الفيزياء والفلك > علم الفلك

ما أهمية دراسة المجموعة الشمسية عند علماء الفلك

صحيح أن معظمنا عالق هنا على كوكب الأرض لكننا محظوظون لأن غلافنا الجوي شفاف.مما يسمح لنا بالنظر إلى السماء ومراقبة التغيرات التي تحصل فيها. لقد راقب أجدادنا القدماء الكواكب تدور في السماء وشاهدوا الأجسام العابرة كالمذنبات.

قديماً كانت الفكرة السائدة هي أن النجوم تتحكم بمصيرنا، لكن اليوم اختلف الأمر فالعلم هو مايحكم علاقتنا بالكواكب والكويكبات والمذنبات القريبة من كوكبنا. اذن لماذا نقوم بالبحث في نظامنا الشمسي .ما الذي يمكننا تعلمه ؟

1.مازال تعريف الكوكب والقمر مبهماً:

كما نعرف قام الاتحاد الفلكي العالمي بالتصويت المشهور في عام 2006 حيث قام بتخفيض تصنيف بلوتو من مرتبة كوكب كامل إلى فئة تم انشاؤها حديثاً تدعى مرتبة "الكواكب القزمة". إلا أن التعريف واجه الكثير من الخلاف. فالبعض أشار إلى عدم وجود كوكب (قزم أو غير ذلك ) مداره ذو جوار خالٍ تماماً من الكويكبات مثلاً كما يقتضي أحد بنود التعريف المذكور للكواكب. تدور الأقمار حول الكواكب ،لكن هذا لا يغطي الحالات التي تدور فيها الأقمار حول كويكبات أو على سبيل المثال حالة الكواكب الثنائية وبالتالي المجموعة الشمسية بحاجة للمزيد من الدراسة لنستكشف ذلك.

2. المذنبات والكويكبات عبارة عن مخلفات:

انها مخلفات بقيت لتخبرنا كيف كان شكل النظام الشمسي في السابق. بينما ندرس الطقس والحفر وإمكانية العيش على كواكب وأقمار أخرى، من المهم أن نتذكر أهمية الأجسام الصغيرة،مثل المذنبات والكويكبات ،التي ربما تكون من حملت المواد العضوية والماء إلى كوكبنا، موفرة متطلبات نشوء الحياة.

3.الكواكب كلها في نفس المستوى وتدور في الاتجاه نفسه:

تتبع الكواكب الثمانية في مجموعتنا الشمسية نفس المسار في السماء حول الشمس(مسارات اهليلجية الشكل ) كما أنها تدور حول الشمس في نفس الاتجاه،مما يدعم النظرية الرائدة لتشكل المجموعة الشمسية ،والتي تشرح كيف أن الكواكب والأقمار والشمس تشكلت من سحابة كبيرة من الغاز والغبار التي تكثفت وبدأت بالدوران لتشكل المجموعة الشمسية.

4.نحن لسنا في مكان قريب من مركز المجرة (نحن بعيدين كل البعد عن مركز المجرة):

يمكننا قياس مسافات شاسعة عبر الكون من خلال النظر إلى أجسام معينة مثل "الشموع القياسية" - وهو نوع من النجوم المتفجرة التي يكون لها نفس درجة اللمعان،لذلك من السهل معرفة بعدها الحقيقي عنّا. على اية حال بالنظر إلى جوار مجموعتنا الشمسية استنتجنا اننا بعيدون كل البعد عن مركز مجرتنا "مجرة درب التبانة" حيث يوجد ثقبٌ أسود فائق الكتلة. لذلك من الجيد أننا بعيدون.

5. النظام الشمسي أكبر مما تعتقد:

ما وراء مدار نبتون (الكوكب الأبعد)، مسافة كبيرة لتصبح خارج النظام الشمسي. في عام 2012 ،وبعد 35 سنة من مغادرة كوكب الارض في رحلة دون عودة إلى خارج المجموعة الشمسية ، تجاوزت مركبة Voyager 1 المنطقة التي يصل اليها الحقل المغناطيسي الناتج عن الشمس منطلقة نحو النجوم، أي أنها أصبحت في الفضاء البعيد بين النجمي.لقد كانت رحلة رائعة سافرت فيها المركبة 17 مليار كيلومتراً بعيداً عن الارض ،أي ما يعادل 118 مرة المسافة بين الأرض والشمس (المسماة بالوحدة الفلكية).

6.الشمس كبيرة جداً جداً :

إلى أية درجة هي كبيرة ؟حسناً، كتلة 99.86% من مجموعتنا الشمسية متوضعة في الشمس نجمنا المحلي. تتكوّن الشمس من الهيدروجين والهيليوم، مما يعني أن هذه الغازات متوافرة بشكل كبير في مجموعتنا الشمسية( وفي الكون بشكل عام) أكثر من الصخور والمعادن التي نحن معتادون هنا عليها في كوكب الارض.

7.مازلنا نبحث عن الحياة ضمن المجموعة الشمسية:

وجود حياة على كوكب الارض لا يعني عدم وجود حياة في باقي الأماكن ، فقديماً كان هناك جريان للماء على كوكب المريخ ، ويوجد فيه ماء متجمد في قطبيه، هذا ما جعل علماء الأحياء الفلكيين يعتقدون بأن المريخ مرشّح جيد لوجود الحياة.

هناك أيضا مجموعة من الأقمار المتجمدة التي قد تحوي محيطات تحت سطحها مثل europa يوروبا (أحد أقمار المشتري) وإنسيلادوس enceladus (أحد أقمار زحل).وهناك أيضاً تيتان أكبر أقمار زحل المثير للاهتمام الذي مركبات عضوية بسيطة قد تكون مقدمة لنشوء حياة على سطحه ربما.

8. يمكننا استخدام النظام الشمسي لفهم الكواكب الخارجية بشكل أفضل:

الكواكب الخارجية حتى الآن ما زالت بعيدة المنال بالنسبة لنا.وتبدو صغيرة جداً عبر التلسكوب مما يصعب علينا رؤية المزيد من التفاصيل في غلافها الجوي، لكن على سبيل المثال عند دراسة وفهم كيمياء المشتري يمكننا أن نضع بعض التوقعات عن الكواكب الغازية العملاقة البعيدة عنا، دراسة الأرض ونبتون ستساعد على فهمٍ أفضل لمجال أحجام الكواكب المكتشفة التي يمكن أن تتواجد فيها الحياة، فأغلب هذه الكواكب تصنف إما كأرض هائلة أو نبتون مصغر (الأرض الهائلة أو الأرض الضخمة هو مصطلح يُستخدم لوصف الكواكب الصخرية خارج المجموعة الشمسية التي كتلتها تَكبرُ الأرض بـ10-14 مرة ونبتون المصغر لها نفس قياس الأرض الضخمة إلا أنها غازية –كتلة نبتون تساوي 17 مرة كتلة الأرض). وعند البحث عن الأماكن التي يتجمد فيها الماء في مجموعتنا الشمسية يمكن ان يساعدنا ذلك على دراسة مناطق تشكل الجليد في أماكن أخرى.

المصدر: هنا