الكيمياء والصيدلة > صيدلة

الترامادول و انخفاض سكر الدَّم، هل يجب أن نقلق؟!

يعتبر الترامادول Tramadol من المخدرات الضعيفة وهي تلك التي تستخدم في حالات الألم الخفيف إلى المتوسط، وقد زاد انتشار الترامادول بعد اعتباره أقل تسبباً بالإدمان لدى المرضى من غيره من المخدرات.

يؤثر الترامادول Tramadol بطريقة مختلفة عن العديد من الأدوية المخدرة الأخرى، حيث يعطّل وظيفة مادتين كيميائيتين في الجسم هما السيروتونين Serotonin والنورإبينفرين Norpinephrine.

لكن حديثاً أظهر بحث نشره باحثون في كندا أنَّ الترامادول Tramadol مرتبط بتزايد خطورة حدوث انخفاض حاد في سكر الدَّم، وذلك على ما يبدو بسبب آلية تأثيره المذكورة سابقاً، حيث ارتفعت الحاجة إلى دخول المشفى بسبب هذا الانخفاض إلى ثلاثة أضعاف لدى المرضى الذين يستخدمون هذا الدَّواء، وفي بعض الحالات كانت هذه الانخفاضات مميتة.

تفاصيل الدراسة:

على الرّغم من وجود خطورة أكبر لانخفاض سكر الدَّم عند استخدام الترامادول Tramadol، فإن الخطورة الكليَّة تبقى منخفضة، حيث لاحظت الدراسة حدوث انخفاض خطير بسكر الدم لدى أقل من 1\1000 من مستخدمي الدواء.

وقد قام الباحثون بجمع بيانات أكثر من 300.000 مريض، وبمتابعة لمدة خمس سنوات وسطياً، فإن 1.100 مريض فقط دخلوا المشفى بسبب انخفاض سكر الدم، وتوفي أكثر من 110 بسببه.

و بمقارنته مع مخدر آخر -الكودئين Codeine كان الترامادول أكثر ارتباطاً بزيادة خطورة دخول المشفى بنسبة 52%، والذي كان أعلى في الأيام الثلاثين الأولى من الاستخدام. كما خلصت الدراسة إلى أن أي شخص يتناول الترامادول لديه خطورة لانخفاض سكر الدَّم وليس فقط مرضى السكري، (والذين لديهم سلفاً خطورة لانخفاض سكر الدم بسبب العلاج الذي يتناولونه)، ويقترح تحليل بيانات الأشخاص الذين تناولوا الدواء أن 40% من حالات انخفاض سكر الدم المحرَّض بالترامادول ليس لديها أي عوامل خطورة معروفة كالسكري، لذلك ينبغي على الأطباء أن يكونوا حذرين عند وصف الدَّواء للمصابين وغير المصابين بالسُّكري.

في جميع الأحوال فإن الارتباط الظَّاهر في الدّراسة لا يثبت أنَّ العلاقة بين تناول الترامادول وانخفاض سكر الدم هي من نوع (سبب - نتيجة)، وعلى ذلك فإنَّ هنالك حاجة لمزيد من الأبحاث.

ولكن يرى القائمون بهذه الدَّراسة أنَّه يتوجب على الأطباء الأخذ بالحسبان ارتباط الترامادول بزيادة خطورة الانخفاض الحاد لسكر الدَّم، وينبغي أن تساعدهم النَّتائج التي تم التوصل إليها أكثر في تقييم أخطار وفوائد هذا الدواء.

وعلى الرَّغم من كونه أقل تسبباً بالإدمان فإنَّ الترامادول ليس بديلاً آمناً لمسكنات الألم المخدرة التقليدية، وكما في المخدرات الأخرى كالأوكسيكودون والهيدروكودون فموضوع الإدمان مهم، وكذلك فرط الجرعة المهدد للحياة. كما و قد يتسبب الترامادول بنوبات وتقلبات شديدة في حرارة الجسم، وتعتبر ردات فعل أجسام المرضى غير متوقعة لاختلافها تبعاً للفروقات الجينية بين الأشخاص، لذلك ينبغي على الأطباء قبل استخدامه الموازنة بين كل المخاوف المحتملة وتأثيره المفيد المعتدل نسبياً في تسكين الألم. رغم أن انخفاض سكر الدَّم قد يحد من استخدام الدواء لدى مرضى محددين، لكن كغيره من الأدوية المخدرة، فإنه يحمل أخطاراً تفوق فوائده، وينبغي إبلاغ المرضى عن خطورة كل آثاره الجانبية، بما فيها هبوط سكر الدم. وفي النهاية فالترامادول ليس الخيار الوحيد لتسكين الألم، ويوجد بالتأكيد أدوية مخدرة ضعيفة أخرى والتي يمكن استخدامها بدلاً منه.

المصدر:

هنا