الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

أفضل 4 خطابات تحفيزية تم إلقاؤها في تيد

لا بد و أن تكونوا قد سمعتم من قبل ذلك الخطاب المبتذل الذي يقول: " الفشل ليس خياراً متاحاً". بشكل عام، لا يعتبر القسم الأكبر منا الفشل خياراً، أو فلنقل إنه ليس بالأمر الذي قد نرغب باختياره. و لكن إذا أردنا أن نكون واقعيين بعض الشيء فالفشل ليس بالأمر الذي يمكننا تجنبه دائماً، فجميعنا سيتعرض للفشل في مرحلة أو أخرى من حياته، و خاصة في بداية مزاولتنا لأمر ما، حيث أن نصف المشروعات الجديدة تفشل قبل أن تُتم خمس سنوات من عمرها.

إذا كان الفشل أمراً لابد منه فما هو الحل؟ هل نستسلم للفشل و من ثم نبكي فشلنا و ننتظر حدوث معجزة ما؟ لابد لنا من أن نداوي جراحنا و ننهض من جديد، و سنقدم في هذا المقال أربعة من أفضل الخطابات التحفيزية التي ألقيت في مؤتمر تيد، و التي تتحدث عن النهوض من الفشل و تحويل ظلمته إلى نور يساعدنا في التعافي استعداداً للنهوض و الانقضاض على النجاح .

1- كاثرين شولتز : أن تكون مخطئاً

تعتاش كاثرين شولتز مؤلفة كتاب " أن تكون مخطئاً، مغامرات ضمن هامش الخطأ " (1) من البحث في الأخطاء و ارتكابها و الوقوع فيها، فهي تصف نفسها كـ "عالمة مختصة بالأخطاء"، و بالتأكيد نحن لا نمزح هنا على الإطلاق، تخبرنا كاثرين التي عملت كصحفية لفترة طويلة من الزمن و كمحررة في مجلة غريست الالكترونية أنه يجب علينا التوقف عن توجيه اللوم لأنفسنا عندما نرتكب الأخطاء، فنحن لسنا معصومين عن الخطأ. و بدلاً من ذلك يتوجب علينا الاعتراف بأننا قد أخطأنا و تقبل ذلك.

تبين لنا كاثرين أن مواجهة الأمور غير المتوقعة و السقوط و ارتكاب الأخطاء هي أشياء تحدث بشكل متكرر في الحياة، فتقول:"إنها الحياة!". يكمن الخبر السيئ في أننا غير قادرين على الهروب من مشاكلنا و فشلنا، أما الخبر الجيد فيقول: إن التعامل مع أخطائنا و مواجهتها سوف يدفعنا للإتيان بأفكار و استراتيجيات جديدة قد تنجح أو تفشل.

2- لاري سميت : لم عليك أن تفشل لتحصل على حياة مهنية عظيمة !؟

"لست ذكياً أو محظوظاً بالقدر الكافي. لست من النوع الذي يبالغ بالاهتمام بما أقوم به، لست عبقرياً كستيف جوبز، لست إلا مجرد إنسان تقليدي غير شغوف بالمرة، و فوق ذلك كله لدي أطفال و عندي الكثير مما يشغلني و يبعدني عن طريق العظمة و النجاح".

هذه ليست إلا عينة من المبررات الشائعة التي قد يسوقها الناس لتبرير شعورهم بالخوف و القلق حيال مستقبل حياتهم المهنية. لكن عالم الاقتصاد الكندي لاري سميث يخبرنا بأن المفارقة تكمن في أن خوف الناس من الفشل في حياتهم المهنية هو ما قد يتسبب في فشلهم فيها .

