البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

العامل المقاوم لمرض الملاريا يكمن في أحشاء البعوض الناقل له!

تمَّ اكتشاف عائلة / رتبة جديدة من البكتريا في البعوض الناقل لمرض الملاريا (Plasmoudium sp.)، وتم وصفها في عدد شهر شباط من مجلة International Journal of Systematic and Evolutionary Microbiology.

• لمحة تاريخية عن أصل التسمية:

تم إطلاق اسم Thorselliaceaeعلى العائلة البكتيرية الجديدة، وThorsellia على الجنس، وذلك على اسم العالمة الأسطورية في دراسة البعوض Walborg Thorsell، التي تبلغ من العمر اليوم 96 عاماً.

كانت Thorsell قد بدأت أبحاثها في سبعينيات القرن الماضي، وعملت لعقود على تطوير طاردات البعوض ضمن نطاق المؤسسة السويدية لأبحاث الدفاع، لكي يتم استخدامها لاحقاً من قبل الجنود السويديين في أوقات الحرب.

يقول Olle Terenius من قسم علوم البيئة إنَّه عندما تم إطلاق اسم على البكتريا الجديدة بعد اكتشافها في البعوض الناقل للملاريا في كينيا، لم يكن أحد يعلم أنها شائعة لهذه الدرجة في البعوض، ولذلك فهي تليق باسم Thorsell.

• الانتشارية:

يرتبط اكتشاف العائلة البكتيرية الجديدة بقوة بالبحوث حول بعوض الملاريا، وتطوير أدوات لمكافحة هذا المرض. تم عزل الأنواع الأولى من هذه البكتريا من بعوض الملاريا في كينيا. والآن، تم العثور على أنواع من الجنس Thorsellia في بعوض الملاريا في أفريقيا والهند وإيران والبرازيل، بل وحتى في البعوض الذي ينشر فيروس غرب النيل في الولايات المتحدة. هذا يوحي بأن ال Thorsellia تطورت جنباً إلى جنب مع البعوض الحامل للأمراض لفترة طويلة جداً، لدرجة مكنتها من تطوير خصائص تحسن استمراريتها في البعوض.

• الأمر الملفِت...

من المثير أن هذه البكتريا لا توجد حتى الآن إلا في البعوض الحامل للمرض والمياه التي تضع بيوضها فيها. لذلك فالباحثون الآن يحاولون فهم آلية التفاعل بين Thorsellia والبعوض، وكيف تسهِّل هذه البكتريا امتصاص الأغذية في يرقات البعوض، وبالتالي تحسن استمراريتها (أي للبكتريا).

• نظرة مستقبلية:

يركز البحث حالياً على إمكانية العثور على استراتيجيات تمنع انتقال طفيليات الملاريا عبر تعديل البكتيريا المقيمة في القناة الهضمية للبعوض. يقول Sebastian Håkansson، الباحث في علم الأحياء الدقيقة أنهم يبحثون الآن عن البكتيريا التي تعيش في القناة الهضمية للبعوض والتي تنمو بسرعة عندما يتناول البعوض وجبة من الدم، فربما يمكن تعديل هذه الجراثيم وراثياً لإنتاج مواد قد توقف تطوير الطفيلي المسبب للملاريا. يأمل الباحثون أنه وعبر استخدام البكتيريا التي ترتبط ارتباطا وثيقاً بالبعوض الناشر للملاريا، سيتم تقليل الأخطار المحتملة لانتشاربكتريا أخرى معدلة وراثياً قد لا نريدها أن تنتشر.

• أهمية الاكتشاف:

تعود أهمية هذا الاكتشاف إلى أنه حتى الآن لا توجد لقاحات ضد مسببات الملاريا، أي أنه لا توجد طريقة لمحاربة الطفيلي إلّا عن طريق محاربة البعوض الناقل له بالسبل الكلاسيكية المكلِفة والمجهدة كتجفيف المستنقعات والبحيرات الراكدة أو تطبيق طبقة من الزيت من مخلفات تكرير النفط على سطح تلك المستنقعات و البحيرات، فأنثى البعوض الناقل البيوض تحت سطح الماء حيث أن تلك البيوض تحتاج لوسط مائي لتتطور.

كما أن شدة إمراضية ذلك الطفيلي تضعه مرض الملاريا في المراتب الأولى لأكثر الأمراض أهمية بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية WHO.

فهذا الاكتشاف سيسهِّل لاحقاً من إمكانية محاربة ذلك الطفيلي عن طريق بكتريا متعايشة في أمعائه وذلك إجراء تعديل في جينومها.

مواضيع ذات صِلة: هنا و هنا

المصادر:

هنا

هنا