الكيمياء والصيدلة > كيمياء حيوية

أرنب البحر يحول الصباغ في طعامه إلى سلاح كيماوي

حيوان رخوي إسمه أرنب البحر, يستطيع تحويل الصباغ الموجودة في طعامه إلى سلاح كيماوي!


بما أن هذه المخلوقات لا تملك صدفة للحماية لتختبئ فيها, فهي تعتمد على "بخاخات" لتدافع عن نفسها و تبقي المفترسين بعيداً عنها.

أرنب البحر, هو أول حيوان تم إكتشافه يأخذ الخضاب المستخدم في التركيب الضوئي من طعامه و يحوله إلى جزيئات يستخدمها لإبعاد الحيوانات المهاجمة, يقول الباحثون.

بعض الحيوانات تصنع من البروتينات مركبات كيميائية مؤذية, حيوانات أخرى تحتفظ بأنواع من السموم في جسمها و تستخدمها عندما تحتاجها, مثل فراشة تدعى بفراشة مونارش, التي تأكل نبات الصقلاب السام, فتصبح سامة للطيور التي تأكلها. لكن القيام باستبدال بسيط لتحويل الصباغ الموجود في الطحالب إلى مواد دفاعية سامة هو أمر جديد كليّاً.

مثل الحلزونات, أرنب البحر كائن رخو, بطيء, و ممتلئ الجسم. هذه المخلوقات (سميت بهذا الإسم لأن مستشعراتها تشبه إذني الأرنب) تقتات على الطحالب و عشب البحر الموجود في المياه الساحلية. و لكن مثل باقي الرخويات, لا تملك صدفة لتختبئ فيها. لذلك عندما تواجه مفترسين مثل السلطعونات, تقوم ببخ مزيج من حبر أرجواني غامق و مادة بيضاء لامعة تدعي أوبالين (opaline).

لمعرفة أية مكون يسبب الأذى من مكونات الحبر, قام الباحثون بتحليل حبر أرانب بحر كاليفورنا, و أجروا عدة اختبارات بتعريض السلطعونات الزرق إلى المكونات المنفصلة لهذا الحبر.

أحد المركبات الموجودة في الحبر كانت بالذات مزعجة للسلطعونات و هي: الأبليسيوفيولين (aplysioviolin) , السلطعونات تجنبت الروبيان (الذي يعتبر طعام مفضل لديها) عندما أضافوا لها القليل من المادة السابقة.

أظهر فريق البحث كيف يقوم أرنب البحر بصناعة ال APV (إختصاراً لل aplysioviolin). يوجد مادة كيميائية مستخدمة في التركيب الضوئي تدعى بال phycoerythrobilin موجودة في الطحالب الحمراء و بعض الكائنات الحية الأخرى, و تشكل هذه المادة الطليعة الأولى في عملية تركيب ال APV. عندما تقتات أرانب البحر على هذه الطحالب, نقوم بعمليتين بسيطتين على ال phycoerythrobilin هما إزالة بروتين و إضافة ميتيل. و هكذا ينتج الAPV .

بعكس الأحبار التي يطلقها الحبار, هذا الحبر لا يسبب العمى المؤقت أو أي تشويش بصري, بل يؤثر بالحواس الباقية. ففد جرب باحث غض بصر السلطعونات بشكل مؤقت و إضافة ال APV, كانت النتيجة ردة الفعل نفسها.

عندما جربوا بخ السلطعونات بمشابه لهذا الحبر, وجدوا أنها وقعت في ما يشابه فخ حسّي, حيث بدأت بالإستعداد و تصرفت مخدوعة كأنها تأكل. لكن المركب الذي سبب هذا التصرف كان موجود في مادة ال opaline , لا في الحبر الأرجواني.

لا تبخل على أصدقائك بالمعلومة, انشرها لتعم الفائدة

source: هنا