علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

النشاط الجسدي في مواجهة روتين الراحة.

دائماً ما نتسائل عن السبب الحقيقي لامتناعنا عن ممارسة الرياضة، والحقيقة هي الرغبة في تجنب الصعوبات أو الشعور بالانزعاج.

فنحن غالباً ما نتذرع بحجة ضيق الوقت وكثرة المشاغل إلا أننا في نفس الوقت نعبر عن رغبتنا القوية بالالتزام بنمط حياة صحي ونجزم بأن الرياضة هي حتماً الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح. ولكن ألا ينم هذا الحديث الطويل عن شيء من التناقض؟ يبدو أن السبب يعود للمماطلة (Procrastination) المحفورة في نفسياتنا وترجيح الفوائد الآنية على الفوائد طويلة المدى.

تقول الدكتورة Sherry Pagoto- حاملة شهادة الدكتوراه في علم النفس السريري والأستاذة المساعدة في جامعة ماساشوستس- كلية الطب أنه لطالما أظهرت نظريات السلوك البشري أن كفة المشاعر الآنية التي تنتابنا أثر تجارب نعيشها تفوق كفة المكافآت التي قد نحصل عليها مستقبلاً جراء تكرار هذه التجارب- أي وبمعنى آخر من الصعب علينا القيام بشيء مزعج أو متعب حتى لو علمنا أن هذا الشيء سيعود علينا بنتائج جيدة فيما على المدى الطويل. فالرياضة لا شك أمر متعب يبعث على الضيق اذا ما قارناها بالحياة النموذجية التي نعيشها، فنحن نعيش في بيوت نضبط فيها درجة الحرارة كيفما نريد على مدار العام و نرتدي ثياب مريحة وننتعل أحذية مناسبة لحماية أقدامنا من الألم ونستحم بمياه تناسب حرارة أجسامنا.

فهل نمط الحياة هذا هو ما يجعلنا نضيق ذرعاً إذا ما قمنا بجهد عضلي؟ ربما القيام بالتمارين الرياضية ليس بالأمر المزعج على الإطلاق، إنما روتيننا اليومي هو ما يتسم بالراحة أكثر مما ينبغي. إليك عددا من الشكاوى التي يُمكن أن يتذرع بها البعض:

أكره التعرق، أكره الشعور بالحر الشديد، أكره الشعور بالبرد، أكره الشعور بانقطاع النفس، أكره عندما يتبعثر شعري وتفسد تصفيفة شعري، أكره آلام العضلات، أكره التقرحات وآلام المفاصل، أكره التبلل تحت المطر، أكره النهوض من الفراش للخروج في الليل المظلم والبارد

أكره الخروج مساءً عندما يكون الظلام حالك والبرد قارس، أكره الاتساخ، أكره ممارسة الرياضة أمام الآخرين في النادي الرياضي.

نعم، كل هذه الأشياء مزعجة بالفعل لكن العديد من الناس الذين كانوا يتذمرون من هذه الأمور أدركوا حقيقة أن ما يزعجك اليوم قد يغدو أمرا مألوفاً واعتيادياً مع الوقت- أي بعد احساسك بالانزعاج مراراً وتكراراً. اخرج لممارسة المشي تحت المطر دون مظلة، تبلل بالعرق، اتسخ بعض الشيء واشعر ببعض الألم، ولينقطع نفسك بعض الشيء.

فعند الاستمرار بالرياضة رغم هذه المنغصات سوف تشعر بأنك بالفعل حققت شيئا ما و الاستمرارية هي الخطوة الأهم في طريقك نحو حياة صحية ومنتجة بالإضافة لحمامك الساخن وثيابك الدافئة ومنزلك وسريرك، كل أسباب الراحة تلك ستكون موجودة دائما لكن فلتنسى أمرها بين الحين والآخر وستجد أن ذلك ليس بالأمر السيء كما تظن.

المصادر:

هنا

هنا