التاريخ وعلم الآثار > تاريخ العلوم والاختراعات

تطبيقات العصر الوسيط: الكتب الذكية

تطبيقات العصر الوسيط: الكتب الذكية في العصور الوسطى

قد يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى، فعندما تُذكر كلمة "كتاب" أمام أحدنا سترتسم على الفور في مخيلته صورة الكتاب الذي نعرفه جميعاً، ورقياً مُسنداً إلى الرف، فإذا كنت ممن يعتقدون بأنّ الكتاب لا يتعدى كونه أداة للقراءة فإننا ننصحك بمتابعة هذا المقال الذي سيدهشك و يغير نظرتك للكتب، و الذي يتحدّث عن كتبٍ ذكيةٍ تشابه تلك التطبيقات الموجودة في هواتفنا والتي كانت تقدم خدماتها للقارئ في منتهى الإحكام والابتكار.

في أواخر العصر الوسيط و تحديداً في القرن الخامس عشر الميلادي كان من الشائع جداً أن تُرفق الكتب بعدد من الأدوات و التي كانت تُثَبّتْ في العادة بواسطة قطعةٍ خشبيةٍ أو عن طريق ثقوبٍ في صفحات الكتاب.

خَدمت هذه الأدوات غاياتٍ كثيرة و أضافت الكثير إلى قيمة الكتاب؛ فبعضها استُخْدِمَ لتوضيح معاني بعض نصوص الكتاب و بعضها الآخر استخدم كآلة للحساب أو لتحديد الوقت. هذه الإضافات المدهشة التي لا تختلف كثيراً عن التطبيقات التي نمتلكها على هواتفنا الذكية تحوّل النصوص النظرية المكتوبة باليد إلى أداة تفاعلية مذهلة.

1-الميقاتية (Volvelle) :

تتكون من قرصين أو أكثر قابلين للحركة، وعددٍ من المؤشّرات، و تُعتبر أقدم نماذج الآلات الحاسبة والقادرة على القيام بعددٍ من الحسابات المعقّدة، كتحديد موقع الشمس و القمر أو تحديد تواريخ معينة .

على الرغم من بساطتها احتوت الميقاتية على كميةٍ كبيرةٍ من المعلومات، و لكنها لم توجد من أجل الحسابات المجردة فحسب، بل أُرفق بعضها مع الكتب بغرض الزينة أو تسلية القارئ بأجزائها المتحركة. ترتبط أقدم الميقاتيات في العالم الغربي بالاكتشافات العلمية لرايموند لول (Raymond Lull)، و هو عالم من القرن الثالث عشر و الذي استقدم هذه الآلة من الحضارة العربية الإسلامية.

2-العجلة المسننة (Cogwheel) :

و استخدمت لتحديد حظ شخصٍ ما، حيث زُوّدَ الكتاب بعجلةٍ ذاتِ مسنناتٍ مُثَبّتةٍ بثقبٍ في الكتاب، و تحيط بها عجلةٌ أكبر تحمل عدداً من الأرقام. بعد إدارة هذه العجلة يقع المؤشر على رقم من الأرقام، ثم يتمّ البحث عن الرقم في جدولٍ مُرفقٍ بالأداة، و هذا الجدول يحدّد حظّ هذا الشخص في المستقبل؛ حيث تشبه بشكل كبير ألعاب اليانصيب المعروفة حالياً.

3-الساعة الشمسية (Sundial):

كالعديد من الهواتف الذكية اليوم، احتوت الكتب على أغلفة ذكية، حيث أُلصقتْ على غلاف الكتب ساعةٌ شمسية، فيضع القارئ الكتاب في الشمس و يثبت على غلافه عصاً صغيرةً فيتمكن من تحديد الوقت عن طريق الشّمس، و مع ذلك فلم تكن تلك الطريقة دقيقة في تحديد الوقت كما في هواتفنا الذكية المعاصرة.

حَوَتْ كُتُبُ العصر الوسيط على عددٍ كبيرٍ من التطبيقات (Apps) المتنوعة، فمن الممكن تشبيه المكتبات بأنها كانت الـ(App Store) في العصر الوسيط لكل من كان يبحث عن قراءة احترافية ونموذجية وعصرية في ذلك الزمن.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا