الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال

تحضير معدة الرضيع للطعام الصلب، فائدة جديدة للإرضاع الطبيعي!

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعتبر لحظة الولادة نقطةَ بدايةٍ لعلاقة طويلة الأمد بين الرضيع وملياراتِ الجراثيم التي سوف تستعمرُ جهازه الهضمي، وفي هذا المجال وجدَ فريقٌ من الأطباء في جامعة UNC من خلالِ دراسةٍ أعدّوها ونشروها في مجلةِ Frontiers in Cellular and Infection Microbiology، أن النظامَ الغذائي للرضيعِ خلال الأشهر الأولى من حياته يمتلكُ تأثيراً عميقاً على تكوينِ وتنوّع واستقرار الفلورا المعوية لديه، ممّا يؤثّر لاحقاً في قابليةِ تحوّلِ الرضيع من الحليب السائل إلى الطعام الصلب، فضلاً عن امتلاكِ ذلك لبعضِ التأثيرات الصحية طويلة الأمد.

وقد توصّل الباحثون إلى نتيجةٍ مفادُها أن الرُّضّع الذين تغذوا على الرضاعةِ الطبيعية فقط تمتّعوا بمجتمعاتٍ جرثوميةٍ أكثرَ جهوزيةً لاستقبالِ الأطعمة الصلبة دون التسبّبِ بأي اضطراباتٍ في التعامل مع الطعام، في حين كان الانتقال للأطعمةِ الصلبةِ أكثرَ صعوبةً لدى الرُّضّع الذين لم تتعرّض الجراثيم الموجودةُ في قناتِهمِ الهضمية لحليبِ الأم كغذاءٍ حصريّ، وعانوا من معدّلاتٍ أعلى من أوجاعِ المعدة والمغص.

وتؤكد نتائج هذا البحث على الدورِ الكبير الذي تلعبه جراثيم الفلورا المعوية في عمليةِ الهضم ومحاربةِ الجراثيمِ الممرضة بالإضافةِ إلى العديدِ من الوظائف الأخرى. كما تُقدّم هذه الدراسة سبباً إضافياً للتقيد بتوصيات منظمة الصحة العالمية WHO، والتي تؤكد على أهميةِ تغذيةِ الرضيعِ خلال الأشهر الستةِ الأولى من حياتِهِ على حليب الأمِ فقط، خاصّةً وأنّ الباحثين توصّلوا إلى وجودِ تغيّرٍ في طبيعةِ جراثيم الفلورا المعوية عندَ تغذيةِ الرضيع على حليب الأطفال الصناعي حتى لو كان ذلك بالمشاركة مع الرضاعة الطبيعية. أي أنّ الاعتمادَ على الرضاعة الطبيعيةِ فقط يضمن انتقالاً آمناً وسلساً إلى الأطعمة الصلبة.

وبيّنَت نتائجُ هذه الدراسةِ أنّ فلورا الأمعاء كانت أقل تنوعاً لدى الرضع الذين تغذوا على حليب الأم فقط، وهَيْمَنَت عليها جراثيمُ Bifidobacterium والتي تعد من الأنواعِ الجرثوميةِ المفيدة لعمليةِ الهضم.

وبحسبِ الدراسةِ فإنّ الاختلاف في فلورا الأمعاء يؤثّرُ على قدرةِ الرضيع على هضمِ الطعام على المدى القصير، ومن المحتمل أن يكون لذلك أيضاً تأثيرٌ على صحتِهِ على المدى الطويل.

كما سلّطَت الدراسةُ الضوءَ حول الاختلافِ في طبيعةِ الفلورا المعوية لدى الرضع الذين يذهبون إلى دور الحضانة مع أولئك الذين يبقون في البيت، إذ أدّى تواجدُ الطفل في دور الحضانة يؤدي إلى امتلاكهِ لمجتمعاتٍ جرثوميةٍ أكثرَ تنوعاً عموماً. وعلى أيةِ حال، تبقى الحميةُ الغذائيةُ المتبعةُ خلال الفترةِ الأولى منن حياةِ الطفل الأكثرَ أهميةً في التأثيرِ على استجابة الفلورا المعوية لإدخال الأطعمة الصلبة.

المصدر:

هنا