الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة

السفر بالزمن إلى المستقبل

الحلقة الثانية: السفر إلى المستقبل

إن معظم الفلاسفة والعلماء يعتقدون أن السفر عبر الزمن ممكن جسدياً. ولتوضيح هذا المصطلح، يمكننا القول أنه في السفر عبر الزمن، تستغرق رحلة المسافر وفقاً لساعته الخاصة مقداراً مختلفاً من الوقت مقارنة مع المقدار الذي تستغرقه الرحلة وفقاً لساعة شخص لم يشارك في الرحلة.

إن السفر بالزمن إلى المستقبل مقبول بشكل جيد، ولكن السفر إلى الماضي هو الأكثر جدلية. وكما أن السفر بالزمن الذي يغير المستقبل أو الماضي يعتبر غير ممكن بشكل عام.

وفقا للنظرية النسبية، هناك طريقتان للسفر بالزمن باستخدام تمديد الوقت، إما عن طريق الحركة بسرعة عالية أو بالاستفادة من وجود حقل جاذبية شديدة. فإذا ما تحركت بسرعة عالية جداً يمكنك السفر إلى العام 2300 على الأرض (كما يقاس بالساعات الموجودة على الأرض أو غير المتحركة بالنسبة للأرض) بينما ستقيس ساعتك الشخصية أنه لم يمر سوى عشر سنين.

ويمكنك المشاركة في ذلك المستقبل، لا مشاهدته فحسب. ولكن لا يمكنك العودة إلى القرن الحادي والعشرين على الأرض عن طريق عكس السرعة. إنها ليست كما لو أنك قفزت فجأة إلى العام 2300 في المستقبل، بل كنت قد سافرت للأمام بشكل مستمر في كل من وقتك الشخصي والوقت الخارجي للعالم، وقد كنت ملاحظا بشكل مستمر من الأرض. ولكن وفقاً لوقت لعالم الخارجي فقد كان لديك عمر أطول من مثيلك الذي بقي على الأرض عند سفرك.

وإضافة إلى تمديد الوقت من خلال السرعة العالية، هنالك تمديد للوقت من خلال التواجد في حضور حقل جاذبية شديد، وهو ما يدعى تمديد الزمن الجاذبي. فبسبب جاذبية الأرض، فإن الأشخاص الذين يعيشون في الطابق الأرضي من البناء يتقدمون بالعمر بشكل أبطأ من مثلائهم الذين يعيشون في الطوابق العلوية من البناء نفسه. هذا النوع من السفر بالزمن سيكون ملاحظاً أكثر ما إذا كان الشخص الأصغر قريباً من ثقب أسود حيث تكون الجاذبية أكبر بكثير من جاذبية الأرض.

لا بد أنك قد سمعت أنه لا وقت كاف لأخذ رحلة في سفينة فضائية عبر المجرة كونها ممتدة عبر 100 ألف سنة ضوئية. ولذلك حتى لو كنت تسافر بسرعة الضوء تقريباً فسيتطلب منك ذلك آلاف السنين. من يملك ذلك الكم من الوقت؟ تبقى هذه النقطة ذات فهم خاطئ عن تمديد الوقت. إنها آلاف السنين وفقاً للساعات الموجودة على الأرض وليس وفقاً لساعة المسافر. فإذا ما كنت في السفينة التي تم تسريعها بشكل سريع إلى ما يقارب سرعة الضوء فستتقدم أنت وساعتك في الوقت بشكل بطيء بينما تسافر عبر المجرة. في الواقع، بسيفنة ذات سرعة مناسبة سيكون لديك متسع من الوقت للذهاب إلى أي مكان تتمنى الذهاب إليه في المجرة.

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا