الطب > مقالات طبية

اتّباع الطرق التقليدية في غسيل اﻻطباق يقلل من تعرض الأطفال للحساسية

تقترح دراسةٌ جديدة أنّ غسل الأطباق بالطرق التقليدية –يدوياً- قد يساعد على الحد من أحد أهم مشاكل العصر الحديث والتي هي ارتفاع معدلات الحساسية لدى الأطفال. حيث قال الدكتور بيل هيسيلمر (أخصائي حساسية في جامعة غوتنبرغ في قسم الأطفال): "عندما يعيش الأطفال في منازل يتم فيها غسل الأطباق يدوياً، ستنخفض احتمالات إصابتهم بالحساسية بنسبة 40% تقريباً مقارنةً بالأطفال الذين يعيشون في منازل تستخدم غسالة الأطباق الآلية".

إنّ الغسل اليدوي للأطباق لا يمكننا من تنظيفها بشكلٍ تام وكامل، حيث تبقى البكتيريا ملتصقةً بأسطح الأطباق المغسولة يدوياً، في حين أنّ الغسالة الآلية تترك وراءها عدداً أقل من الميكروبات والبكتريا. وهذا أمرٌ جيد في نظرنا لأنه يساعد على تعزيز كفاءة الجهاز المناعي لدى الأطفال وتنشيطه وبالتالي يساعد في الحماية من الحساسية.

وهذا ما أكده الباحثون في دراستهم التي نشرت على الانترنت في 23 شباط (فبراير) في مجلة طب الأطفال تحت الفكرة المعروفة باسم "الفرضية الصحية"، حيث يعتقد بعض الباحثين في مجال الصحة أنّ زيادة التعرض للجراثيم أثناء فترات الحياة المبكرة قد تحفز الجهاز المناعي للطفل، بشرط ألا تكون مسببةً لأمراض قاتلة، وأنّ هذا التحفيز قد يساعد على التقليل من خطر تطور الحساسية لدى الطفل.

كما أشار الدكتور هيسيلمر إلى أنّ عادة غسل الأطباق يدوياً ترتبط بعوامل أخرى ذات صلة بنمط الحياة، وأهمها الدخل المنخفض والسكن في الأماكن المزدحمة وغيرها من العوامل والتي تسهم في زيادة التعرض للبكتريا.

كما وجد الباحثون عوامل أخرى مرتبطة مع الحساسيات الأقل لدى الأطفال، مثال على ذلك من يعيشون في مزرعة أثناء مراحل الطفولة المبكرة، عدد الأقارب، النشأة في البلدان النامية والولادات الطبيعية.

ولكن في الدراسة الجديدة أراد العلماء معرفة فيما إذا كانت العادات اليومية التي تتبعها الأسرة تملك تأثيراً على ارتفاع معدلات الحساسية في مرحلة الطفولة المبكرة.

أجرى الباحثون الدراسة على قرابة 1000 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و8 أعوام في منطقتين مختلفتين من السويد، أعطى الأهل معلومات عما إذا كان ابنهم يعاني من الأكزيما، الربو أو اي من الحساسيات الموسمية. كما طلب من الآهل معرفة طريقة غسل الأطباق المعتمدة لديهم، فكانت نتائج الدراسة تشير إلى أنّ الحساسية أقل لدى الأطفال الذين يعيشون في منازل تعتمد غسل الأطباق يدوياً.

هذه النتائج كانت صحيحة حتى بعد أن أخذ الباحثون تاريخ الحساسية لدى الآباء بعين الاعتبار، الرعاية اليومية، وفيما إذا كانت الأسرة تمتلك حيوانات أليفة أم لا، فجميع هذه العوامل يمكن أن تؤثر على خطر الحساسية لدى الطفل.

علق اثنين من الأطباء من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو على نتائج الدراسة بأن النتائج مثيرة للاهتمام، لكنه من السابق للأوان وضعها موضع الاستخدام العملي. فقد أشاروا إلى أنّ أحد عيوب هذه الدراسة وفقاً للفرضية الصحية هو أن التعرض للبكتيريا والجراثيم في الحياة المبكرة للطفل أي قبل أن يبلغ من العمر 6 أشهر له تأثير كبير على الجهاز المناعي لمنع ظهور الحساسية. وأنّ الطفل الرضيع البالغ من العمر 6 أشهر سيكون تعرضه أقل بكثير للأطباق المغسولة يدوياً خاصة إذا كان يرضع طبيعياً.

وعلى الرغم من أنّ نتائج الدراسة كانت مثيرة للاهتمام إلا أنه من المبكر جداً أن نعتبر أن غسل الأطباق يدوياً من استراتيجيات الوقاية من الحساسية. فهنالك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم خيارات أنماط الحياة المختلفة كاستخدام غسالة الأطباق الآلية والتعرض الميكروبي للأطفال لتحديد فيما إذا كانت تؤثر بشكل فعلي على أمراض الحساسية.

المصادر:

هنا

هنا