المعلوماتية > عام

التخصصات الجامعية المتعلقة بالكومبيوتر وتقنية المعلومات (الجزء الثاني)

عرضنا في المقال الأول معلومات حول عدة اختصاصات وهي هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب وهندسة البرمجيات والفروق والتباينات بينها. سنستكمل في الجزء الثاني عرض ثلاثة اختصاصات أخرى وهي تقنية المعلومات، وهندسة التحكم والأنظمة، وإدارة نظم المعلومات. طبعاً من المهم التذكير بأن هذه الاختصاصات والاختصاصات المذكورة في المقال السابق ليست على المستوى نفسه، بمعنى أنه قد يكون أحدها فرع من الآخر، كمثال على ذلك في المقال السابق ذكرنا أن هندسة البرمجيات قد يختص بها طلاب علوم الحاسوب أو هندسة الحاسوب على حد سواء، وهذا ما يعطي مرونة أكبر للأشخاص الطامحين بجعل التكنولوجيا والحواسيب مهنتهم.

تقنية المعلومات Information Technology :
لعل هذا الاختصاص والمعروف اختصاراً بالـIT هو الأشهر على الإطلاق، وهو يمثل الحقل الأوسع الذي تتفرع منه باقي الاختصاصات، كنظم المعلومات أو إدارة النظم وغيرها. العاملون بمجال الـIT هم المتحكمون الحقيقيون بالتكنولوجيا.
تقوم تقنية المعلومات عملياً بتوظيف أنظمة التشغيل والبرمجيات والتطبيقات المتاحة بشكل تبادلي لخلق نظام أشمل وأوسع بهدف حل مشكلة معينة في مجال ما. أما على صعيد الشبكات، فيقومُ اختصاصيوالـIT ببناء الشبكات للقيام بمهام معينة.

أما عن طلاب الـIT، فإن معظم البرامج الدراسية العالمية لهذا المجال تركز على تدريس الطلاب بعمق حول الشبكات وقواعد البيانات وتصميمها، كما يُعطى الطلاب أساسيات الرياضيات التطبيقية. أحد أهم المفاتيح للنجاح في مهنة الـIT هو تمتع الشخص بذكاء حاد وقدرة على التفكير الحرج، حيث يتمحورُ هذا الاختصاص في مجمله حول إيجاد حلول تقنية لمشاكل في عدة مجالات، وعليهم دائماً إيجاد أفضل الحلول بأقل التكاليف وبأعلى أداء ممكن.

وهنا قائمة بأهم الاختصاصات الفرعية عن تقنية المعلومات:
* محلل أمن المعلومات: مهمة محلل أمن المعلومات منع الهجمات الإلكترونية عن طريق مراقبة الشبكات الخاصة بمكان عمله، والتجهيز لأي خرق أمني عبر وضع خطط طوارئ ناجحة في حال التعرض لهجوم.
* مصمم الشبكات (أو مهندسي الشبكات): ومهمته تصميم وبناء الشبكات بمختلف أنواعها.
* مختص الدعم التقني: مهته توفير النصيحة للأفراد غير الاختصاصيين العاملين على برنامج معين ضمن مجال عمل معين، ومساعدتهم في التغلب على المشاكل التي يواجهونها عند استخدام هذه البرامج.
* مدير قواعد البيانات: مهمته تنظيم وتخزين البيانات المسؤلين عنها في قواعد بيانات باستخدام برمجيات وتطبيقات مختصة.
* مدير النظم: مهمتهم القيام بالصيانة الدورية للنظم والشبكات.

هندسة التحكم والنظم Systems and Control Engineering:
يتمحورُ هذا الاختصاص حول تحليل النظم وتصميمها والتحكم بها. تتطلبُ هذه الاختصاصات النظرية والتطبيقية معرفةً بالعديد من الأدوات وفهماً للكثير من الطرق بهدف إيجاد حلول مناسبة دائماً.
يدرس طلاب هذا الاختصاص المفاهيم الأساسية والأدوات التحليلية والطرق الهندسية المطلوبة عند تحليل وتصميم أنظمة تقنية وغير تقنية معقدة. كما تتم تهيئتهم لتقييم وحل المشاكل المتعلقة بالنمذجة، وصناعة القرار، والتحكم، والاختيار الأمثل لحل المشاكل كالمشاكل الآتية مثلاً: نمذجة وتحليل الأنظمة الحيوية المعقدة، والتحكم الآلي بالنباتات الصناعية، ونماذج دراسة السياسات البيئية للدول النامية، والتخطيط الأمثل لإدارة النظم العملاقة.
يكتسبُ هذا الاختصاص أهمية أكثر يوماً بعد يوم، وذلك لكونه أصبح جزءاً أساسياً من العديد من الاختصاصات التقنية وغير التقنية كهندسة العمليات، والصناعة، وهندسة الطيران والنقل، والطاقة، والهندسة الطبية، والأنظمة المدمجة، والهندسة البيئية، وحتى في اختصاصات كالمرافق الوطنية، والتمويل، والإدارة وغيرها الكثير.

