علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

فن السخرية من النفس.

اليوم مقالنا هو من رأي من الدكتور جيريمي شيرمان حول أهمية التهكم والسخرية من النفس بشكل خاص في تحطيم الاعتقادات السائدة لدى الأشخاص حول الكبرياء لدى الأشخاص وتجاوز هذه الحواجز النفسية التي نصنعها لتسليط الأضواء على أنفسنا والتي قد تؤذينا أكثر مما قد تفيدنا:

- كم كذبنا حين قلنا: "نحن استثناء!" لطالما أحببت أولئك الذين يَضحكون معي أكثر من الذين يضحكون عليّ، إلا أنني استطعت أن أكتسب مع الوقت مهارة تَقَبل أن يضحك الناس معي عليّ، ليس دائماً ولكنني أتقدم بشكل ملحوظ. أفعل هذا متعمداً من أجل صحتي، فإنْ كان الضحك هو الدواء الأفضل فالضحك على نفسي هو العقار المدهش. في أيامنا هذه، نجد أنّ هناك الكثير من الكلام حول أهمية اليقظة، ولكنني أطمح إلى تعزيز ثقافة عدم الاكتراث، أطمح إلى شخص محصن بـ"فكاهة الابتعاد عن الأضواء" لدرجة لا يمانع فيها أن يكون مهرجاً.

إنني أسعى لمعرفة حماقات النفس البشرية عن طريق مطالعة النفس، أي أنْ يَنظر المرء لأفكاره وأحاسيس ذاته بنفسه.

يسهل شرح الأمر باستخدام الهندسة العكسية؛ أي أن تكتشف كيفية عمل تقنية ما عن طريق تحليل بنيتها وتفكيكها. وقد أتيت بتسلسل مفكك سيساعدك في صقل "فكاهة الابتعاد عن الأضواء"، إليك 12 خطوة لتخطي الكبرياء الشائك للاستثنائية، والاعتقاد الفطري بأنّ الفرد بطبيعته فوق البقية، ذلك الفرد الاستثنائي في حكمته ولطفه والمؤهل على المستويات والأصعدة. في الواقع، ستساعدك هذه الخطوات في تجاوز مسألة كونك استثنائياً سواء أكنت أفضل أو أسوء من غيرك.الخطوات كما سترى ستبدأ بالكثير من الخبث والشهية المفتوحة للسخرية من الآخرين.

إنني أتساءل إن كان بإمكان أولئك الأنقياء الذين يعجزون عن السخرية من غيرهم أن يمتلكوا القدرة على متابعة القراءة حتى النهاية:

1. اضحك على الآخرين: قمْ بالسخرية منهم، قمْ بتغذية ذاك الشعور بأنّك استثنائي عن طريق الضحك على حماقات الآخرين، واعتبر نفسك استثنائي الذكاء لأنّك استطعت أنْ تَرى هذه الحماقات فيهم، فذلك دليل على دَهائك الاستثنائي.

2. تعميم الحماقة: قمْ بنشر المعلومات عن حماقاتهم، واكتشف الوصفة التي أدت بهم إلى ارتكابها، ولا تنسَ أن تعتبر نفسك استثنائي الحكمة لاكتشافك هذه الوصفة.

3. اضحك مع الآخرين على الآخرين: تعرّف على أولئك الذين يقومون بتعميم الحماقة كما تفعل، ثمّ تذوّق طعم استثنائيتك الجامعة، تذوّق هذا الرضا المخضرم عندما تسخرون من الآخرين من خارج القبيلة.

4. اسخر من ازدواجية المعايير لدى الآخرين: لاحظ أن الوصفة الأشمل للحماقة هي النفاق، هي الشعور بالتميز والاستحقاق، اضحك مع قبيلتك على الازدواجيين.

