الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة

الفلسفة العبثية

أكيد تساءلت شي يوم يا ترى نحنا ليش موجودين... وكل عمرون الفلاسفة عبر التاريخ بيتساءلوا نفس السؤال... وكل حدا منهون وصل لجواب... أو ما وصل... خلونا نشوف شو صار مع اللي ما وصلوا :)

المذهب العبثي

ــــــــــــــــــــــ

تشير كلمة "العبثية" في الفلسفة إلى الصراع بين ميل الإنسان للبحث عن الحقائق الكامنة ومعنى الحياة وبين عدم قدرة الإنسان على الوصول لأي منها. وفي هذا المجال فإن كلمة "العبثي" لا تعني أن الأمر "مستحيل منطقيا"، ولكن تعني بالتحديد أنه "مستحيل بالنسبة للإنسان". وإن هذا العبث ليس بسبب أي من الكون أو عقل الإنسان، ولكن على خلاف ذلك فإن هذه العبثية تنشأ من الطبيعة المتناقضة القائمة بينهما.

على كل حال، فإن العبثية مدرسة فكرية في الفلسفة ترى أن جهود الإنسانية في الوصول إلى الحقيقة الكامنة ستفشل في النهاية، لأن الكم الهائل من المعلومات فضلاً عن المساحة الكبيرة من عدم القدرة على تأكيد أي منها تجعل الأمر مستحيلا.

وترتبط العبثية بشكل كبير مع مذهبي الوجودية والعدمية، وقد بدأت جذورها في القرن التاسع عشر لدى الفيلسوف الدنماركي #سورين كيركيغارد #Søren_Kierkegaard والذي اختار أن أن يواجه الأزمة التي تواجه البشرية في هذه الحياة العبثية من خلال تطوير فلسفة وجودية. وقد ولدت العبثية كنظام اعتقادي في الحركة الوجودية الأوروبية التي انطلقت خاصة بعد أن رفض الكاتب والفيلسوف الفرنسي الجزائري ألبرت كامو بعض المفاهيم من الخط الفلسفي ونشر مقالة "أسطورة سيزيف". وقد قدمت نتائج الحرب العالمية الثانية البيئة الاجتماعية التي نشطت وجهة النظر العبثية وسمحت لها بالتطور وخاصة في دولة فرنسا المدمرة.

وفي التناقض بين ميل الإنسان للبحث عن معنى الكون، وبين انعدام المعنى له، يظهر للإنسان طرق ثلاث لحل هذه المعضلة وفقاً لما قدمها كل من كيركيغارد وكامو في أعمالهم "المرض حتى الموت 1849" و"أسطورة سيزيف 1942":

- الانتحار "الهرب من الوجود": وهو الحل الذي ينهي به الإنسان حياته الخاصة. وقد رفض كل من كيركيغارد وكامو جدوى هذا الخيار، ويرى كامو أن الأمر لا يواجه العبثية، بل يصبح أكثر عبثية بإنهاء الإنسان لحياته.

- المعتقدات الدينية والوروحية المجردة التي تتحدث عن عالم متعال: وهو الحل الذي يؤمن به الشخص بوجود واقع أبعد من كل هذا العبث، وعلى هذا النحو واقع له معنى. وقد ذكر كيركيغارد أن الإيمان بأي شيء أبعد من الواقع العبثي يتطلب معتقدات دينية غير عقلانية ولكن لربما تكون ضرورية في مثل هذا الشيء غير القابل للإثبات الملموس والتجريبي. إلا أن كامو اعتبر هذا الحل "انتحاراً فلسفياً".

- القبول بالعبثية: وهو الحل الذي يتقبل فيه الشخص عبث هذه الحياة ويتابع في حياته على الرغم من ذلك. وقد أيد كامو هذا الحل مؤمناً بأن تقبل هذه العبثية يمكن أن يحقق للإنسان الحرية المطلقة، وذلك من خلال تفهم عدم وجود القيود الدينية أو الأخلاقية ومن نخلال التمرد على العبثية في الوقت نفسه الذي يتقبل أنها شيء لا يمكن إيقافه، يمكن للمرء أن يكون محتوى عن المعنى الشخصي المكون خلال هذه العملية. إلا أن كيركيغارد على الضفة الأخرى، اعتبر هذا الحل "جنوناً شيطانياً".

ووفقاً للعبثية فإن البشر يحاولون تاريخياً العثور على معنى لحياتهم، وغالبا ما تودي نتائج هذا البحث تقليدياً إلى إحدى نتيجتين: إما أن الحياة لا معنى لها، أو أن الحياة تحوي في داخلها على غرض منصوص من قبل سلطة أعلى، مما يدفع للإيمان بوجود الله والانضمام لدين معين أو مفهوم مجرد مشابه.

إعداد: عامر صالح

المصدر:

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة قبل التعديل: هنا

 

قراءات أخرى:

تحميل أسطورة سيزيف: هنا