الطب > مقالات طبية

الإفراط في شرب الكحول والسكتة الدماغية

ينصح الأطباء والعاملون في المجال الصحي بتحديد كمية الكحول اليومية بحوالي كأسين من الشراب (8 أونصات oz من النبيذ) للرجال، وكأس (أو 4 أونصات من النبيذ) للنساء، وذلك للتقليل من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية. لكن عمليًا، غالبًا ما يتم تجاوز هذه الكمية المنصوح به بحلول الساعة الخامسة مساءً.

وقد وجدت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Stroke التابعة للجمعية الأمريكية للقلب American Heart Association، أن الإفراط في شرب الكحول في منتصف العمر يرفع خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من أي عامل خطورة آخر.

تقول Pavla Kadlecová، وهي عالمة إحصاء في المركز الدولي للبحث السريري في مستشفى St. Anne's University Hospital في جمهورية التشيك: "إن تجنّب البالغين في منتصف العمر شرب أكثر من كأسين من الكحول، قد يكون وسيلة لمنع حدوث السكتة الدماغية في سنٍّ إنتاجية لاحقة (في الستينات من العمر)".

قامت Kadlecová مع زملاء لها بجمع البيانات من سجل التوائم السويدي Swedish Twin Registry، الذي قام باستخلاص سجلات المتابعة والتخريج من المستشفى وأسباب الوفيات ومعلومات أخرى من السجلات الطبية عبر 43 سنة.

في بداية الدراسة، قام 11،644 توأمًا سويديًا، ذوي أعمار أقل من 60 سنة آنذاك، بتعبئة استبيانات في الفترة ما بين 1967 و 1970. وعلى الرغم من أن العلاقة بين السكتة الدماغية والشرب المفرط قد تمت دراستها من قِبَل دراسات سابقة، لكن نادرًا ما قامت هذه الدراسات بأخذ الفروق العمرية بعين الاعتبار.

قام الباحثون بتعريف "الإفراط في الشرب" بأنه استهلاك أكثر من كأسين يوميًا، و"الشرب الخفيف" باستهلاك أقل من نصف كأس في اليوم. وطُلب من المشاركين تعبئة الاستمارات بما يوافق نمط استهلاكهم للكحول؛ مُفرط - متوسط - خفيف - لا أشرب الكحول. ثم تمت مقارنة استهلاك الكحول مع عوامل الخطورة الشائعة الأخرى للسكتة الدماغية بما فيها؛ ضغط الدم العالي وداء السكري والتدخين. علمًا بأن شرب الكحول بإفراط لفترة طويلة قد يؤدي إلى ارتفاعات حادة في ضغط الدم، بالإضافة إلى قصور قلبي وعدم انتظام في دقات القلب.

ومع نهاية الـ 43 عامًا التي امتدت خلالها الدراسة، كان 30% من المشاركين قد أُصيب بالسكتة الدماغية. ووُجد أن المفرطين في الشرب من المشاركين كانت لديهم نسبة خطورة أعلى بـ 34% عند مقارنتهم مع خفيفي الشرب.

وُجد أيضًا أن الإفراط في الشرب خلال الخمسينات والستينات من العمر يزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بوقت أبكر بـ 5 سنوات. كما أن الإفراط في الشرب في منتصف العمر يزيد خطر حدوث السكتة الدماغية أكثر من أي عامل خطورة أخر، بينما تزداد أهمية الدور الذي يلعبه كل من السكري وضغط الدم المرتفع بحدود عمر الـ75.

ووفقًا للجمعية الأميركية للسكتة الدماغية American Stroke Association، فإنّه يمكن تقسيم عوامل الخطورة المتعلقة بالسكتة الدماغية إلى عوامل غير قابلة للتغيير، مثل؛ العمر والجنس والعِرق والعوامل الوراثية. وأخرى قابلة للتغيير والمعالجة والسيطرة عليها؛ كضغط الدم المرتفع والتدخين والنظام الغذائي السيء والكسل وعدم ممارسة الرياضة.

نرى إذًا أنه يجب علينا أن نعيد النظر في دور الكحول في زيادة خطر التعرض للسكتة الدماغية، بعد أن كان هذا الدور غير موثّقٍ بدقّة في الماضي.

المصدر:

هنا