الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

العقد الدرقية Thyroid Nodules

يُشير مصطلح العُقد الدرقية إلى نموٍ غير طبيعي في الخلايا الدرقية إذ يُشكِّل انتفاخًا على شكل كتلة ضمن الغدة الدرقية، ويعدُّ ظهور هذه العقد شائعًا، وقد تظهر عدة عقد عند الشخص نفسه، لكنَّها في معظم الحالات لا تُشخَّص.

لحسن الحظ فإنَّ 95% من العقد الدرقية حميدة (غير سرطانية)، ولكن لا بدَّ من إجراء اختبارات لنفي وجود السرطان.

يُشير مصطلح العقد الدرقية إلى نموٍ غير طبيعي في الخلايا الدرقية إذ يُشكِّل انتفاخًا على شكل كتلة ضمن الغدة الدرقية، ويعدُّ ظهور هذه العقد شائعًا ويلاحظ عند 5-10% من النساء و1-5% من الرجال، وتكون أقل شيوعًا عند صغار السن بـ10 مرات منها عند كبار السن، وقد تظهر عدة عقدٍ عند الشخص نفسه، لكنَّها في معظم الحالات لا تُشخَّص!

ما إن يُكتَشَف انتفاخٌ في النسيج الدرقي فإنَّه من الواجب أن يؤخذ احتمال الخباثة (السرطان) بعين الاعتبار، ولحسن الحظ فإنَّ 95% من العقد الدرقية حميدة (غير سرطانية) ولكن لا بدَّ من إجراء اختبارات لنفي وجود السرطان.

الأعراض:

في معظم الحالات لا يترافق وجود العقد الدرقية مع أيَّة أعراض، وهي غالبًا ما تُكتشف صدفةً في أثناء الفحص السريري الروتيني للغدة الدرقية أو عن طريق تقنيات التصوير للعنق لأسباب مختلفة تمامًا مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو)، والتصوير المقطعي المحوسب، والرنين المغناطيسي للصدر أو العمود الفقري...، لكنَّ الغالبية العظمى من المرضى يشعرون بانتفاخٍ في مقدمة العنق يتضخم  تدريجيًا، وقد يشعر المريض بألمٍ في العنق أو الفك أو الأذن، وصعوبةٍ في البلع وخاصةً إذا كانت العقد كبيرة الحجم لدرجة الضغط على القصبة الهوائية أو المريء، وفي حال وجود أعراضٍ أو عدم وجودها، ينبغي مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي انتفاخ في العنق.

أسبابها:

على الرغم من أنَّ معظم العقد الدرقية مجهولة السبب لكنَّها شائعة جدًا، وترجع أسبابها إلى عدَّة عوامل:

• فرط النمو في نسيج الغدة الدرقية.

• كيسات مملوءة بالسوائل.

• التهاب في الغدة الدرقية (داء هاشيموتو Hashimoto’s thyroiditis وهو السبب الأكثر شيوعًا لقصور الدرق).

• الأورام (قد تكون حميدةً أو سرطانية).

•  يمكن أن تنشأ عن نقص اليود في النظام الغذائي.

كيف تُشخَّص العقدُ الدرقية؟

ما إن تُكتشف العقدة بالفحص السريري (جس العقدة في العنق) حتى يلجأ الطبيب إلى تحري سلامة الغدة الدرقية بأكملها، والبحث عن وجود قصورٍ أو فرطٍ في نشاط الغدة، ويتضمن الفحص المخبري الأَولي معايرة لهرمون الدرق، والتيروكسين T4، والهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH في الدم؛ لتحديد فيما إذا كانت وظائف الغدة طبيعيةً أم لا.

ونظرًا إلى أنَّه من المستحيل تحديد كون العقدة حميدةً أم خبيثةً بالفحص السريري والمخبري، تُشخص العقد الدرقية عن طريق الفحوص الثلاثة الآتية:

1- تصوير الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية (إيكو الدرق والعنق).

يُحدِّد هذا الاختبار الدقيق فيما إذا كانت العقدة صلبةً أم مملوءةً بسائل (كيسية cyctic)، ويحدد أيضًا حجم العقدة ويَكشفُ العقد الصغيرة التي لا تظهر في أثناء الفحص، ويُوجِه إلى احتمال كونها خبيثةً عن طريق بعض الصفات النوعية للعقد التي تكون أكثر تواترًا في العقد السرطانية منها في العقد غير السرطانية، ويُستخدم ايكو الدرق لمتابعة الحالات التي لا تتطلب الجراحة لتحديد فيما إذا كانت العقد تستمر في النمو أو تتقلص مع مرور الوقت.

2- مسح الغدة الدرقية (إجراء مسح لِقبط الغدة الدرقية لليود المشع).

يُجرى هذا الاختبار لتحديد فيما إذا كانت العقدة الدرقية تعمل على نحوٍ مشابه لنسيج الغدة (تقبط اليود وتنتج الهرمونات الدرقية وتفرزها) وفي هذه الحالة تُدعى العقدة حارة hot nodule، أو أن تكون غير فعالة وظيفيًا وتُسمى بالعقدة الباردة cold nodule.

97% من العقد الحارة هي عقدٌ حميدةٌ في حين أنَّ العقد الباردة هي أكثر احتمالًا لأن تكون خبيثةً (10% منها قد تحوي سرطان).

3- الخزعة عن طريق الرشف بالإبرة الدقيقة (Fine Needle Aspiration Biopsy).

يُستخدم لإجراء هذه الخزعة إبرة صغيرة جدًا، وقد لا تحتاج هذه العملية إلى مخدرٍ موضعي، وغالبًا ما تُجرى في عيادة الطبيب ويستطيع المريض العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية مباشرةً بعدها، وعادة ما تُؤخذ عدة عينات من أجزاءٍ مختلفةٍ من العقدة؛ للحصول على كميةٍ كافية لكشف الخلايا السرطانية في حال وجودها. وتُعاين الخلايا بعد ذلك تحت المجهر من قبل اختصاصيين في علم التشريح المرضي.

يُظهر تقرير FNA عادةً واحدةً من الحالات الآتية:

• العقدة الحميدة (غير سرطانية): وتمثل هذه الحالة 80% من الحالات، وبصفةٍ عامة لا حاجة هنا لإزالة العقدة إلا إذا كانت تتسبب بأعراضٍ مزعجةٍ مثل الشعور بالاختناق أو الصعوبة في البلع، وينبغي مراقبة العقدة بإجراء ايكو للعنق كل فترة.

• العقدة الخبيثة (سرطانية) أو هناك شكوكٌ في كونها سرطانية: وتمثل 5% من الحالات، وفي هذه الحالة يُجرى استئصال جراحي لكامل الغدة الدرقية.

• العقدة غير القابلة للتحديد: وتمثل 20% من الحالات، إذ لا يمكن الاعتماد على المعاينة تحت المجهر في تحديد نوع العقدة، وهنا تتخذ إجراءاتٌ أخرى.

كيف تُعالجُ العقد الدرقية؟

تُستأصلُ الغدة الدرقية (أو الفص الحاوي على العقدة) إذا تبين أنَّها سرطانية، وتُعدُّ معظم سرطانات الغدة الدرقية قابلة للعلاج، ونادرًا ما تسبب تهديدًا على الحياة، وتُراقب العقدة الحميدة بإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية كل 6-12 شهراً مع مراجعةٍ سنويةٍ للطبيب، وإذا لوحظ أنَّ العقدة تستمر بالنمو أو تتطور على نحوٍ مثير للقلق فمن المفضل أن تُستأصل أيضا.

المصادر:

هنا

هنا

هنا