الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

طنين الأذن

طنين الأذن Tinnitus هو مصطلح يصف أي صوتٍ يمكن للشخص سماعه من داخل الجسم بدون وجود مصدرٍ خارجي للصوت، ويكون هذا الصوت على شكل ضجيج أو طنين بإحدى الأذنين أو كليهما.

ويعتبر طنين الأذن من المشاكل الشائعة حيث يصيب 1 من كل 5 أشخاص. ولا يعتبر طنين الأذن مرضاً بحدِّ ذاته فهو عرضٌ للعديد من الأمراض كفقدان السمع التدريجي بسبب التقدم بالعمر أو إصابات الأذن أو الاضطرابات الدموية. وعلى الرغم من أن هذا العرض مزعج جداً للمريض فإنه غالباً لا يشير إلى شيء خطير، ومن الممكن أن يتفاقم الطنين مع التقدم السن إلا أنه من الممكن أيضاً أن يخفَّ مع العلاج عند كثيرٍ من الناس.

ما هو سبب هذه الأصوات المزعجة؟

ينشأ السمع في الحالة الطبيعية عن طريق التعاون بين الأذن والدماغ، حيث تستقبل الأذن الموجات الصوتية من الخارج وتمر هذه الموجات من الأذن الخارجية للأذن الوسطى التي تحتوي على عظيماتٍ صغيرةٍ تقوم بدورها بإيصال هذه الاهتزازات إلى الأذن الداخلية حيث توجد القوقعة، وهي أنبوبٌ حلزونيٌّ مملوءٌ بسائل يقوم بنقل الاهتزازات إلى آلاف الخلايا المُشعَّرة الحسَّاسة التي تقوم بتحويل الموجة الصوتية إلى إشارةٍ كهربائيةٍ تنتقل للدماغ عن طريق العصب السمعي ليقوم الدماغ بدوره بمعالجتها وفهم الصوت.

رسم توضيحي لتفاصيل الأذن

من الصعب في كثيرٍ من الحالات تحديد سبب الطنين، ويُعدُّ تلف الأذن الداخلية واحداً من أهم هذه الأسباب،

ففي حالة تلف جزءٍ من القوقعة فإن هذا الجزء سيتوقف عن إرسال الإشارات إلى مناطق معينة من الدماغ. وستعمل هذه المناطق من الدماغ على البحث عن إشاراتٍ من أجزاء القوقعة الأخرى التي ما زالت تعمل، ويقوم الدماغ بدوره بتضخيم هذه الإشارات مما يسبب سماع الطنين.

ومن أهم أسباب الطنين الأخرى:

● فقدان السمع التدريجي المرتبط بتقدم العمر :presbycusis غالباً ما يضعف السمع تدريجياً مع التقدم بالعمر، ويلاحظ عادةً بعد عمر ال60ومن الممكن أن يترافق ذلك بطنينٍ في الأذن.

● التعرُّض المستمر للضوضاء العالية كأجهزة الموسيقى الضخمة وأصوات الأسلحة النارية الثقيلة، وتُعتبَر الضوضاء العالية مرتبطةً بفقدان السمع التدريجي، وقد يشمل ذلك أيضاً أجهزة الموسيقى المحمولة كمشغل الMp3 والIpods وذلك في حالة الاستماع للموسيقى بصوت عالٍ ولمدة طويلة. وقد يؤدي التعرُّض المؤقت لأصواتٍ عاليةٍ جداً كالحفلات الصاخبة إلى طنينٍ مؤقتٍ يذهب بعد مدة من الزمن، ولكن إذا استمر هذا التعرُّض لمدةٍ طويلةٍ فقد يؤدي إلى طنينٍ دائم.

● تراكم شمع الأذن: يحمي شمع الأذن قناة الأذن ويمنع تراكم الأوساخ ونمو البكتيريا. ولكن عندما يتراكم الكثير من الشمع في الأذن، يصبح من الصعب جدا أن يخرج بشكلٍ طبيعي، مما يسبب ضعف السمع أو تهيج طبلة الأذن والذي يؤدي بدوره إلى الطنين.

● التغيرات في عظام الأذن: يؤثر تصلُّب عظام الأذن الوسطىOtosclerosis )) على السمع وقد يسبب الطنين، وتميل هذه الحالة لأن تكون وراثية.

● ارتفاع ضغط الدم بالإضافة للكحول والإجهاد والكافيين وهو ما يجعل طنين الأذن أكثر وضوحاً.

● مرض مينيير: Meniere قد يكون الطنين مؤشراً مبكراً لمرض مينيير، وهو من اضطرابات الأذن الداخلية، وينجم عن التغير غير الطبيعي في ضغط سائل الأذن الداخلية.

● هناك بعض الأدوية التي من الممكن أن تؤدي لطنين الأذن كبعض المضادات الحيوية وأدوية السرطان وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب والأسبرين بالجرعات العالية.

● اضطرابات المفصل الفكي الصدغي : TJM وهو مفصل على كل جانب من رأسك أمام أذنيك، حيث يلتقي عظم الفك السفلي بالجمجمة، وتؤدي المشاكل في هذا المفصل لحدوث طنينٍ في الأذن.

وهناك العديد من الأسباب الأخرى والتي قد تسبب طنين الأذن ومنها: إصابة الرأس والرقبة نتيجة لحادث ما، أورام العصب السمعي، اضطرابات الأوعية الدموية، أورام الرأس والرقبة.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالطنين؟

قد يعاني أي شخصٍ من الطنين ولكن بعض الأسباب قد تزيد من هذا الخطر ومنها:

● التعرُّض المستمر للضجيج.

