الكيمياء والصيدلة > صيدلة

الواقيات الشمسية

اكتساب السمرة والتعرض للشمس


يعتقد بعض الناس أن اكتساب السمرة يضفي على بشرتهم "لمعة صحية" ولكن في الحقيقة العكس هو الصحيح, فالاسمرار دليل على أن البشرة تحاول الدفاع عن نفسها ضد الضرر الناتج عن أشعة الشمس. ضرر أشعة الشمس يؤدي بالبشرة إلى الشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد وضرر العينين وحتى سرطان الجلد !!

يشكل التسمير في الداخل خطراً أيضاً, فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية في المنتجعات والأماكن المخصصة للتسمير يؤدي إلى ضرر أكبر من ضرر الشمس التقليدي والمنتجات والكريمات والحبوب التي تؤدي إلى الاسمرار تعرضك إلى أخطار إضافية وفقاً لمنظمة الأدوية والغذاء FDA . قبل أن تحاول الحصول على سمرة هذا الصيف يجب أن تعلم لماذا تحدث هذه العملية في البشرة.

عندما تتعرض البشرة إلى الأشعة فوق البنفسجية UV تستجيب بإفراز مادة الميلانين, والميلانين هي مادة داكنة تمنع الجسم من امتصاص المزيد من الأشعة الضارة المؤذية للبشرة. تولد الشمس نوعين من الأشعة UVA و UVB. توجد ال UVB على مدار السنة وتؤدي إلى احتراق البشرة بينما ال UVA توجد خلال الصيف وتعتبر "أأمن" وتؤدي بالبشرة إلى الشيخوخة المبكرة. وفي الحقيقة كليهما ضار عند التعرض المستمر بكميات كبيرة.

سنعرض بعض الوسائل التي يلجأ إليها الناس للحصول على السمرة ونناقش فوائدها وأضرارها.

السولاريوم أو لمبات التسمير:

وهي طريقة اصطناعية للحصول على اسمرار حيث يستلقي الشخص على سرير في المنتجعات أو المراكز الاختصاصية ويتعرض لضوء يصدر الأشعة فوق البنفسجية غالباً تكون UVA وفي بعض الأحيان UVB أيضاً. هذه الطريقة تشبه التعرض للشمس وتضر البشرة ويجب تجنبها فهي ضارة ومكلفة في الوقت نفسه. التعرض الزائد يؤدي إلى ضرر العينين خاصة عند إهمال وضع النظارات الخاصة وسرطان الجلد والشيخوخة المبكرة.

البخاخات الملونة ومستحضرات التسمير:

هذه المستحضرات تحوي ملونات تتفاعل مع مكونات البشرة الطبيعية من الحموض الأمينية مسببة ظهورها بمظهر داكن. يوجد مركب واحد كيميائي موجود في هذه المستحضرات وافقت عليه هيئة الدواء والغذاء FDA هو الديهيدرو أسيتون dihydroxyacetone (DHA) وقد وافقت على استعماله الخارجي فقط وأوصت باتخاذ وسائل وقائية لتجنب تعرض العينين ومحيطها ومنطقة الشفة والأنف والأغشية المخاطية لهذه المادة. تأتي هذه المستحضرات بعدة أشكال كالكريمات والبخاخات ويمكن شراؤها من أغلب الصيدليات. وتتحفظ ال FDA على الشكل البخاخ وتحذر من استخدامه على منطقة الوجه بسبب امكانية استنشاقه وتصرح أن هذه المركبات ليست ضارة وتنحصر أضرارها فقط بإمكانية تحسس البشرة لها وتهيجها ولا تؤدي إلى تطور سرطان الجلد. هذه المستحضرات لا تصلح كبديل عن واقيات الشمس أي لا توضع عند الخروج من المنزل والتعرض للشمس بل يجب وضع كريمات واقية من الشمس بالاضافة لها.

حبوب التسمير:

تحوي ملونات مضافة تسبب اسمرار البشرة عند بلعها. لا توجد حبوب تسمير موافق عليها من ال FDA ولا تباع هذه الحبوب بشكل نظامي في الولايات المتحدة وقد سجلت مشاكل صحية مرافقة لاستهلاكها تتراوح بين مشاكل في العينين والكلية ومعظم هذه الحبوب تحوي المادة الكيميائية الصباغية المسماة كانتاكزانتين canthaxanthin وهي نفس الصباغ الموجود في الجزر. تجنب استخدامها.

حماية البشرة من الشمس:

تستطيع حماية نفسك من التأثير الضار لأشعة الشمس بالبقاء في البيت ولكن هذا غير منطقي لأن معظم الأشخاص مجبرون على الذهاب إلى أعمال تتطلب التعرض الدائم لأشعة الشمس أو بكل بساطة يريدون الاستمتاع بالطقس الصيفي. لذلك ننصح هؤلاء الأشخاص بوضع الكريمات الواقية من أشعة الشمس وارتداء نظارات لحماية العينين وقبعة وتغطية ما يستطيعون من البشرة. وضع الكريم الواقي من الشمس جزء هام من الروتين الصباحي قبل الخروج من المنزل ويجب التعود على هذه العادة من أعمار مبكرة وخصوصاً المراهقات منذ عمر ال 12 سنة فبقدر ما يعطي الاسمرار مظهراً جذاباً للوجه الآن, بقدر ما سيتراكم هذا الضرر الذي نسببه لبشرتنا ليتحول فيما بعد لتبقعات ونمش وتجاعيد تؤدي بنا إلى الشيخوخة المبكرة التي تسعى كل نساء الأرض إلى تجنبها

لانتقاء الواقس الشمسي المناسب للبشرة يجب الانتباه إلى درجة ال SPF أو sun protecting factor أي درجة الحماية من الشمس, وهو رقم يوضع على كل المستحضرات الواقية من الشمس. وبشكل عام كلما كان هذا الرقم أعلى كلما أشار إلى درجة حماية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية. يجب تطبيق الواقي الشمسي على البشرة والوجه خاصة قبل 15 دقيقة من الخروج من المنزل وإعادة تطبيقه عدة مرات خلال النهار إذا استمر التعرض للشمس فترة طويلة لأنه يفقد فعاليته مع الوقت والاحتكاك بالملابس والتعرق والتعرض للماء عند السباحة. تكون أشعة الشمس أقوى من الساعة 10 صباحاً إلى الساعة 4 مساءً فيجب أخذ المزيد من الحذر خلال هذا الوقت واختيار مستحضر عليه رقم SPF 15 أو أعلى.

انتبه هذا الصيف ونبّه الآخرين... 

لا تبخل على الآخرين بالمعلومة... شاركهم بها

المصادر :

هنا

هنا