5. لاحظ ازدواجية المعايير فيكم: نعم نعم، في قبيلة الاستثنائيين، يا للمفاجأة! ستلاحظ ازدواجية المعايير لدى أفراد قبيلتك، بل الأسوء من ذلك هو أن يلاحظ أفراد القبيلة هذه الازدواجية لديك أنت. انظر إلى ازدواجيتك للمرة الأولى، أنت لست استثناء، أنت وأمثالك ازدواجيون أيضاً. ماذا الآن؟

6. الآن:اضحك على ازدواجيتك، أعلم أن التوّتر يراودك وأنت تفعل ذلك، استجمع شتات استثنائيتك وكُن أوّل من يعترف بالازدواجية، واضحك على ذلك، لكن إن ضحك أحد آخرمعك فإن الأمر لن يعود مضحكاً.

7. اضحك باستخفاف على ازدواجية الجميع. ما المشكلة إن كنت ازدواجياً؟ الجميع كذلك، وليس هناك من مهرب. كن استثنائيا بالضحك على أي أحد يعتقد بأنه شخص مثالي لدرجة يرى فيها أن الازدواجية مشكلة. لا تأخذ الحياة بهذه الجدية، إنها مجرد لعبة، فالجميع يفرض ازدواجيته على الجميع، الحياة مجرد مزحة.

8. والآن دعْ هذه الازدواجية تصفعك على وجهك، لعلك تستيقظ. ما عليك إلا أن تخسر أحداً أو شيئاً يهمك أمره بسبب ازدواجيتك، أو ربما بسبب ازدواجيته، واكتشف هنا أنك ببساطة لن تستطيع الضحك عليه. فحاول أن تبقى استثنائياً بنبذ ازدواجيتك.

9. اضحك مع الآخرين على ازدواجيتك التي تخلصت منها: أجل لقد كنت ازدواجياً، لكن ليس بعد اليوم، باستطاعتك الآن أن تضحك على نفسك والآخرون يضحكون معك، عليك وعلى ازدواجيتك السابقة، واشعر بأنك استثناء لأنك تخلصت منها.

10. اكتشف أنّك لمْ تتخلص من ازدواجيتك بعد: نعم، على الرغم من تعهدك لنبذ نفاقك وازدواجيتك؛ يؤسفني أن أخبرك بأنك فشلت، فأنت لا تفتأ تجد دليلاً على ازدواجيتك، لأنك تشعر بأنك استثنائي، لكن بطريقة سلبية. أنت منافق استثنائي، والأمر ليس مدعاة للضحك.

11. انضم للبشرية: دع استثنائيتك، أنت لست أسوء من أولئك الذين تضحك عليهم، ولست أفضل منهم، أنت ببساطة واحد منهم. تخلّ عن سعيك لإثبات استثنائيتك. توقف عن محاولة التغلب على نفسك، وابدأ الضحك معنا علينا، ليس متوتراً أو مستنكراً، وإنما متقبلاً للضغط الذي نعيشه دوما في سعينا لأن نكون استثنائيين في ذات الوقت الذي نحاول فيه التغلب على حاجتنا لها.

12. اضحك مع الآخرين على نفسك: لا مزيد من الإصرار لنكون استثنائيين، لكن لا بأس من بعض الاستثنائية، ولا بأس من أن تتقبل أنك تملك أيضاً بعضا ًمن صفات جميع أولئك الذين تَسخر منهم. وأخيراً أنت حّر بأن تَضحك مستمتعاً بالرحلة، بالحياة التي كنت تظنها حكراً على الاستثنائيين، لكنها ليست حكراً على أحد.

شاركونا آرائكم: هل التهكم هو أسلوب ناجع اجتماعياً ونفسياً، هل ترى أن الأشخاص الذين يسخرون من أنفسهم ومن الآخرين يتمتعون بصحة نفسية وجسدية أقوى من غيرهم؟ أم أنك تجد السخرية أسلوباً ضعيفاً ومرفوضاً؟

المصادر:

هنا

هنا