الهندسة والآليات > منوعات هندسية

رصاصة Exacto التي لا تُخطئ هدفها

عندما عُرض فيلم أنجلينا جولي wanted عدَّ الكثير من الناس وقتها فكرةَ الرصاصة التي تلحق هدفها نوعاً من الاستخفاف بالعقل، لكن مع العلم والتكنولوجيا لا شيء مستحيل حقاً، وهذه الرصاصة أصبحت جزءاً من الواقع.

اقرؤوا معنا هذا المقال لتتعرفوا إلى الأسلحة المستقبلية التي لا تخطِئ هدفها!

طوَّرت وكالة أبحاث مشاريع الدفاع المتقدمة Defense Advanced Research Projects Agency) DARPA) تقنيةً جديدة ستجعل القناصين قادرين على استخدام رصاصة ذاتية القيادة تستطيع أن تغير اتجاهها في الهواء لتتبع الهدف ذاتياً، وأطلقوا على هذه الرصاصة اسم Exacto اختصارا لـ“Extreme Accuracy Tasked Ordinance” أي (المهمات ذات الدقة الحربية المطلقة) ويضيف هذا البرنامج أكبر قدرة تصويب صحيحة للقناصين على أهدافهم في أثناء أدائهم المهام العسكرية.

وبعد خضوعها عدة اختبارات تبين أن الرصاصات عيار 50 قادرة على تغيير الاتجاه في أثناء طيرانها في الهواء وهذا يشبه القنابل الموجَّهة عن طريق الليزر التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في أثناء حرب فيتنام.

ومع تحقيقها معايير الدقة حتى على بعد 1.2 ميل (تقريباً 2 كيلومتر) فإن هذه الرصاصة ذاتية التوجيه تعمل عن طريق حسَّاس بصري (ضوئي) موجود في قمة رأسها المدبَّب. ويسجِّل هذا الحساس المعلومات الضوئية في أثناء الطيران ويرسلها إلى الأنظمة الإلكترونية الداخلية للرصاصة، وبعد أن تُعالَج المعطيات المسجلة في نظام الرصاصة الإلكتروني تُستَخدم هذه المعلومات للتحكم بتموضع عدد من الأذرع الصغيرة (الزعانف) الموجودة على السطح الخارجي للرصاصة، والتي تمكنها من تغيير اتجاهها.

تبرز أهمية هذا التقدم التقني الذي أحرزته DARPA في الأوقات التي تكون فيها الظروف الجوية صعبة، أي سواء كان القناص يواجه رياحاً متقلبة أو رؤية محجوبة وغير واضحة للهدف؛ فإن Exacto تزيد الدقة لإصابة الهدف.

ويذكر موقع DARPA الإلكتروني أن الهدف من المشروع كان تحسين دقة المدفعيات العسكرية وخلق مدى ناري أكبر، إضافةً إلى تقليل الوقت اللازم لإصابة الأهداف، والأهم تقليل الطلقات والمحاولات الضائعة.

ورغم وجود هذه التقنية الحديثة المتطورة، لا يزال الكثير يؤمنون أنه لا يمكن مقارنة شيء بدقة تصويب الإنسان على نحوٍ يدوي، وأنه على الجنود الاستمرار في تطوير مهاراتهم التصويبية والتهديفية، ويرى القناصون على نحوٍ خاص أن مهاراتهم لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها، وأن التوافق بين العين البشرية واليد لا يزال مبهراً إلى درجة منافسته دارات الأنظمة الإلكترونية التي تفشل في بعض الأوقات.

المصادر :

هنا...

هنا...