● التقدم بالعمر.

● الفئة الجنسية: فالرجال أكثر عرضةً للإصابة بالطنين من النساء.

● التدخين.

● أمراض القلب والأوعية كارتفاع ضغط الدم والتصلب العصيدي.

الأعراض والمضاعفات:

يتضمن طنين الأذن سماع أصوات مزعجةٍ داخل الأذن بدون وجود مصدرٍ خارجي لهذه الأصوات. وقد تختلف درجة الطنين من حفيفٍ بسيطٍ إلى صريرٍ عالٍ ومزعج، وقد يكون الطنين في إحدى الأذنين أو كليهما، وفي بعض الأحيان قد يكون الطنين قوياً لدرجة التأثير على التركيز وسماع الأصوات الحقيقية.

وللطنين نوعان:

الطنين الشخصي Subjective :وهو الأكثر شيوعاً حيث يسمعه الشخص المصاب فقط، وقد يكون سببه أذنياً (مشكلة بالأذن) أو عصبياً ( مشكلة بالعصب السمعي أو المناطق الدماغية المسؤولة عن السمع).

الطنين الموضوعي Objective: وهو نوع نادر من طنين الأذن حيث يكون الطبيب قادراً على سماع صوت الطنين أثناء الفحص السريري. وقد يحدث بسبب مشكلة بالأوعية الدموية أو بعظام الأذن الداخلية.

ويمكن للطنين أن يؤثر على الحياة الشخصية بشكلٍ مزعجٍ_خصوصاً إذا ما تعارض مع المهمات اليومية_

حيث من الممكن أن يؤدي للإرهاق والتعب والأرق والاكتئاب وصعوبة التركيز ومشاكل الذاكرة والقلق وسرعة الانفعال.

هل من علاج؟؟؟

.غالباً لا يمكن معالجة طنين الأذن بدون معرفة المرض الرئيسي المسبب للطنين. لذلك فإن أول ما يفعله الطبيب هو تحديد المسبب الأساسي للطنين من الأسباب التي سبق ذكرها. أما في الحالات العامة فقد يلجأ الطبيب إلى الإجراءات المساعدة التي من شأنها تخفيض الطنين كتنظيف الأذن من الشمع وعلاج مشاكل الأوعية الدموية.

وقد يوصي الطبيب بإيقاف الدواء المستخدم أو تغييره عندما يظن أنه يسبب الطنين.

وقد يستخدم الطبيب بعض الأجهزة الإلكترونية والتقنيات للتخلص من أو تخفيض الطنين ومنها:

:white noise machine *وهو جهاز يقوم بإنتاج محاكاة لأصوات الطبيعة كصوت الأمواج والمطر أو الرياح أو العصافير للتغطية على صوت الطنين الداخلي. وغالباً ما تكون هذه الطريقة فعالةً في تغطية صوت الطنين والمساعدة على الاسترخاء والنوم. وقد يقوم مكيف الهواء أو المروحة داخل غرف النوم بنفس الدور.

*المعينات السمعية: وتستعمل بالخاصة عند من يعانون من نقص السمع المترافق مع الطنين.

*أجهزة التقنيع:Masking وهي أجهزة على غرار سماعات الأذن تقوم بتوليد أصوت مستمرة ومنخفضة لتطغى على أصوات الطنين.

أما الأدوية فهي غير قادرةٍ على معالجة وإزالة الطنين كعرض ما لم يتم علاج المسبب الرئيسي ولكن في بعض الحالات قد تكون بعض الأدوية مفيدة في التقليل من شدة الأعراض والمضاعفات المرافقة ومنها :

● مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة: وقد أبدت بعض النجاح عند استخدامها، ولكن يُحتفَظ بهذه المعالجة للحالات الشديدة فقط نظراً للتأثيرات الجانبية العديدة لهذه الأدوية (جفاف الفم، الإمساك، تشوش الرؤية، المشاكل القلبية).

● بعض أنواع المهدئات قد تخفف من الطنين ولكن لها تأثيراتها الجانبية الخطيرة وقد تسبب الإدمان.

من الضروري جداً استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لمعالجة الطنين.

ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأدلة على نجاح بعض علاجات الطب البديل في التخلص من الطنين ومنها: الوخز بالإبر ،التنويم المغناطيسي، بعض المكملات الغذائية كالزنك- فيتامينات B-Ginkgo biloba.

وفي النهاية ننصح كل من يعاني من طنين الأذن ببعض الأشياء التي قد تساعد على تخفيف الأعراض والمضاعفات في الحياة اليومية:

● تجنب المثيرات المحتملة لطنين الأذن كالكافيين والنيكوتين والأصوات العالية.

● تقنيع أو تغطية صوت الطنين وذلك من خلال أي صوتٍ خفيفٍ كالراديو أو المروحة أو الموسيقى الهادئة التي من شأنها أن تغطي على صوت الطنين.

● الاسترخاء وممارسة الرياضة وتجنب التوتر والإجهاد.

● الحد من استهلاك الكحول التي من شأنها زيادة طنين الأذن، فالكحول يسبب توسُّع الأوعية الدموية والذي يزيد بدوره من تدفق الدم إلى منطقة الأذن الداخلية.

ولكن إذا أصبح طنين الأذن عائقاً مزعجاً لحياتك اليومية ومانعاً من النوم والاسترخاء فيُنصح بزيارة الطبيب المختص لتحديد السبب والعلاج المناسب.

تعديل الصورة داخل المقال:

رامز

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصادر الصور :

gettyimages

wikimedia commons