الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

الزحار Dysentry

الزحار هو مرض يصيب الأمعاء ويؤدي إلى حدوث اسهالٍ دموي حاد. نقصد بالإسهال أي ارتفاع عدد التغوطات (اكثر من 3 مرات في اليوم) أو انخفاض في مدى صلابة البراز، أي براز رخو أو مائي. يحدث الزحار نتيجة تضرر الغشاء المخاطي في الامعاء، ويسببه غالباً اصابة بعدوى. تنتقل العدوى إلى الجسم عن طريق الفم عند تناول الطعام أو الماء الملوث، وهو نوعان:

منه العصوي Bacillary dysentery ومنه المتحولي (الأميبي) Amoebiasis.

أولاً:الزحار العصوي Bacillary dysentery:

تسببه الشيغيلَّة الزحارية وينسب هذا المرض للمملكة المتحدة(بريطانيا وإيرلندا الشمالية).

إن الشيغيلة Shigella من العُصيات الهوائية غير المتحركة سلبية الغرام المخمرة للغلوكوز، وهي مُعدية جداً. تمارس غزوها عن طريق آليتين:

1- فهي تغزو النسيج الطلائي أو الظهاري للقولون معتمدةً على عامل بلازميدي (بينة جينية التركيب خارج الصبغيات)

2- أو تغير من الاستجابات المناعية الطبيعية للجسم وتؤثر على عمل اللمفاويات التائية (نوع من الكريات البيضاء في الدم)

تتشابه الشيغيلة Shigella إلى حد كبير مع جرثوم آخر يدعى الإشريكية Escherichia وكل أنواعها من العصيات إلا انها تصنف منفصلةً وذلك لأسباب تاريخية. ولوحظ أن البشر والغوريلات هي المضيف الوحيد لهذه الجراثيم.

ويوجد منها عدة أنواع:

• الشيغيلة السُّونِّية Shigella sonnei وهي الأكثر انتشاراً وتسبب أعراضاً معتدلة، ومعظم الحالات لاتشخص ولا تسجل لذا يعتبر معدل الإصابة الفعلي أعلى.

• الشيغيلة الفلكسنريَّة Shigella flexneri وتسود في البلدان النامية

• الشيغيلة البويدية Shigella boydii

• الشيغيلة الزحارية Shigella dysenteria.

تنتقل العدوى بهذه العصيات بالتماس الفموي-الشرجي للطعام والماء الملوث خلال السفر أو في مراكز الرعاية الصحية والحضانة أو منازل الممرضات. ويعد الجنس الفموي والشرجي من عوامل الخطورة أيضاً. حديثاً، وصل عدد الوفيات بداء الشيغيلات Shigellosis إلى 600،000 من بين 80-165 مليون حالة والغالب فيها لأطفال الدول النامية.

تعتبر الشغيلة Shigella عصياتٍ ذات قدرة تكيفٍ عالية بمقاومتها للأدوية وتغييرها للنمط الجيني، وتتراوح الفترة بين الإصابة وظهور الأعراض بين 1-3 يوم ولكن غالباً لا تتجاوز اليوم الواحد.

وتتجسد الأعراض فيما يلي:

• إسهال مترافقٌ بمخاطٍ أو قيحٍ أو دمٍ يؤدي للتجفاف.

• توعك وحمى.

• مغصٌ بطنيٌ حاد وزحيرٌ (صعوبة في التغوط) مع رخاوة في أسفل البطن.

يُشفى المرض عادةً من تلقاء نفسه، ويحتاج 3 أيامٍ إلى أسبوع، وقد تستمر الأعراض لأسابيع في بعض الحالات النادرة. يجب تعويض الجسم بالسوائل والأملاح خلال المرض منعاً لحدوث التجفاف، وقد تستخدم الصادات الحيوية الملائمة بهدف تقصير فترة المرض والحد من انتشاره للآخرين، ولكن تبقى مشكلة احتمالية حدوث مقاومة للصادات الحيوية. ويمكن وصف مخفضات الحرارة وخصوصاً للأطفال وذلك لتخفيف الحمى ومنع حدوث التشنجات.

ثانياً:الزحار المتحولي(الأميبي)Amoebic Dysentery :

تسببه طفيلياتٌ تعبر الجهاز الهضمي وتنتقل عبر الطعام والشراب الملوث وتكتسب مقاومتها في الأمعاء وتسبب إنتاناً.