و في خطابه الذي ألقاه في تيد يطلب منا سميث أن نواجه مخاوفنا، و أن ننسى كل ما يتعلق بالفشل و أن نسعى للوصول إلى حياة مهنية عظيمة. كما يضرب سميت مثلاً عن أب يثني طفله عن السير في الطريق الذي يحلم به وهو أن يصبح ساحراً عندما يكبر قائلاًً: "ماذا لو لم تنجح في هذه المهنة؟ ماذا لو فشلت؟ ماذا لو لم تجن ما يكفي من النقود!؟ ". مغزى خطاب سميث هو: أبعد كل الأسئلة التي تتضمن "ماذا لو"، و إياك أن تسمح للخوف بأن يمنعك من إدراك قدراتك و السير في الطريق الذي تحلم به .

3- سارة لويس : احتضن النجاح الوشيك

إن الاعتقاد بأن كل ما سننجزه سيتحول إلى تحفة فنية رائعة ليس إلا ضرباً من الخيال، و خاصة عند بداية ممارستنا لأمر ما، تلك هي الحقيقة المرة.

تحدثت مؤرخة الفن و الناقدة سارة لويس في خطابها عن فوائد تلك اللحظات التي نكون فيها قريبين من النجاح و لكننا لم ننجح بعد، و هي تدعو تلك اللحظات بـ "النجاح الوشيك". كما ترى خريجة هارفارد و عضو كلية ييل أن اقترابنا من الفشل أمر ضروري بشكل كبير في طريقنا للنجاح. ذلك أن فشلنا في بلوغ أهدافنا سوف يدفعنا لتحسين خططنا و تقويتها لتجاوز المشاكل التي تواجهنا، و لكن إياك و الاستسلام!

حيث تقول سارة لويس: "إن ما يمنحنا الزخم لنستمر هو إدراكنا لقيمة النجاح الوشيك، يدفعنا النجاح الوشيك للتركيز على ما يجب علينا فعله لمجابهة المصاعب التي نواجهها".

4- إليزابيث جيلبرت : النجاح و الفشل و الحافز على مواصلة الإبداع

رفض الكثير من الناشرين مذكرات النادلة إليزابيث جيلبرت التي تحمل عنوان " طعام، صلاة، حب " (2) لما يقرب من ست سنوات، و عندما نشر كتابها أخيراً، لم يمض الكثير من الوقت حتى تحدثت عنه أوبرا وينفري، و من ثم أصبح هذا الكتاب حديثاً يجري على كل لسان، كما غزا الكتاب السينما ليتحول إلى فيلم أصبح من أنجح الأفلام على مستوى شباك التذاكر حول العالم.

حققت إليزابيث نجاحاً باهراً، و ثمة مطالبات كثيرة بأن تعاود الكتابة من جديد، و في خطابها الذي ألقته في تيد أوضحت إليزابيث جيلبرت بأن الأمر كان مرهقاً و قد راودتها فكرة الانسحاب قبل أن تصل لهدفها لكنها لم تفعل ذلك فتقول: "كنت على يقين بأن ما يتوجب علي فعله هو البحث عن مصدر إلهام كي أبدأ بكتابة كتابي التالي بغض النظر عن النتائج السلبية التي لا مفر منها". و من ثم قامت بوضع كتابها الثاني و تعرضت للفشل من جديد لكنها لم تستلم.

تقول جيلبرت: "إنني أقوم بتأليف كتاب آخر الآن، و سوف أباشر بوضع كتاب آخر عندما أنتهي من الحالي، و سوف أستمر في ذلك، و إنني أعلم بأن بعض هذه الكتب سوف ينجح و بعضها الآخر سوف يفشل".

و توجه إليزابيث نصيحة للقراء و المستمعين قائلة: "لا يهم عدد المرات التي تسقط فيها، أبعد عنك كل ما قد يبقيك في الأسفل و انهض كل مرة من جديد".

------------------------------------------------------------------------------------------------

Being Wrong: Adventures in the Margin of Error (Ecco, 2011) (1)

Eat, Pray, Love (Penguin Books, 2007)(2)

المصدر:

هنا

مصادر الصورة:

- هنا...

Photograph: Michael Polito

هنا

هنا

هنا

Photo credit: Wayne Hsu, Imprint Publications