ثور ومطرقتُه المَسروقة

لا تكمن أهمية "ثور" Thor فقط في كونه من أقوى الآلهة وأكثرها شعبية في الأساطير النرويجية بل أيضاً لكونه جزءاً من حياتنا اليومية، فمنذ الأزل سمي يوم الخميس باسمه "يوم ثور" (Thursday Thor's day).

أما أسطورته فتبدأ من والده الإله "أودين" الذي كان دائم البحث عن المعرفة والحكمة حتى إنه ضحى بإحدى عينيه في سبيل الشرب من بئر المعرفة.

كما تنقل في أرجاء الأرض بهدف امتلاك فن الشعر المعبأ في قارورة سحرية مخبأة في أعماق الأرض. وللوصول إلى هذه الجرعة وضع نفسه عبداً لعملاقٍ، ثم أقنعه بفتح صدع في الأرض يصل إلى مكان الجرعة السحرية ودخل الصدع بعد أن تحوّل إلى حية، وحين وصل عاد إلى شكله البشري. كان عليه أن يدّعي مصادقة العملاق الآخرِ حارس الجرعة، وأن يغوي ابنته لتسرق له الجرعة من أبيها. حصل أودين على الجرعة وعاد الى الوطن "أسغارد" متحولاً إلى شكل نسر بعد أن قضى على العملاق الحارس.

اعتاد الآلهة أن يجددوا شبابهم ويحموا أنفسهم من التقدم في السن عبر تناول تفاحٌ سحريّ ولكن أودين اختار طريقة أصعب ليحافظ على شبابه، إذ كان يجرح نفسه برمحه ويتعلق على شجرة "يغدراسيل" Yggdrasil مدة تسعة أيام.

لم يعطه ذلك الشباب فحسب، بل جعل منه أيضاً سيداً للنقوش الرونية السحرية، التي تساعده ليحقق أهدافه الجيدة أو السيئة. كذلك جمع أودين فريقاً من أشجع المقاتلين ليمكثوا معه في "فالهالا" Valhalla ويقاتلوا معه عند الحاجة إذ كان يقدّر الشجاعة أكثر من أي خصلة غيرها لدى المقاتل.

وكان لأودين عشرة أبناء هم ( بالدير، هودير، تير، براجي، هيمدال، يول، فيدار، هيرمود، فالي وثور ) والأخير هو الأقوى في كل "أسغارد"، فهو شابٌ ذو بنية ضخمة ولحية حمراء وعينان متوهجتان. وبجانب بنيته العظيمة، كان لثور نهمٌ عظيم للطعام والشراب.

كان ثور إله الرعد والعواصف ومقاتلاً لا مثيل له بقفازيه الحديديين ومطرقته الطائرة "ميولنير" Mjollnir .

وكان له عربة يجرّها الماعز ليتنقل بها، فكان إذا قرصه الجوع يلتهم الماعز ويضع مطرقته على جلودها فيعيدها إلى الحياة. لكنه في أحد الأيام فَقَدَ مطرقته فاتهم أخاه "لوكي" بسرقتها، أصرّ لوكي على براءته من تلك التهمة وقال إن لديه شكوكاً حول كون السارق عملاقاً. لذلك طلب ثور من الآلهة "فريّا" Freya أن تُعيره رداءها المصنوع من الريش والذي يعطي لمن يرتديه جناحي طائر، وذلك لكي يتمكن لوكي من الطيران إلى "جوتنهيم" Jotunheim أرض العمالقة.

سافر لوكي إلى جوتنهيم ليجد العملاق "ثريم" Thrym الذي اعترف فوراً بسرقة المطرقة، وأخبر لوكي أنه خبأها على عمق ثمانية أميالٍ تحت الأرض، وقال أنه سيعيدها فقط إذا وافقت فريّا أجمل امرأة في أسغارد على الزواج منه. عاد لوكي حاملاً تلك الأنباء معه، وطلب ثور من فريّا أن تتحضر للزفاف لكنها رفضت الفكرة بازدراء. لذا اجتمع الآلهة ليبحثوا حلاً يسمح لثور باستعادة مطرقته دون إجبار فريّا على قبول ذلك الزواج الكريه.

ووجد الإله الساحر "هيمدال" Heimdall الحلّ، فاقترح أن يتنكر ثور بثياب الزفاف ويسافر إلى أرض العمالقة على أنه فريّا فتُتاح له الفرصة لاستعادة المطرقة. وعمل ثور باقتراح هيمدال فتنكر وسافر مصطحباً معه أخاه لوكي كخادم للعروس. كانت سعادة العملاق بعروسه المزيفة عظيمة، فأقام الاحتفالات والولائم على شرفها. أثناء الاحتفال دُهِش العملاق بشراهة العروس إلى الطعام لكن لوكي علل الأمر بأنها لم تذق الطعام لأيام بسبب شوقها للقاءه. واطمأنّ ثريم إلى ذلك التفسير فاقترب محاولاً تقبيلها ليُصدم ويتراجع فزعاً حين رأى احمرار عينيها، إلا أن لوكي عاد وعلل ذلك بأنها أصيبت بالأرق والتعب لشدة حماسها للقاءه، مما أسعد العملاق للغاية.

ثم ظهرت أخت ثريم وطلبت من العروس أن تخلع خاتمها ليكون مهراً للعريس، وبعد أن نفّذ ثور ذلك أمر ثريم خدمه بإحضار المطرقة هدية للعروس. جاء الخدم بالمطرقة ووضعها ثريم في حِجْر ثور الذي ما إن رأها حتى رقص قلبه فرحاً، وخلال دقائق معدودة كان قد قتل جميع العمالقة وارتد عائداً إلى الوطن بعد أن استعاد مطرقته السحرية.

المصادر :

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة :

هنا