عادةً تسببه المتحولة الحالة للنسج Entamoeba Histolytica والمنتشرة في المناطق الاستوائية.

تنقُب هذه الطفيليات في جدار الأمعاء وتشق طريقها ضمن المجرى الدموي ناقلةً العدوى إلى الأعضاء الأخرى من كبدٍ ورئتين وقلب، ويمكن لهذا المتحولة أن تتواجد بطورين:

1- شكل أميبي حر يدعى بالأتروفة trophozoite وهو الطور النشط من دورة حياة الحيوان الأولي.

2- كيسات مُعدِية وهي عبارة عن مجموعة من العضيات المجتمعة في محفظة واقية والتي تُحمل في البراز(البشري أو الحيواني)

في حال تناولت طعاماً حاوياً على الشكل الحر، فمن النادر أن تصاب بالعدوى، لأن العضيات الحرة هذه ستموت في المعدة نظراً لحموضتها المرتفعة، بالمقابل تقاوم الكيسات هذه الحموضة المَعدية وتناولك لها سيشكل تهديداً حقيقياً، وفور وصول هذه الكيسات إلى الأمعاء سوف تطلق الشكل الحر تباعاً مسببةً الإنتان.

وستصاب بالزحار المتحولي(الأميبي) بقلة اهتمامك وإهمالك لصحتك وعدم طهيك للطعام بدرجات حرارةٍ كافية، وتعتبر السلطة المغسولة بالماء الملوث من الطرق الشائعة للإصابة بالعدوى.

ماهي أعراض الزحار المتحولي(الأميبي)؟

في البداية، عليك أن تدرك أنه من الممكن للزحار المتحولي أن يصيبك دون ظهور أعراض لأشهر وحتى لسنوات، ولكنك ستطرح الكيسات المُعدية من خلال البراز ويمكن أن تنقل العدوى للآخرين. في بداية الهجوم سيتأذى جدار الأمعاء ويصاب بالتقرح المتبوع بنزيف،حيث يعمل هذه المتحول Entamoeba Histolytica على تفشي الإنتان في الأمعاء مؤدياً إلى:

• إسهال شديد مدمى لزج كريه الرائحة.

• إخراج متكرر للبراز.

• ألم بطني.

• مغص حاد.

• تعب.

• إمساك متقطع.

• امتلاء البطن بالغازات.

ومع تفشي المرض وعبوره لجدار المعي سيصبح من الصعب تحديد مسار العضيات والتي ستسبب مع انتشارها حدوث التهابٍ في الصفاق المغطي للأمعاء.

كما يمكن للمتحول الانتقال إلى الأعضاء الأخرى بالدم وغالباً لا يبدي الشخص ارتفاعاً في درجة الحرارة (الأمر الذي يسهل التمييز بينه وبين الإنتان البكتيري العصوي المترافق مع السخونة)، كما يشعر بالوهن العام غالباً.

كيف يمكنك مساعدة نفسك؟

عليك أن تتأكد من تعقيم مياه الشرب لديك وطهوك للطعام بشكل جيد جداً.

مثلاً يمكنك أن تغلي المياه من 10-15 دقيقة وتغطيتها أو يمكنك استخدام منقيات المياه الكيميائية، كما يجب أخذ الحيطة عند إعداد السلطات، كما يُنصح بتجنب استخدام مكعبات الثلج في الأشربة خارج المنزل إلا إذا كنت متأكداً من أنها أعدت من مياه نظيفة ومعقمة.

التشخيص والعلاج:

يجب على كل من يعاني من إسهالٍ مدمى أن يستشير طبيباً وأن يذكر له إن كان قد زار مناطق إستوائية لأن الزحار المتحولي لا يظهر عادة في البلدان المتطورة. يتم إجراء تحليلٍ للبراز من خلال عدة عينات في أيام متتالية، كما يجدر الإشارة إلى أن الإسهال المدمى يظهر في أمراض أخرى أيضاً، ولكن في الأماكن الاستوائية، إما أن يكون زحاراً متحولاً أو داء الشيغيلات (يساعد ارتفاع درجات الحرارة في التفريق بينهما).

ويتم علاج الزحار الأميبي بالمترونيدازول Metronidazole أو تينادازول Tinidazole .

في حال إصابة الأعضاء الأخرى بالإنتان فإن هذا يتطلب علاجاً مشفوياً خاصاً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا