علم النفس > القاعدة المعرفية

الاضطراب العاطفي الموسمي- اكتئاب الشتاء.

الاضطراب العاطفي الموسمي 'Seasonal Affective Disorder' هو نمطٌ من الاكتئاب مرتبطٌ بالتغيرات الموسمية (المرافقة لفصل الشتاء غالباَ)، حيث يبدأ هذا الاضطراب وينتهي في نفس الفترات من كل عام.

عند غالبية الناس يبدأ في فصل الخريف ويستمر خلال أشهر الشتاء، تستهلك هذه الاضطرابات طاقتك تدريجيّاً، وتجعلك مزاجيّاً. قد يدخل الفرد أحياناً بحالة اكتئاب في الربيع وبدايات الصيف.

لا تُهمل هذه الاضطرابات السنوية ولا تعتبرها حالات حزن شتائية عابرة... عليك أن تقوم بخطوات جدية لتواجه هذه الحالة باستقرار وصلابة...

- الأعراض:

بعض الأشخاص يعانون من أعراض الاكتئاب خلال شهور الشتاء والتي قد تظهر تدريجياً أو بشكل مفاجئ؛ وغالباً ما تتبدد خلال الربيع وتبقى دفينة خلال فترة الصيف لتعود من جديد في الخريف. تظهر الأعراض غالباً في الأشهر الأكثر برودة ً في الشتاء والخريف، أي في الفترة التي يكون التعرض فيها لأشعة الشمس قليلاً أو نادراً. أعراض الاكتئاب تظهر بشكل متدرجٍ وخفيف ولكن قد تظهر بشكل حاد.

كما أن الاشخاص الذين تكون طبيعة عملهم في الأماكن المغلقة والمكاتب حيث يقضون فيها ساعات فيها قد يعانون من هذه الأعراض طوال السنة وليس فقط في فترة الشتاء. وقد تظهر بعض هذه الأعراض أيضاً عند بعض الأشخاص في حالات تقلبات الطقس كالطقس الغائم مثلاً. تتضمن هذه الأعراض التالي: التعب - انعدام الرغبة بالقيام بالنشاطات الاعتيادية - الانغلاق الاجتماعي - الرغبة في أكل الطعام الغني بالكربوهيدرات المسببة لزيادة الوزن.

قد لا تظهر جميع هذه الأعراض على الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب أو تظهر أعراض أخرى غير اعتيادية؛ فعلى سبيل المثال قد تكون طاقة الفرد وحيوته بمستوى جيد وطبيعي ولكن تناوله للطعام المليء بالكربوهيدرات قد يكون بكميات مبالغ بها.

في بعض الأحيان قد تكون الأعراض بعكس الأعراض الشائعة، فمثلاً بدل زيادة الوزن يحدث فقدانٌ للوزن. أو قد تظهر أعراض الاكتئاب في فصل الصيف بدلاً من الشتاء، وربما تظهر كردّة فعل بسبب الحرارة والرطوبة العاليتين. في هذه الحالات غالباً ما يرافق الاكتئابَ حالاتٌ من الأرق وضعف الشهية وفقدان الوزن والقلق.

كيف تتقدم أو تحدث الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسميّ؟ لا يعرف السبب الرئيسيّ لهذا الاضطراب حتّى الآن، في حين تتهم مجموعةٌ من العوامل بذلك:

- قد يسبب انخفاض مقدار الأشعة الشمسيّة الّتي يتعرّض لها الفرد اضطراباً في ساعته البيولوجيّة ما يسبب بدء الاضطراب من النمط الشتويّ.

- انخفاض مقدار السيروتونين في الدّماغ، إذ يحدث ذلك بسبب قلّة التعرّض لأشعة الشمس أيضاً.

- انخفاض كمية الميلاتونين أيضاً لنفس السبب، ولا ننسى أنّ هذا الهرمون يلعب دوراً هامّاً في تنظيم النوم واليقظة.

والجدير بالذكر انه كلما ابتعدنا عن خط الاستواء كلما ازداد احتمال الإصابة بهذه الاضطرابات.

أصعب الشهور لهذه المشكلة هما شهرا كانون الثاني وشباط. ولا يوجد عمر محدد لظهور هذه الأعراض ولكنها أكثر شيوعاً ما بين عمر 18 و30 سنة.

العلاج:

التعرض الزائد لضوء الشمس يقلل من أعراض الاضطرابات الفصلية، وقد يكون ذلك عن طريق المشي لفتراتٍ طويلة في الخارج للتعرض لأشعة الشمس، أو أن يتم الجلوس في مكتب أو غرفة، وبالقرب من نافذةٍ تدخل عبرها أشعة الشمس.

إذا كانت أعراض الاكتئاب حادة ومؤثرة بشكل جدي على الحياة اليومية، فإن المعالجة بالضوء (Phototherapy) قد أثبتت فعاليتها وتأثيرها الإيجابي الكبير كخيار فعال للعلاج. ذلك أنّ الدراسات أثبتت أن التعرض للضوء الساطع يغير من توازن المواد الكيميائية في الدّماغ بشكل كبير.

يتمّ تنفيذ هذا العلاج بتعريض المصاب لضوء ساطع جداً (غالباً من مصباح فلوروسنت متوهج خاص وساطع جداً) لمدة 30 – 90 دقيقة في اليوم خلال فصل الشتاء.

بالإضافة لذلك أثبتت جلسات العلاج النفسي تأثيراً إيجابياً كبيراً لتحسين حالة الاكتئاب.

بجميع الأحوال ننصح الجميع ممن يشكّون بأنّ لديهم أيّاً من أعراض هذا الاضطراب بطلبِ المساعدة من طبيب مختصّ، فتشخيص هذا الاضطراب قد يتداخل مع كثير من الاضطرابات الفيزيولوجية أو النفسيّة الأخرى كنقص الإفرازات الدّرقيّة أو نقص سكر الدّم أو نوع من العدوى الفيروسية أو اضطرابات نفسيّة أخرى أكثر جديّة كالاكتئاب الحاد أو المزمن أو اضطراب ثنائي القطب.

وبالتالي فإنّ التشخيص الدقيق والمبكر يضمن تدبيراً أفضل للحالة، فالطبيب المختص قادرٌ على تقديم العلاج المناسب والسيطرة على الحالة بشكلٍ جيّد.

لا تنسى أنّ طلب العلاج النفسيّ هو حالةٌ صحيّة مفيدة وهامّة، ويجب على الجميع تقبّلها ونصحُ الآخرين ممن قد يلزمهم ذلك بها.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا