الهندسة والآليات > مهندسون مبدعون

المهندس الذي أضاء أحياء مانيلا الفقيرة يتحدث إلى الباحثون السوريون

نمرُ في بلدنا وفي المنطقة بأحلك أيام حياتنا ليس بمضمونها فحسب بل بحرفيتها الكاملة من عدم وجود الكهرباء للإنارة أو لتشغيل أجهزة ليس بمقدورنا الاستغناء عنها. لكن قبل أن نبحث عن الحل التقني يجب أن نذهب إلى وعي المستهلك وأن نقنعه بأن يكون مهندساً!!؛ أن يؤمن حاجته من الطاقة المتجددة وأن يستخدم ثورة المصادر المفتوحة التي أصبحت بين أيدينا بابتكار ما يحتاج إليه من أبسط الأشياء. فليكن في منزلك معملك الخاص من الطاقة النظيفة..........

- لما وجهك غير واضح المعالم؟؟

* لأن الكهرباء مقطوعة يا أستاذ اليكس!!!

هكذا بدأ الحديث- عبر السكايب- بيني وبين المهندس أليكس هورنيستن مهندس من معهد MIT الولايات المتحدة الأمريكية مبتكر طريقة تصنيع جديدة للخلايا الشمسية خفضت من كلفتها إلى حد كبير وجعلها مفتوحة المصدر، وأضاء أحياء مانيلا الفقيرة (الفلبين) هو وشريكه شاون فرين، والذي جمع مشروعهم في موقع Kick starter ما يفوق 70.000 دولار أمريكي، وبدأت بطرح الأسئلة عليه تباعاً...

ردين: كيف جاءتك هذه الفكرة؟

أليكس: تخرجت من معهد MIT ولدي شغف بالطاقة النظيفة كانت جلً اهتماماتي تتمحور حول هذه الموضوع، عندما سافرت إلى الفلبين كنت أدور حول العاصمة مانيلا متجولاً في الأحياء الفقيرة حيث أجد بيوت الفقراء الصفيح لديها لاقطات تلفاز تعتمد على البطارية الجافة القابلة للشحن ومجموعة من الأسلاك، وعندها استدركت الأمر، هؤلاء الفقراء لديهم كل ما يحتاجونه لاعتمادهم على الطاقة الشمسية من أسلاك وبطارية ولكنهم لا يستخدمونها!، ومن بعدها بدأت بالبحث والعمل حول هذه الموضوع.

ردين: ما هو فعلاً المعمل الشمسي الجيبي؟

أليكس : هو عبارة عن خط إنتاج مؤتمت صغير للوحات الشمسية معتمد على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد خفّض نسبة تكلفة اللوحة الشمسية إلى الربع، يمكنه أن يؤمن لك لوحة شمسية كل 15 ثانية. هذه اللوحات مصنوعة من مادة السيلكون والذي ساهم في تخفيض سعر هذه المادة هو معامل السيلكون جنوب الصين. حيث أصبح بإمكانك امتلاكك طابعتك الشمسية المكتبية وإنتاج ألواحك الشمسية بقدرة تصل إلى 300.000 لوح شمسي خلال عام. هدفنا كان من البداية أن يتمكن المستهلك الخارج عن الشبكة الكهربائية من تأمين احتياجاته من الطاقة عبر تسخير الألواح وبطريقة بسيطة (مفتوحة المصدر)، حيث ما يلزمك فعلا هو قطعه عازلة لتثبت الخلية عليها وأسلاك نحاسية لتبدأ بشحن أجهزتك الإلكترونية .

ردين :كيف لنا –في سوريا (مثلا)- أن نستفيد من هذا الابتكار لحل مشاكلنا في الطاقة؟

أليكس: عندما حدث إعصار "بوفا" في الفلبين قامت مجموعة من التقنيين الفلبينيين بتنفيذ هذا المشروع لمد المشردين المتضررين من الإعصار بالطاقة اللازمة عبر تصنيع الألواح الشمسية من خلال "معمل الشمسي الجيبي" حيث أنه يوجد لي براءة اختراع ولكني أضع هذه الابتكار تحت يد كل من يريد أن يزود حيه الفقير بالطاقة (دون حقوق ملكية).

ردين: كلمة أخيرة.

أليكس: ما فاجأني فعلاً وجود أشخاص مثلكم رغم كل ما تمرون به من حرب قاسية لا أدركها من مكاني من هنا، لكن على الرغم من ذلك أرى أشخاصاً يسعون لمساعدة أهلهم من خلال التعلم ونشر العلم.... فإنني متفائل بكم.

في حقيقة الأمر أن الابتكار بسيط من الناحية التقنية حيث أنه يعتمد على مبدأ أتمته إنشاء الألواح الشمسية، ولكن من جهة أخرى فإنه يدفع إلى الأمام امتلاك المستهلك بشكل فردي تكنلوجيا الطاقة الشمسية دون الحاجة إلى حصرها في صناعات معينة، تعد هذه النقطة مهمة نحو نشر وتبسط فكرة الطاقة النظيفة.

ولطالما بحث العلماء الذين يعيشون في بلاد لديها وفرة بالطاقة الكهربائية عن حلول للطاقة للذين يعيشون في بلاد خارج الشبكة...وهذه هي إنسانية العلم.

تابعوا معنا الفيديو التالي الذي يوضح كيفية عمل المعمل الشمسي الجيبي