحل محل الطباعة التي تستخدم كتلاً خشبيةً منحوتةً بشكل فرديّ، إذ كانت هذه العمليات أكثر كفاءة بكثير من النسخ اليدوي. اخترع بي شنغ الطباعة المتحركة في عام 1041 م في الصين. و لأن هناك الآلاف من الحروف الصينية، لم يبدُ النفع من هذه التقنية واضحاً كما هو الحال في اللغات الأوروبية.

و الحقيقة أنه لم يكن يوجد في الصين نصوص مماثلة للكتاب المقدس التي يمكن أن تضمن عودة الربح على استثمار رأس المال العالي في المطبعة، ولهذا كان استخدام الكتل الخشبية هو الشكل الأساسي للطباعة الأمر الذي كان يعد أكثر ملائمة لطباعة النصوص قصيرة الأمد و التي لم يكن من المؤكد ما إذا كانت ستعود بالربح لدور الطباعة.

لم يكن من الواضح معرفة غوتنبرغ بهذه التقنيات أو أنه اخترعها بشكل مستقل، بالرغم من أن الافتراض الأول يعتبر غير محتمل بسبب وجود اختلافات جوهريّة في الأسلوب حيث استخدم الأوروبيون فن النقش على الخشب لإنتاج الكتب.

بدأ الألماني غوتنبرغ تجريب الطباعة المعدنية (طباعة الحروف) بعد انتقاله من مسقط رأسه ماينز إلى ستراسبورغ حوالي عام 1430. آخذاً بالحسبان أن الطباعة بالكتلة الخشبية يستهلك الكثير من الوقت و الجهد و النفقات من أجل إعادة الإنتاج ، لأنه كان لا بد من نحته يدويّاً . خَلُصَ غوتنبرغ إلى أن الطباعة باستخدام المعدن يمكن استنساخها على نحو أسرع بكثير بمجرد تصميم قالب واحد.

عندما بدأ يوهانس غوتنبرغ بناء مطبعته في 1436عام ، لم يكن يدرك أنه كان يقوم بولادة شكل من أشكال الفن الأمر الذي من شأنه أن يأخذ مركز الصدارة في الثورات الاجتماعية والصناعية التي تلت. كانت مطبعته خشبية، و يعد الجانب الأكثر أهمية لاختراعه أنه كان أول من أنشأ شكل من أشكال الطباعة الذي يعمل بالنوع المتحرك.

تكللت عبقرية الألماني يوهانس غوتنبرغ عام 1440 بنجاحه في اختراع أول طريقة للطباعة و بقيت الوسيلة الرئيسية للطباعة حتى آواخر القرن العشرين. فاستخدم في طابعته قوالب معدنية، سبائك، صحف خاصة و أحبار تعتمد على الزيت مما سمح و لأول مرة في انتاج كميات كبيرة من الكتب المطبوعة. و هكذا تم تسجيل اختراع الطابعة باسم المخترع الألماني يوهانس غوتنبرغ في منتصف القرن الخامس عشر كوسيلة ميكانيكية لصنع الكتب، وكان هذا أول مثال على إنتاج الكتب بأعداد كبيرة.

أهم المعالم :

كتاب "دياموند سوترا"-كتاب بوذي- و كان اول مثال مؤرخ للطباعة عام 888

اخترع بي شنغ في الصين الطباعة المتحركة بالصلصال عام 1041

استخدم الأوروبيون فن النّقش على الخشب لإنتاج الكتب عام 1423

أنهى غوتنبرغ صنع طابعته الخشبية التي تستخدم المعدن المتحرك عام 1440

عاد غوتنبرغ إلى ماينز و فتح متجر طباعة عام 1444

طبع غوتنبرغ "قصيدة من يوم القيامة"عام 1446

عام 1448 طبع غوتنبرغ "التقويم لـ 1448"

شكّل غوتنبرغ شراكة مع الثّري يوهان فوست عام 1450

بدأ غوتنبرغ العمل على الكتاب المقدس، النسخة الأولى كانت 40 سطراً في كل صفحة عام 1450

بدأ غوتنبرغ طباعة الإنجيل المكون من 42 سطراً لكل صفحة في مجلدين عام 1452

أنجز غوتنبرغ العمل نسبةً إلى ما تشير التقديرات على 200 نسخة من الكتاب المقدس عام 1455

أفلس غوتنبرغ إفلاس شديد مما جعل المستثمر يوهان فاوست يسيطر على تجارة الطباعة عام 1455

أول طباعة ملونة معروفة لسفر المزامير (مجموعة من المزامير للاستخدام الديني) لـ فاوست عام 1457

استطاع غوتنبرغ إعادة تأسيس نفسه في مجال تجارة الطباعة بعد مساعدة من كونراد هومري عام 1460

أنشأ وليام كاكستون أول مطبعة له في وستمنستر، انكلترا عام 1476

أنشئت دور للطباعة في أكثر من 2500 مدينة في جميع أنحاء أوروبا عام 1499

يقدر عدد الكتب المطبوعة بـ15 مليون كتاب تمثل ثلاثين ألف عنواناً مختلفاً عام 1499

و هكذا يعود الفضل للمخترع الألماني يوهانس غوتنبرغ في بلورة هذا الاختراع و نشر حضارات العالم بلغات شتى و العمل فيما بعد على تطويرها عبر الأجيال اللاحقة .

المصادر:

هنا

هنا