الطب > مقالات طبية

نشاط الشمس أثناء ولادتنا قد يكون له تأثير على أعمارنا

لا يزال العاملون في المجال الصحّيّ يحذرّوننا من أنّ التعرّض الزائد لأشعّة الشمس يزيدُ بشكلٍ واضحٍ من خطرِ إصابتنا بسرطان الجلد، لكن يبدو أنّ الأشعّة فوق البنفسجيّة لها القدرة على التأثير على مدّة حياتنا وذلك خلال مرحلة الطفولة. هذا ما اقترحته دراسةٌ حديثة تمّت في الجامعة النرويجيّة للعلوم والتكنولوجيا، إذ أظهرت هذه الدراسة أنّ الولادة في فترةٍ من النشاط الشمسيّ الزائد قد تقصَّر المدّة المتوقّعة لحياتنا بما يزيد عن خمس سنوات.

يقول الباحثون: "هذه هي الدراسة الأولى التي تشير بشكل واضحٍ إلى دور الأشعّة فوق البنفسجيّة في الطفولة المبكّرة، إذ تُعتبر الأشعّة فوق البنفسجيّة مثارَ قلقٍ عالميّ وذات تأثيراتٍ محتملة على البيئة، كما أنّه من المُتوقّع أن تزيد المستويات المستقبليّة من الأشعّة فوق البنفسجيّة بسبب التّغيرات المناخيّة والتبدّلات التي تطرأ على طبقة الأوزون. وبالتالي فإن نتائج دراستنا تزيد من فهمنا لتأثيرات الأشعّة فوق البنفسجيّة على حياة الكائنات الحيّة بشكلٍ عام، بما فيها صحّة الإنسان".

لقد قام الباحثون بجمع بياناتٍ من 8662 شخصاً ولدوا في النرويج بين عامي 1676 و 1878. تمّ تصنيف هؤلاء الأشخاص حسب وضعهم المادّي إلى أشخاصٍ أغنياء أو فقراء و إلى أشخاصٍ وُلدوا أثناء فترة النشاط الشمسيّ المرتفع أو أشخاصٍ ولدوا أثناء فترة النشاط الشمسيّ المنخفض.

أظهرت النتائج أنّ متوسّط أعمار الأشخاص الذين ولدوا أثناء فترة النشاط الشمسيّ المرتفع كان أقصر بحوالي 5.2 عامًا مقارنةً بأولئك الذين ولدوا أثناء فترة النشاط الشمسيّ المنخفض، كما كان المواليد الذين يولدون أثناء فترة النشاط الشمسيّ المرتفع أكثر عرضةً للوفاة قبل أن يبلغوا الثانية من العمر مقارنةً مع أقرانهم ممّن ولدوا في فترات النشاط الشمسيّ المنخفض. وقد أظهرت النتائج أيضاً أنّ النساء من الطبقة الاجتماعيّة الاقتصاديّة الفقيرة اللواتي يولدنَ في فترات النشاط الشمسيّ المرتفع كنَّ أكثر عرضةً لأن يكنَّ عقيمات، على عكس النّساء من الطبقة الاجتماعيّة الاقتصاديّة الغنيّة.

يضيف الباحثون بقولهم: "تقترح نتائجنا أنّ تعرّض الأم أثناء حملها إلى النشاط الشمسيّ قد يؤثّر على صحة أطفالها الإناث، كما أنّ تأثير الحالة الاجتماعيّة الاقتصاديّة على العلاقة بين تأثير النشاط الشمسيّ ومدى خصوبة المرأة يقترح أنّ النساء الحوامل الغنيّات كنّ أكثر قدرة على تجنّب التأثيرات الضارّة للنشاط الشمسيّ المرتفع".

لم يستطع الفريق البحثيّ تحديد السبب الذي جعل النشاط الشمسيّ يؤثّرُ على مدّة حياة الإنسان، لكنّهم يفترضون أنّ السبب له علاقة بتأثير النشاط الشمسيّ السلبيّ على فولات الفيتامين (بي 9) (Vitamin B Folate)

لذا تُنصح أيّة امرأة تتوقّع أن تنجب بتناول فولات الفيتامين B9 أو مايسمّى (حمض الفوليك) وذلك للوقاية من حدوث تشوّهات ولاديّة كبيرة لدى جنينها قد تؤثّر على دماغه أو نخاعه الشوكيّ. ويُعتبر حمض الفوليك من الأمور الأساسيّة لعملية تكاثر الخلايا في جسم الإنسان خصوصاً أثناء الحمل.

• تبلغ الدورة الشمسيّة 11 سنة. ثلاث منها تتميّز بالنشاط الشمسيّ المرتفع وثمانٍ منها تتميّز بالنشاط الشمسيّ المنخفض. يتمّ قياس النشاط الشمسيّ عن طريق البقع الشمسيّة و التوهّجات الشمسيّة.

المصدر:

هنا