إدارة نظم المعلومات Management Information Systems:
تعرف اختصاراً بـMIS، وهي دراسة الناس والتكنولوجيا والمنظمات والعلاقة بينهم. يساعدُ خبراء إدارة نظم المعلومات الشركاتِ في تحديد أقصى حد من الأرباح الممكنة إثر استثمار معين. ويتمحورُ هذا الاختصاص حول الأشخاص، ويركز بشكل كبير على خدمتهم باستخدام التكنولوجيا. لذلك إذا كنت تحب التكنولوجيا وتهدف إلى استخدامها لغرض تحسين حياة الناس، فهذا الاختاصاص لك!

تستخدمُ الشركات نظم المعلومات على كل الأصعدة والمستويات من معالجة وتجميع وتخزين البيانات وما إلى ذلك، حيث يتم تجميع هذه البيانات ثم نشرها بشكل معلومات منظمة تتيح استمرارية أعمال هذه الشركات.
أصبحت جميع الشركات في يومنا هذا تعتمد على نظم المعلومات في جميع نواحي عملها من أبسط المهام إلى أعقدها، وقد أصبح الارتباط بين أي شركة ونظم المعلومات وثيقاً جداً، فخبراء نظم المعلومات يعملون على خلق نظم معلومات بتنظيم البيانات بهدف تلبية احتياجات المدراء وطاقم العمل وحتى الزبائن.

يندرجُ  أمن المعلومات تحت مهام خبراء نظم المعلومات، لذا يتعلم الطلاب أهم الإجراءات الأمنية فيما يخص نظم المعلومات، إلى جانب تعلمهم كيفية تصميم وتنفيذ واستخدام نظم المعلومات بطرق إبداعية تضمن رفع فعالية الشركات.
إذا كنت من هواة البرمجة، فهذا المجال لا يناسبك بتاتاً، حيث أنه على عكس ما قد يظن البعض، تمثلُ البرمجة جزءاً صغيراً جداً من اختصاص نظم المعلومات، إذ إن نظم المعلومات تتضمن تحليل البيانات، والعمل الجماعي، ومهارات القيادة، وإدارة المشاريع، وخدمة الزبائن، لذا هي أقرب إلى مجال إدارة الأعمال.

في النهاية، رأينا معاً أن التكنولوجيا والاختصاصات المتعلقة بها كثيرة ومتشعبة، وعلى من يريد أن يتخذ من التكنولوجيا مهنةً ليضمن لقمة عيشه أن يفكر كثيراً وأن يحدد تماماً ما يحب وما يرغب، وعندها يمكنه أن يختار الاختصاص الأنسب. فإذا كنت من من هم على عداء مع الرياضيات مثلاً، لا تيأس، فليس من الضروري أن تدرس علوم الكومبيوتر أو هندسة البرمجيات لتتخذ من التكنولوجيا مهنة لك، كما رأينا يمكن أن تختار اختصاصات إدارية التوجه أكثر ولا تطلب معرفة وفهم عميقين لمبادئ الرياضيات. أما اذا كنت تطمح باختصاص صعب وعلمي التوجه، فأنت غالباً أمام خيارين لا ثالث لهما، والجميل أنه يمكنك أن تتبع إحدى هذين الخيارين في عدة اختصاصات، فإذا كنت تحب الكابلات والتوصيلات والاتصالات وعلى توافق مع معمعة الألوان والرموز لكل كابل وكل توصيلة وكل جهاز فعليك بالشبكات. أما اذا كنت من عشاق الكود وترى في تلك السطور العصية الفهم أمراً مشوقاً، فعليك بالبرمجيات وتوابعها. وإذا كنت تحبهما سويةً، فليس من الصعب إتقانهما معاً! مادام الشغف والإرادة والإصرار حاضرين!

المصادر: هنا و هنا و هنا