علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

أسئلة وأجوبة عن جنسانية الإنسان.

بحسب المعيار التقليدي لتطور حياتنا الجنسية، فإنه على الرجل القيام بتوفير خدماته ومستلزمات الحياة اليومية مقابل ولاء المرأة الجنسي. ولكن هل ما زال هذا النموذج صحيحاً استناداً إلى فهمنا المعاصر؟

يقوم كل من كريستوفر رايان مؤلف كتاب الجنس عند الفجر وكاسيلدا جيثا بقلب المعطيات والدراسات بحثاً عن جواب لهذا السؤال: يشرح رايان أن أنماط حياتنا الجنسية وتوزيع الأدوار الجنسية هي امتداد لنماذج مستوحاة من الحياة الزراعية- تؤثر وتتأثر بها. فيما تمثل مرحلة الحياة الزراعية 5 بالمئة من تاريخنا الإنساني أما في 95 بالمئة المتبقية من تاريخنا فقد كانت حياتنا الجنسية وسيلة لبناء شبكات اجتماعية معقدة ومرنة بآن لخدمة مصالح أسلافنا.

في مرحلة الجمع والالتقاط كانت العلاقات الجنسية مرنة بين أعضاء الجماعات في نظام أكثر مرونة من النظام الفيكتوري المحافظ الذي نألفه في يومنا هذا. إذ تناهض مجتمعات معاصرة عدة الخرافات الجنسية التقليدية. يقول رايان: "آمل أن يقودنا الفهم المعاصر للحياة الجنسية إلى تسامح أكبر مع أنفسنا ومع الآخرين وإلى احترام أكبر للعلاقات الجنسية غير التقليدية كالمثلية الجنسية". يضيف رايان: "نحتاج جميعا ان نعترف بهوياتنا الجنسية، هذه مهمتنا جميعاً و ليست واجباً على المثليين فقط".

فيما يلي خلاصة مجموعة من الأبحاث غير التقليدية فيما يتعلق بحياتنا الجنسية:

-

السؤال الأول: هل تختلف الدوافع الجنسيًة عند الرجال والنساء؟

تحدثت مقالة حديثة للنيويورك تايمز عن دراسة تحليلية قامت بها جامعة ويسكونسين لـ 800 دراسة تناولت العادات الجنسية في الـ 15 سنة الماضية.

النتائج: وجد الباحثون أن التفاوت الفطري في الدافعية الجنسية أمر خاضع للنقاش، إذ تقترح الدراسة أن الأدلة الإحصائية التي يستخدمها علماء النفس التطوري لإثبات الفروق الفطرية بين الجنسية -منها عدد الشركاء الجنسيين أو معدل ممارسة العادة السرية- تتأثر بالثقافة بشكل كبير.

ما يعرفه العلماء حقاً هو أن التفاوت في الرغبة الجنسية بين الرجال و النساء موجود بالفعل، على الأقل بعد استمرار العلاقة بين الشريكين فترة من الزمن. إذ تنخفض بعدها رغبة المرأة الجنسية كنتيجة خاصة بالعلاقة الأحادية.

- السؤال الثاني: أيهما يسبق الآخر، الشهوة أم الاستثارة الجنسية الجسدية؟

في دراسة أجريت في العام 2004، نشرت نتائجها في نيويورك تايمز، قام كل من ايلين لان وستيفاني بوث ومارك سبيرينغ من جامعة أمستردام بدراسة ردات فعل المشاركين بالدراسة على صور ذات دلالة جنسية، دلت النتائج فيها أننا نستجيب جسدياً للصور ذات الدلالات الجنسية العالية قبل أن يبدأ عقلنا بالاستجابة لها. بمعنى آخر لا تسبق الرغبة الشهوة، وإنما العكس هو الصحيح وإن كنا لا نلاحظ ذلك في معظم الاحيان.

- السؤال الثالث: هل يستجيب النساء والرجال بشكل مختلف للصور ذات المحتوى الجنسي؟

نشر في مقالة النيويورك تايمز السابقة دراسة لجامعة ايموري تابع فيها الباحثون حركة عيون المشاركين ونشاط أدمغتهم أثناء مشاهدتهم لصور جنسية. النتيجة: لم يكن للنساء والرجال نفس ردة الفعل، إلا أن ردات فعلهم لم تكن متوقعة. إذ نظر الرجال إلى الوجوه في الصور أكثر مما فعلت النساء. وأشاح كلاهما بنظره عن الصور القريبة من الأعضاء الجنسية. اعتمد النشاط الدماغي على الجنس اذا لوحظ لدى الرجال نشاط أعلى في منطقة اللوزة في الدماغ منه لدى النساء.

- السؤال الرابع: هل تؤثر الجغرافيا على شكل الجسد الذي نفضله و ننجذب اليه؟

كُتب الكثير عن أثر الثقافة والإعلام على معايير الجمال الجسدي، وقد قام مشروع الجسد العالمي مؤخراً باستفتاء آراء 70434 مشارك حول العالم بحثاً عن العوامل الأساسية المؤثرة في صورة الجسد المثالي. وقد وجد الباحثون أن المشاركين من ذوي الحالة الاقتصادية والاجتماعية المتدنية كانوا أكثر ميلاً للإعجاب بالجسد الممتلئ. فيما فضل ذوو الحالة الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة الأجساد النحيلة. قد يرجع السبب إلى أن الوزن الزائد يعد مؤشراً للحالة الاجتماعية المرتفعة عندما تكون مصادر الدخل محدودة. ولكن لا يجب أن نستخف بأثر الإعلام أيضاً، إذ تظهر النتائج أن تفضيل الأجساد النحيلة مرتبط دائماً بالحالة المادية و الاجتماعية حول العالم على اختلاف المناطق الجغرافية، مما يؤكد حاجتنا إلى لفت انتباه العالم أجمع إلى هذا النوع من التحيز.

- السؤال الخامس: هل تعد الثنائية الجنسية ميلا جنسياً مستقلاً؟ أهي حالة مؤقتة أم امتداد للطيف الجنسي الواسع الذي نعيشه؟ في دراسة قامت بها ليزا دايموند في جامعة يوتاه في عام 2008 درست من خلالها على امتداد عقد كامل من الزمن 70 امرأة يندرجن تحت 3 فئات (المثلية الجنسية، الثنائية الجنسية، ميول جنسية غير محددة). كان على العينة توثيق هوياتهن الجنسية وإعجابهن وسلوكاتهن وعلاقاتهن الاجتماعية والعائلية 5 مرات خلال فترة الدراسة.

استناداً إلى نتائج دراسة دايموند فإن الثنائية الجنسية ليست مرحلة انتقالية لنساء في طريقهن إلى المثلية الجنسية، وليست مرحلة تجريبية لذوي الميول الجنسية الغيرية أيضاً. تدعم هذه النتائج كون الثنائية الجنسية نمطٌ مستقلٌ ثابتٌ من الإعجاب بكلا الجنسين. ويتوقف اختيار علاقة مع أحد الجنسين دون الآخر على عوامل شخصية وموقفية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

Understanding Human Sexuality 4th Edition cover.